فلاحة “متزوجة”حملت من عشيقها

تخلصت من الجنين ورمت بها الأقدار خلف القضبان إعداد: محمد العوال (آسفي) انقلبت حياة "فاطمة" رأسا على عقب، وتبددت كل الأحلام والآمال الوردية، التي رسمتها في مخيلتها يوم خطوبتها، ولم تجد غير الاستسلام للقدر، وتحمل تبعات وزرها، بعدما أزهقت روح مولود بريء، ناتج عن علاقة جنسية خارج إطار الزواج، إذ انتهت خلف القضبان، تلاحقها تهمة ثقيلة ترتبط بالقتل العمد مع سبق الإصرار. عاشت "فاطمة" حياة بدوية، يطبعها الشقاء وسط أسرة مكونة من سبعة إخوة، إذ أن والدها هو المعيل الوحيد للأسرة، والذي يشتغل في الحقول، وبالكاد يوفر مستلزمات العيش لأبنائه.. هذا الوضع القاسي، حتم على فاطمة، على غرار باقي إخوتها، الانقطاع المبكر عن الدراسة، وصارت تعين والدتها في أشغال المنزل وتربية إخوتها الصغار، إلى أن اشتد عودها، وطرق بابهم شاب يتحدر من المنطقة نفسها التي تنتمي إليها، والذي أخبرهم برغبته في الزواج من فاطمة، التي كادت تطير بالفرح، واعتقدت أن كل السنين التي قضتها في الحرمان، أوشكت على الزوال، ولم تكن تعتقد أن زواجها ما هو إلا بداية لمعاناة من نوع آخر. مر حفل الزواج، في جو من البهجة والسرور بحضور أهل القبيلة وأقارب العروسين، الذين باركوا زواجهما، لتنتقل "فاطمة" رفقة زوجها إلى بيته بالمدينة، تاركة وراءها حياة البادية، التي تعتبر عنوانا بارزا للشقاء والتعاسة. الزواج المُر مرت الشهور الأولى في جو من السعادة، زادها ابتهاجا ميلاد ابنها الأول في سنة زواجها الأولى، إذ فرحت به كثيرا، وكبرت آمالها بحجم فرحها بمولودها. في المقابل، تراجع اهتمام الزوج بزوجته، وأضحى لا يعيرها أدنى اهتمام، وتحولت حياة الزوجين إلى جحيم لا يطاق، بفعل الخلافات المتكررة. ازدادت المشاكل والخلافات بين "فاطمة" وزوجها "أحمد" دون أن تجد لها حلا سوى العودة إلى العيش في كنف والديها بعدما شعرت أن كل الأبواب أوصدت في وجهها، وأيقنت أن إقلاع زوجها عن سلوكاته أمر مستبعد، بعدما حاولت في العديد من المناسبات ثنيه عن ممارساته دون جدوى. وجدت "فاطمة" نفسها وقد التحقت ببيت والديها، مجبرة على البحث عن مدخول يوفر لها متطلبات ابنها البالغ من العمر حوالي خمس سنوات، ومساعدة أسرتها في المصاريف. ولم تعر لكلام سكان الدوار أي اهتمام، فوجدت لنفسها عملا بأحد الحقول الفلاحية، بعد بحث مضن، إذ كرست جل وقتها للعمل في الضيعات الفلاحية، والتنقل إلى المدينة من أجل تتبع مسار الدعوى القضائية التي رفعتها ضد الزوج في شأن إهمال أسرة، خصوصا أنه لم يسأل عن ابنه منذ غادر المنزل رفقة والدته، وهو ما ظل يؤلم الزوجة. أصبح من المفروض على "فاطمة" الاستيقاظ باكرا استعدادا ليوم شاق من العمل في الحقول الفلاحية، والعودة مساء إلى البيت، إذ تجد أشغال البيت هي الأخرى بانتظارها، دون أن يكون لها أي اعتراض. الخيانة الكبرى في أحد الأيام، وبينما هي تنتظر قدوم سيارة الأجرة، اقترب منها شاب، يلقي عليها التحية بلطف، غير أن "فاطمة" لم تعر الأمر أدنى اهتمام، فأعاد الشاب إلقاء التحية، لترد عليه "فاطمة" التي وجدت نفسها وبدون شعور تسايره في نقاش قادها إلى الحديث عن ظروفها المعيشية ومشاكلها العائلية، وهو ما جعل الشاب يبدي تعاطفا كبيرا معها، مؤكدا لها بأنه مستعد لتقديم كل المساعدة لها. امتطت "فاطمة" سيارة الأجرة في اتجاه منزل أسرتها، وقد حددت للشاب موعدا في اليوم الموالي، في الساعة نفسها وبالمكان نفسه، وهم ما تم فعلا. لم يبخل ذلك الشاب على مساعدة "فاطمة" على مصاريف ابنها، ودفعها إلى تسجيله في المدرسة، وإعانتها على مصاريف الدعوى القضائية التي رفعتها ضد زوجها. لم يتوان ذلك الشاب، في التلميح ل"فاطمة" على أن الزوج الذي فرّط فيها، لا يستحقها بالمرة، وأنه كان عليها أن تتريث في زواج لم تجن منه سوى وجع الدماغ. في ذلك اليوم وبينما كان الشاب و"فاطمة" عائدين من المحكمة، كانت نفسيته هذه المرة مهزوزة، كما أنه ظل صامتا أثناء الطريق، لا يتكلم إلى أن أوقف سيارته، ثم بدأ في النطق ببعض العبارات والكلمات لم تفهم منها "فاطمة" سوى طلبه في أن يعاشرها جنسيا. عم الصمت لبرهة قصيرة، قبل أن تجد "فاطمة" نفسها في ورطة أخرى. وبعد تفكير عميق، لم تجد من خيار سوى مسايرة الخليل في هواه، خوفا من امتناعه عن مساعدتها في نفقاتها، فأجابته بالموافقة، لينشرح صدره. هكذا وجدت "فاطمة" نفسها في العديد من المناسبات عارية تماما تعانق "مصطفى" وتلبي كل رغباته الجنسية، ولم يخطر ببالها أنها ترسم طريقا سيئا لمسارها إلى اليوم الذي اكتشفت فيه أنها حامل. بعد مرور أشهر من حمل "فاطمة" عاد زوجها طالبا منها الرجوع إلى بيت الزوجية، بعدما أدى لها النفقة التي حكمت عليه بها المحكمة، فوافقت "فاطمة" على الفور ودون تردد، رغم أنها حامل من عشيقها "مصطفى".. اكتشف الزوج أن زوجته حامل وبطنها بارز، فقرر الانتقام منها، بعدما أيقن أنها ظلت تخونه خلال الفترة التي غادرت فيها بيت الزوجية، وفكر في طريقة يضع من خلالها حدا لعلاقتهما، غير أنها ظلت تتوسل إليه في الوقت الذي ظل يهددها بأنه سيفضح أمرها أمام والديها وأمام جميع سكان القرية، قبل أن يكف عن تهديداته، بعدما وعدته بأن ترد له مبلغ النفقة الذي تسلمته منه بواسطة صندوق المحكمة. ظلت "فاطمة" تماطل زوجها إلى حين عثورها على فكرة تخلصها من الجنين الذي سبب لها كل المشاكل. الموؤودة كانت الساعة تشير تقريبا إلى الثانية بعد الظهر، حين توجهت "فاطمة" إلى دار الولادة وأخبرتهم بأنها حامل، وأن بطنها كان منتفخا، وأن الجنين قد توفي في أحشائها ولا تحس بتحركاته وأنها تريد إزالته خوفا على هلاك صحتها، لكن بعد الفحص أخبرتها المولدة بأن الجنين ما يزال على قيد الحياة، وما عليها سوى إحضار لوازمها استعدادا لعملية الولادة لأنها في الشهر التاسع. عادت "فاطمة" إلى منزلها وأخبرت والدتها بالأمر، لترافقها إلى دار الولادة، وما هي إلا ساعات حتى أنجبت طفلها الذي بعد معاينة الطبيب المختص أكد أنه يتمتع بصحة جيدة.. لكن في صباح اليوم الموالي، وبعد الفحص والملاحظة الأولية تبين أن الرضيع قد فارق الحياة، الشيء الذي اضطر المولدة إلى إخبار الطبيب بالموضوع، والذي أكد بدوره أنه قام شخصيا بفحص الأم ووليدها لكنه تفاجأ في الصباح بوفاته غير الطبيعية وذلك من خلال لونه الأزرق، ليقرر إشعار المصالح الأمنية التي انتقلت إلى المكان، وقامت بالإجراءات القانونية اللازمة، وتم نقل جثة الطفل إلى مصلحة التشريح الطبي، بعدما جرى الاستماع إلى الطبيب الرئيس والمولدة. وأكدت الأم في محضر استنطاقها أنها قامت بوضع غطاء صوفي على وجه ابنها حتى يخنق كليا، فأحيلت على أنظار محكمة الاستئناف من أجل متابعتها طبقا للقانون.

فلاحة “متزوجة”حملت من عشيقها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ثلاثون شهرا لمروج ممنوعات

ذوو الاحتياجات الخاصة في معركة التحدي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات