ليلة القبض على سارق الأطباء

جرائمه شكلت لغزا محيرا وأدلة جنائية قادت لاعتقاله بعد سنوات إنجاز : عبد الله غيتومي (الجديدة) ظل أمن الجديدة وخلال ثلاث سنوات يعتبر سرقة أطباء نفذها مجهولون واستحوذوا على مبلغ 73 مليون سنتيم، تندرج ضمن "الجرائم اللغز" التي حيرت المحققين، وكانت دائما مسالك البحث التي يسلكونها أملا في وضع اليد على الجناة تنتهي إلى أفق مسدود، يحيل على مرحلة جديدة من التقصي انطلقت منذ 2019 تاريخ تنفيذ أول جريمة تمت فيها سرقة 45 مليون سنتيم من خزنة حديدية لأحد الأطباء وتوالت بعدها سرقات نفذت بالطريقة نفسها، ما ولد لدى الشرطة القضائية بالجديدة أنها أمام فاعل واحد بسرقات متسلسلة. في 2019 تلقى أمن الجديدة شكاية من أحد أطباء المدينة، أفاد من خلالها أنه لما تفقد خزنة حديدية كان بها مبلغ 45 مليون سنتيم، وجدها تعرضت للفتح بالعنف، وأن الجاني حرص على عدم ترك أدلة جنائية بإمكانها اختزال الطريق إليه، لحظتها وجد الأمن نفسه يواجه لغزا محيرا، نظرا لاحترافية الجاني الذي بدا له من الخبرة التي تجعله مستعصيا على الأمن، ما يفرض عملا مضنيا يقتضي دقة وفعالية. التحقيق في دائرة سوابق انطلقت تحريات المحققين في دائرة مقربين وذوي سوابق عدلية، خاصة الذين سبق إيقافهم في جرائم مماثلة ، كانت كل الدلائل تشير إلى أن الفاعل هو الذي يكرر نفسه في جرائم متشابهة بلغ عددها 5 بين 2019 و2021، وكان القاسم المشترك أنه يدلف إلى الفيلات موضوع السرقات بواسطة مفاتيح مزورة أو عن طريق التسلق، وكان يختار ضحاياه دائما من أطباء المدينة، فيما نفذ سرقة واحدة من داخل فيلا مقتصد أكاديمية متقاعد بحي القدس بكدية بندريس. لكن البحث في مسلك السوابق آل إلى ضرورة تعميق التحقيق وعدم استبعاد فرضية أن الفاعل ليس مجرم " صدفة " وإنما كان قبل تنفيذ سرقاته يمشط جيدا مسرح جريمته ويستجمع معلومات عن ضحاياه ، وأنه كان يستهدفهم متى كانوا في سفر، حتى تسهل عليه مهمة الاستحواذ على ما بداخل الخزنات الحديدية من مال وحلي. تسجيل السرقات ضد مجهول ظل الفاعل المزداد سنة 1992 من ذوي السوابق العدلية المتحدر من منطقة أيت اعميرة ، خارج قبضة العدالة متواريا عن الأنظار طيلة ثلاث سنوات ، لدرجة أن المحققين رفعوا أياديهم استسلاما، واكتفوا فقط في كل مرة بأن المساطر المنجزة في سرقة أطباء المدينة هي " ضد مجهول " وأن الأمر ترك للصدفة علها تسقطه في ما سيأتي من سرقات لأنه ليس في كل مرة تسلم الجرة، مع أن عدم الوصول إليه أمام شكاوى متكررة من أطباء ، كانت دائما تقض مضجع الأمن، الذي لم يستسلم أبدا أمام احترافية " السارق اللغز ". الجاني يعيش حياته في الوقت الذي كان الضحايا يمنون النفس بسقوط الجاني كان في منطقة أيت عميرة قد ظهرت عليه ملامح ارتقاء اجتماعي سريع، فمن المال المتحصل من السرقات التي نفذها، اشترى سيارة محترمة كانت وسيلته في تنقلاته التي كان هدفها المضي قدما في سرقاته الموصوفة، التي اختار مدينة الجديدة أن تكون مسرحا لها، ثم يقفل راجعا نحو مسقط رأسه ، دون أن يثير شكوك أبناء بلدته الذين لربما تساءلوا عن ثرائه السريع ، قبل أن تأتيهم الإجابة بعد 3 سنوات لما تجمهروا حول منزله يعاينون فريقا أمنيا مشتركا من الشرطة القضائية الإقليمية بالجديدة ودرك أيت عميرة يحاصر سكنه ويخرجه مصفد اليدين في الطريق نحو شوط من الاستنطاق حول سرقاته بالجديدة. أدلة جنائية قادت إلى السارق الجرائم لا تكون أبدا مكتملة، ففي السرقة الأخيرة التي استهدفت طبيبا بالجديدة قبل ثلاثة أشهر، وفي غفلة من الجاني ترك آثار بصمة جرى تحليلها في معهد الأدلة الجنائية، مكنت من توصيفه وتوطين مكان إقامته بأيت عميرة، ما جعل المحققين ينتقلون على عجل إليه وهناك عملوا على إيقافه، لكن كانت تظهر عليه علامات الإصابة بكورونا، ما دفع إلى ربط الاتصال بالوكيل العام للملك بالجديدة، الذي أمر بإخضاعه إلى التحليل المطلوب في مثل هذه الحالة، والذي أكد إصابته بكوفيد 19، ما استدعى إدخاله إلى جناح كوفيد بمستشفى أكادير تحت الحراسة الأمنية إلى حين تماثله للشفاء، فتم عرضه على النيابة العامة بتهمة سرقات موصوفة وتكوين عصابة إجرامية مع شريك له ما زال خارج قبضة العدالة وموضوع مذكرة بحث وطنية، والتي أودعته مباشرة السجن المحلي بسيدي موسى في انتظار الشروع في محاكمته.

ليلة القبض على سارق الأطباء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البشير عبدو يطلق "عيد الأعياد"

الولاء للجماعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات