“البام” يسحب بساط تسيير مجلس مكناس من حزب بنكيران

نجح حزب الأصالة والمعاصرة في يسحب بساط تسيير مجلس مدينة مكناس بسهولة من خصمه السياسي العدالة والتنمية، بعد الانتخابات الجماعية التي أجريت عام 2009. ظل «المخاض» متواصلا في العاصمة الإسماعيلية، خصوصا بعد أن قررت القيادة طرد أحمد هلال، رئيس مجلس المدينة، من الحزب، وما ترتب عن ذلك من تجاذبات سياسية ومن صراعات وصل إلى حد محاولة العمدة هلال تجريد كافة مستشاري حزب «البام» من سلطاتهم، واقترح إقالتهم من المكتب المسير. إنها الحرب التي فتحت على مصراعيها، خصوصا أن هلال فتح إمكانية التحالف مع مستشاري المعارضة، وعلى رأسهم مستشاري حزبي الاستقلال والعدالة والتنمية. لم يتوقف هلال عن محاولة تطوير المفاوضات التي قادها مع مستشاري الحزبين المذكورين، فهذا هو السبيل الوحيد للوقوف في وجه التحالف المضاد الذي يسعى إلى إقامته حزب الأصالة والمعاصرة مع مستشاري التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري ومستشارين من أحزاب أخرى. فالجناح الأول الذي يقوده العمدة، المطرود من "البام"، يسعى جاهدا إلى مواجهة مستشاري "البام" أينما حلوا وارتحلوا، إلى درجة أن الرئيس أقدم على إدراج إقالة خمسة مستشارين، إلا أن القضاء اعترض على هذه الإقالة، واعتبره بدون سند قانوني، وهو القرار الذي بطبيعة الحال دفع جناح مستشاري "البام" إلى "التربص"، ومحاولة إزاحته من منصبه الذي فاز به باسم الأصالة والمعاصرة، على أساس إعادة الخريطة السياسية على الصعيد المحلي، والدفع بالتحالف الذي يقوده مستشارو "البام" إلى جانب زملائهم في كل من التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري. صراع مازالت فصوله مفتوحة على كافة الاحتمالات، خصوصا بعد أن دخلت لجنة من الداخلية على الخط، وقامت بعدة زيارات إلى مكناس قصد الوقوف على ملفات شابتها الخروقات خصوصا في التعمير. بالنسبة إلى مستشاري "البام"، فإن الحزب يتطلع إلى استرجاع تسيير العاصمة الإسماعيلية، بعد أن فقدها جراء صراع مع أحمد هلال. في المقابل، يسعى هلال إلى أن يكسب ود مستشاري المعارضة لتثبيته رئيسا، مقابل فتح المجال لهم للالتحاق بصفوف الأغلبية، لكن هذا لا يعني أن أعين حزب الاستقلال تتطلع للظفر بالرئاسة، مستحضرة التقارب مع مستشاري حزب العدالة والتنمية من أجل الوصول إلى هذا المبتغى. لكن قبل هذا أو ذلك، فإن "البام" يعتقد أن أمله كبير في جواب وزارة الداخلية في ما يتعلق بالوضع المتردي الحالي التي تعيشه مكناس، مدينة تعاني أزمة العطش، والعطالة وتوقف المشاريع ورخص البناء والصيانة وغيرها من الأنشطة الاقتصادية. وفي انتظار كلمة الفصل التي ستصدر عن وزارة الداخلية، فإن حزب الأصالة والمعاصرة يستجمع قواه، وعازم، حسب قيادييه، على إعادة هيكلة المشهد الحزبي بالمدينة والجهة وتطبيق ميثاق الحكامة الجيدة الذي ينتظر توقيعه بفارغ الصبر. إنها دروس مستخلصة من تجارب التدبير المحلي بمدينة مكناس، ففي الوقت الذي وضع مستشارو العدالة والتنمية يدهم في يد مستشاري حزب الاستقلال، قرر منتخبو حزب الجرار التحالف مع الحلفاء الاستراتيجيين، من أجل إعادة تأثيث البيت البلدي لإرجاع الثقة للعمل السياسي وإرساء آلية المحاسبة والعقاب للضرب على أيدي المتورطين في ملفات الفساد في المدينة. وبشهادة فاعلين سياسيين، فإن العاصمة الإسماعيلية تعيش أزمة، وعلى الجميع أن يساهم في تأهيلها وإخراجها من الوضع التي وصلت إليه بسبب تراكم المشاكل وكثرة الملفات.فالمحطة الانتخابية المقررة عام 2012 ستكون لا محالة حاسمة بالنسبة إلى النخبة السياسية بمكناس، وأيضا بالنسبة إلى المواطنين الذين لديهم انتظارات عديدة تبدأ من ما هو يومي معاش، لتصل إلى تحقيق أحلام أكبر. ن.ب

“البام” يسحب بساط تسيير مجلس مكناس من حزب بنكيران

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحالف "البام" و"السنبلة" يفشل في الإطاحة بولعلو

"البام" يزحف على المدن الكبرى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات