“البام” يزحف على المدن الكبرى

حزب الهمة أحدث رجات في العديد من المدن وعصف بأغلبيات وأعاد تشكيل أخرى أحدث حزب الأصالة والمعاصرة رجة حقيقية في المدن الكبرى، بسبب دخوله على الخط في تحالفات عصفت بقوى سياسية كانت تحكم قبضتها على بعض المجالس. ولم يكن أحد يتصور أن يتمكن حزب حديث النشأة من سحب البساط من أحزاب بصمت التسيير في كبرى المدن. كما أن "البام "بمجرد دخوله على الخط، تعاد الأمور إلى الصفر، والنتيجة ظهور تحالفات تمكنت من الإطاحة بتحالفات تقليدية قائمة في بعض المجالس. ما تعيشه حاليا الرباط أو الدار البيضاء وأيضا سلا وغيرها، خير دليل على أن حزب الجرار يريد في هذه المرحلة التحكم في زمام الأمور. إنه تكتيك من بين تكتيكات أخرى تتطلبها مرحلة الاستعداد لانتخابات 2012. فالعاصمة الرباط تعيش في الظرف الحالي على صفيح من نار. ويبقى إلى حدود الآن المصير مجهولا بشأن ما ستسفر عنه المفاوضات الجارية بين مستشاري الأصالة والمعاصرة ونظرائهم في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي تعرض لضغوطات ثقيلة حتى يفك ارتباطه بالعدالة والتنمية. وحسب المعلومات التي حصلت عليها "الصباح"، فإن القيادي الاتحادي فتح الله ولعلو مازال يرفض الانصياع لهذا الضغط، لا لسبب سوى أنه يعلم جيدا أن حزب الوردة لم يكن يسعفه الحظ للظفر بعمودية العاصمة ، إلا بوضع اليد في يد العدالة والتنمية الذي حصد مقاعد مكنته من أن يبرز كقوة سياسية لا يستهان بها في الرباط. إن الصراع الذي اندلع على أشده قبيل إجراء انتخابات رئيس مجلس مدينة الرباط، مكن ولعلو من الوقوف على مكانة العدالة والتنمية ومدى تأثيره في إمكانية خلق أغلبية منسجمة، علما أن حضور حزب الوردة تراجع بشكل ملحوظ في الانتخابات الجماعية الماضية، ولم يحصل على المقاعد التي كان يفوز بها في محطات سابقة، خصوصا عندما كان في المعارضة، لكن المهم أن التوافقات التي أجريت في ذلك الحين، والمفاوضات التي أدت إلى ترجيح كفة ولعلو من أجل التصدي لعمر البحراوي، المنتمي إلى حزب الحركة الشعبية، كانت واضحة. إلا أن التقارب الذي طفا على السطح في ما بعد بين قياديين اتحاديين وزملائهم في "البام"، أربك الخريطة السياسية في العاصمة، وفتح أعين حزب الجرار على العاصمة، وبدأت الضغوطات تمارس ضد ولعلو ليفك ارتباطه بالعدالة والتنمية. إصرار ولعلو على عدم الخضوع لهذا الأمر سيكلفه منصبه، خصوصا أن مصادر تتحدث عن تهديد قوي للإطاحة بالحساب الإداري في دورة فبراير المقبلة. ونموذج ما وقع في الدار البيضاء ضد العمدة ساجد خير دليل على أن "البام" يمتلك من الوسائل ما يمكنه من أن يضغط بكل ما أوتي من قوة لإعادة تشكيل الخريطة الجماعية. إنها الرغبة في الهيمنة على المدن الكبرى، ومحاولة تعميم نموذج التسيير في طنجة على باقي المدن الكبرى. إن المحطة الانتخابية المقبلة تشكل بالنسبة إلى البام الفرصة الحقيقية لاستعراض العضلات السياسية، من جهة لمحاصرة العدالة والتنمية ومواجهته في أي محاولة تمدد، ثم ليصبح "الحزب المحور "الذي تدور في فلكه الحياة السياسية في البلاد. لقد بدأت ألغاز ميلاد البام تتفكك شيئا فشيئا، وشرعت عدد من الأحزاب يلتقط الإشارات بالنظر إلى ما يجري من حراك سياسي بشأن تسيير كبرى المدن. نادية البوكيلي

“البام” يزحف على المدن الكبرى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"البام" يسحب بساط تسيير مجلس مكناس من حزب بنكيران

ميلاد الشبكة المغربية لمساندة الحركة الديمقراطية المغاربية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات