“قنبلة نووية” تدمر جمعيات “بيجيدي”

أعضاء تحدثوا لـلصباح عن تحميلهم مسؤولية اندحار الحزب ويهددون بفضح اختلالات مالية وصلت شظايا اندحار حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الماضية إلى عشرات الجمعيات التابعة له، بعدما أبدى عدد من أعضائها رغبتهم في فك الارتباط بالحزب، بسبب ما أسموه «اختلالات مالية»، والرغبة في وضع حد للاستغلال السياسي لأنشطتها والتحكم في أجهزتها بشكل سافر. وعلمت «الصباح» من مصادر متطابقة أن عدد الجمعيات والأندية، التي تدين بالولاء لحزب العدالة والتنمية وظهرت عليها أزمات داخلية، بحوالي ألف جمعية كانت تستفيد من منح تقدر قيمتها بالملايير، خاصة أن الحزب نفسه نجح في إغراق المدن، بالجمعيات التابعة له التي تستفيد من المنح السنوية، سواء عبر مجالس المدن أو المقاطعات، مقابل خدمات لا تكشف عن حقيقة توجهها، إلا في الاستحقاقات الانتخابية. وسرب أحد أعضاء هذه الجمعيات، لـ «الصباح»، معلومات عن اتصالات تلقاها رؤساء الجمعيات من مسؤولين حزبيين، مباشرة بعد إعلان نتائج الانتخابات، تحملهم جزءا من مسؤولية اندحار الحزب، بسبب التلكؤ في القيام بحملات انتخابية، كما جرت به العادة. وقال: «لقد وعدت الجمعية التي أنتمي إليها وكيل لائحة «المصباح» بالحصول على 500 صوت في مركز للتصويت بالبيضاء، بسبب علاقات الجمعية مع السكان وتقديم مساعدات لهم، إلا أن الحزب لم يحصل إلا على 76 صوتا»، ما اعتبره المسؤول الحزبي تواطؤ الأعضاء مع أحزاب أخرى. كما راهن «بيجيدي» بالبيضاء على الجمعيات التابعة له، التي تغطي كل المقاطعات الجماعية، وتشمل كل المجالات الخيرية والثقافية والإحسانية، وبعضها يلجأ إلى التستر عن انتماء أعضائها، لكنها بالمقابل تحظى بالدعم المالي واللوجستيكي. ووصف ساخطون من ولاء جمعيات للحزب أوضاعها الداخلية بـ «قنبلة نووية» ستعصف بها، وتفضح اختلالاتها المالية، علما أن تأسيس المئات منها كان يستنزف المال العام، ففي البيضاء وحدها تم صرف منح تقدر قيمتها بحوالي 4 ملايير، في الوقت الذي تواجه جمعيات وأندية لا تدين بالولاء للحزب نفسه عراقيل للحد من أنشطتها ومنعها من الاستفادة من المنح. وخاب أمل رؤساء مقاطعات جماعية في الاستعانة بالخزان الانتخابي للجمعيات «البيجيدية»، علما أنه طيلة السنوات الأخيرة سارع المسؤولون إلى تأسيس الجمعيات في الأحياء الشعبية وبعض المناطق بالضواحي، وعمدوا إلى إغراقها بالموالين لهم، مستغلين تولي الحزب نفسه رئاسة أغلب المقاطعات الجماعية، واختفاء أنشطة جمعيات أخرى، ظلت صامدة أمام مد «بيجيدي». وقال مستشارون جماعيون إنهم عانوا، كثيرا، من استغلال «بيجيدي» للجمعيات في الانتخابات، كما أن عددا منها لا يكشف عن انتمائه إلا في الانتخابات، ففي مقاطعات جماعية في البيضاء، مثلا، توجد أكثر من 60 جمعية في كل جماعة. واشتكى المستشارون أنفسهم من استفادة الجمعيات، في فترة تولي «بيجيدي» لتدبير الشأن العام، من المنح التي تخضع للانتقاء، رغم كل الشعارات التي يرفعها الحزب، علما أنها حريصة على الاستجابة لكل المعايير التي يتم وضعها، لكن على الورق فقط. خالد العطاوي

“قنبلة نووية” تدمر جمعيات “بيجيدي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العثماني حصل على 5 أصوات في مكتب

تحركات لاحتواء خلاف خاليلوزيتش ومزراوي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات