لن ينسى سكان حي التقدم بابن جرير، واقعة مقتل طفل يبلغ من العمر 14 سنة، على يد والده، إذ مازالت قصتها عالقة في أذهان سكان الحي، رغم مرور مدة ليست بالقصيرة، على حدوثها. ويتذكر سكان الحي كيف أنهم كانوا ينتظرون أذان المغرب في يوم رمضاني، قبل أن يتفاجؤوا بصوت صراخ قادم من منزل بالحي، ليهب الجيران ليكتشفوا ما حدث، ليجدوا طفلا ملقى على الأرض ووالده يبكي ويحاول إنقاذه، ويطلب مساعدته والاتصال بسيارة الإسعاف من أجل نقله إلى المستشفى. وانخرط الجيران في مساعدة الأب واتصلوا بالإسعاف، غير أن الطفل فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى، ما أثار حالة من الحزن والأسى في نفوس الأسرة والجيران، ولم يقو أحد على تناول وجبة الإفطار، سيما بعد أن عرفوا الأسباب الحقيقية وراء وفاة الطفل. واكتشف الجيران بعد أن بحثوا عن سبب الحادث، أن الأب هو من تسبب في وفاة ابنه، بعد أن انهال عليه بالضرب لأسباب تأديبية، دون أن يتخيل أن العقاب الذي سلطه على ابنه، سيكون سببا في وفاته. وازدادت حسرة الجيران والمعارف، لما عرفوا أن عقاب الأب الذي كان يعمل في سلك الجندية، لابنه، كان بسبب شجار بين الأخير وأخيه الأصغر، وكان يمكن حله بالحوار أو عقاب خفيف في الأقصى، دون أن يلجأ الأب إلى الضرب المبرح في مناطق قاتلة من الجسم. وخلفت الواقعة حزنا لدى الأب نفسه، الذي شعر بالندم الشديد، فيما شكلت وفاة الابن صدمة نفسية للأم، وخيم الحزن على الحي بل المدينة بأكملها، نظرا لأن الطفل كان طيبا ويحظى بعطف الجيران. وانتقلت إلى مكان الحادث السلطة المحلية وعناصر الأمن التي فتحت تحقيقا في الموضوع، قبل اعتقال الأب ووضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، من أجل الكشف عن جميع ملابسات الجريمة. عادل بلقاضي (مراكش)