تتيح عين بوكنالة بجماعة عين مديونة، فرص استجمام وترويح عن النفس لزوارها خاصة من مناطق مجاورة بتاونات، تستهويهم مياهها المتدفقة والطبيعة الخلابة المحيطة بها، وموقعها الإستراتيجي قرب محيط غابوي ممتد على جبلي الكيل ولقرع المعروفين بكثافة غطائهما النباتي والغابوي. أبناء منطقة صنهاجة الشمس حريصون في كل زياراتهم لمسقط رؤوسهم، على إحياء تقاليد خاصة في علاقتهم بهذا الموقع السياحي خاصة صيفا. ويواظبون على زيارته وتنظيم خرجات على الأقدام إليه وللمسارات الغابوية المجاورة التي تتيح نظرات بانورامية رائعة للمساحات المترامية. بوكنالة أو صاحب الرمح والبندقية، تسمية يتباهى أبناء المنطقة، بجذورها التاريخية، وقد ذكرها المؤرخ الفرنسي أوغوست مولياراس في كتابه "المغرب المجهول". وتربط فئة أخرى بين تسميتها وزيارة مصري عابر سبيل من الكنانة ووصفهم بالكمال بعد إكرام وفادته من قبل أهل المنطقة. يمكن الوصول لهذا المنبع المائي، من اتجاهات مختلفة أشهرها عبر الطريق الوطنية بين تاونات وفاس والانعراج يمينا وسط عين عائشة في اتجاه جماعة عين مديونة، قبل قطع 3 كيلومترات منها إلى العين المحاطة بجبل لقرع والمنعة وتزغوان والكودية والمحارين في جماعة عين معطوف. موقع العين شجع كثيرا منهم للاستقرار بمحيطها عند قدم الجبل، لتوفير الحماية من غارات بعض القبائل المجاورة أيام الفتن والاضطرابات، قبل أن يتحول مع مرور الوقت، مزارا سياحيا ينعش جيوب أبناء المنطقة بمداخيل مهمة تساعدهم في تدبر تكاليف عيشهم ولو بنسبة أقل من المطموح إليه. يعتبر "عنصر بوكنالة" منتجعا سياحيا مهما في المنطقة وتاونات، لأهمية صبيبه المستغل في الشرب والسقي بدواوير مجاورة له، وقربه أيضا من منتجع بوعادل السياحي الأكثر شهرة واستقطابا للزوار من داخل وخارج الإقليم، لحد اختناقه في الصيف ومع ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير. لكن واقع هذا الفضاء، لا يرضي أبناء بوكنالة الذين يتمنون عناية أكبر به وتجهيزه بشكل يزيد من شهرته ونسبة الإقبال عليه، خاصة بعدما أطلق مستثمر مشروعا لبناء فندق أملا في استقطاب الوافدين على المنطقة للاستمتاع بفضاءاتها الجميلة التي تحتاج الزيارة والتفقد على مدار السنة. صنهاجة الشمس والظل كما يسميها أبناء المنطقة، غنية ليس فقط بهذه العين بل حتى بعيون أخرى تشكل نقطة ضوء ممتدة في ترابها لجماعة بوعادل المجاورة ومنها عيون "مراث" و"مويا" و"نافرا" و"نيكرين" و"نونس" والتين التي تحتاج بدورها لاهتمام رسمي ينفض غبار التهميش عنها. حميد الأبيض (فاس)