“تفجير” تحالفات البيضاء

اتهامات تجمعية لقيادي في الاستقلال بإفساد العرس واجتماعات ماراثونية بالرباط لرأب الصدع «هاد اللعب الصغير ديال القادري خاصو يسالي، وإلا غادي نكونو مضطرين لوقف التعامل مع حزب الاستقلال كليا بكازا»، هكذا كان يتحدث قيادي في التجمع الوطني للأحرار بجهة البيضاء-سطات، بنبرة غضب حادة، إلى طرف آخر في الهاتف، قد تكون له صلة حزبية بفؤاد القادري، منسق الاستقلال بالجهة نفسها. وزاد القيادي في التجمع الوطني، باللهجة الشديدة نفسها، «ميمكنش حنا خدامين كنسقو هنا في كازا والجهة ومجلس العمالة، وهاد السيد خدام كيريب فينا في برشيد والجديدة وحد السوالم وسطات..هاد شي ماشي رجلة». وتعتبر هذه المكالمة الهاتفية واحدة من عشرات المكالمات تحركت في اليومين الأخيرين، بينها عدد من الاجتماعات الرسمية والأخرى غير الرسمية بين قيادات في التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، وأيضا الاتحاد الدستوري، لدراسة سيناريوهات بديلة لخروج الاستقلال من التحالف الثلاثي الذي انطلق عشية الإعلان عن نتائج الانتخابات، «قبل أن يفسده فؤاد القادري بخرجات غريبة عن النص»، يقول مصدر لـ»الصباح». ووصف المصدر نفسه ما قام به المنسق الجهوي للاستقلال بجهة البيضاء-سطات بالخيانة والغدر، حين أشرف في ساعات متأخرة من ليلة الجمعة/السبت الماضية على انقلاب سري على التجمع الوطني للأحرار بجماعة برشيد، ونصب شقيقه طارق القادري، الفائز بمقعد برلماني بالدائرة نفسها، رئيسا لهذه الجماعة، على رأس أغلبية ضمت الأصالة والمعاصرة والاستقلال والعدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي، فيما تم طرد لائحة التجمع (12 مقعدا) إلى المعارضة. وقال المصدر نفسه إن فؤاد القادري كان يجتمع في لقاءات تنسيقية مع قيادات في التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، تترتب عنها اتفاقات، وفي الوقت نفسه يحرك هاتفه لتنظيم انقلابات ضد التحالف نفسه في جماعات تابعة للجهة، من بينها أيضا الجديدة، حيث تمكن جمال بن ربيعة، الاستقلالي، من العودة إلى الرئاسة، مدعوما من أحزاب أخرى. وتسببت تلك «الانقلابات» في غضب شديد وسط التجمع الوطني للأحرار بجهة البيضاء، علما أن اتفاقا سابقا بين الأحزاب الثلاثة قضى بمنح رئاسة الجهة إلى الاستقلال، الحاصل على الرتبة الثانية بـ17 مقعدا، ومنح العمودية للتجمع، بينما يترأس الأصالة والمعاصرة مجلس العمالة. وأضحى هذا الاتفاق المبدئي قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، إذ عادت الأحزاب الثلاثة إلى الاجتماع، وهذه المرة في الرباط بحضور أعضاء في المكاتب السياسية، لوضع النقاط على الحروف والاستماع إلى فؤاد القادري الذي مازال متشبثا بالتحالف الثلاثي، مذكرا بأن الاتفاق الذي جرى بين التجمع والاستقلال والأصالة والمعاصرة، يتعلق فقط بالمدن الكبرى ومجالس الجهات وبعض مجالس العمالات، ولا يتعلق بالجماعات المتوسطة، أو الصغرى، إذ ترك الأمر مفتوحا لتشكيل الأغلبيات والتنافس الحر على الرئاسة. وقال مصدر إن الاجتماع الذي عقد مساء أول أمس (الاثنين)، لم يفض إلى أي نتيجة، كما لم يحسم في هوية الحزب الذي سيترأس مجلس الجهة، والآخر الذي سيترأس الجماعة الحضرية للبيضاء، علما أن قناة للتواصل والنقاش فتحت مع حزب رابع، ويتعلق الأمر بالاتحاد الدستوري الذي قد ينضم إلى التحالف الثلاثي، أو يعوض الاستقلال فيه. وفي انتظار ما يسفر عنه اجتماع تنسيقي ثان في الرباط، «لا شيء حسم في جهة البيضاء-سطات إلى حدود اللحظة»، يقول المصدر نفسه. يوسف الساكت

“تفجير” تحالفات البيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحركات لاحتواء خلاف خاليلوزيتش ومزراوي

"الكوديم" يستنفر عصبة الهواة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات