تطهير تونس من المفسدين

لا تزال الأنفس محبوسة في تونس. وضع أمني في تحسن ملحوظ. الكل يراقب تشكيل الحكومة الجديدة، وسط شبه إجماع على إقصاء رجال الحزب الحاكم، على الأقل في هذه المرحلة، باعتبارها مرحلة حساسة لا تزال الثورة تتحسس فيها طريقها، ولا يزال خطر الحزب الحاكم في المناورة والانقلاب على ثورة الشعب قائما، وإن كان حزب التجمع الديمقراطي لا يحظى بشعبية في تونس، بعد أن مل الناس ممارساته لعقود تفنن خلالها في تعطيل وخنق الحريات وأبدع في تأليه بن علي.الشارع يتحرك والناس لم يعودوا قادرين على تحمل المراوغة والمناورة. لقد بلغ الشعب درجة من الإحباط السياسي واليأس من الوجوه التي ساهمت في حكم بن علي، ما يجعلهم اليوم لا يقبلون بأنصاف الحلول، ولم تعد لهم القدرة على تحمل شخصيات كان لها دور في عهد بن علي، وحتى محاولة تصنيف رجال بن علي بأنهم صنفان: صنف محسوب على الفساد والنفوذ، وصنف آخر يعتبره البعض تقنوقراطيا مهنيا لم تتلطخ أيديه بدماء الشعب ولم يتورط في اختلاسات، لا تتقبله إلا قلة في تونس، فأغلبية الأصوات من النخبة تريد إقصاء هذه المرحلة من تاريخ تونس إلى الأبد دون تشف ودون تصفية حسابات. الأهم هو تطهير الدولة من المفسدين.بمجرد ظهور تسريبات غير رسمية حول تضمن الحكومة المرتقبة لوجوه من الحزب الحاكم، وتمكينها من حقائب وزارات السيادة، حتى عادت المظاهرات تجوب أحياء العاصمة وبنزرت وصفاقس وغيرها من الولايات، تندد بإشراك الحزب الحاكم، ما جعل البعض يعتقد أن التسريبات الإعلامية كانت بمثابة بالون اختبار لمعرفة مدى تقبل الشعب لمثل هذا التوزيع، فكان الجواب سريعا وحاسما عبر مظاهرات حاشدة تندد ببقاء الحزب الحاكم، وسط استغراب من محاولة فرض شخصيات ثار الشعب ضدها. الكل يتساءل: هل إبقاء هذه الشخصيات ضمان للإفلات من الحساب والرقابة.الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تاريخ ثورة شباب تونس. فإما أن تسير في مسارها الذي اختاره الشعب، وإما أن يتم تقليم مخالبها والسيطرة عليها بما يجعلها نسبية لا يطول فيها التغيير إلا رموزها... بقلم : إسكندر الفقي: محام تونسي

تطهير تونس من المفسدين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

زيـن الـعـابـديـن بـنـعـلـي ... أفـول "هـنـبـعـل"

أحداث تونس ترخي بظلالها على المنطقة العربية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات