المريزق: “البام” بمكناس يقود ثورة هادئة

عرف التسيير على صعيد مدينة مكناس نوعا من «البلوكاج» بسبب ما وقع من توتر بين مستشاري حزب الأصالة والمعاصرة، هل تشاطرون الرأي مع من يقول إنكم تتحملون مسؤولية هذا الواقع؟أولا لا بد أن أشير إلى أن مدينة مكناس تعيش على إيقاع إرث ثقيل يرجع إلى سنوات خلت، كما أن الوضع ازداد فسادا وتراجعا في عدد من المجالات في عهد العدالة والتنمية برئاسة بوبكر بلكورة. لقد توقفت بعدها كل الأوراش وغرقت مكناس في الفوضى والعشوائية والمحسوبية والزبونية، مما خلق العشرات من المناضلين الأشباح وسماسرة السياسة والإعلام والرياضة والجمعيات، والارتزاق أمام أبواب الإدارات وفي الشارع، لأن الضمائر الحية والمناضلين الشرفاء هاجروا مكناس أو هاجروا السياسة والعمل الرياضي والجمعوي والثقافي النزيه، وأصبحت مكناس قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت من الأوقات.بعد أزمة العدالة والتنمية، تحمل بورحيم، عن حزب التجديد والإنصاف، المسؤولية، لكن لفترة قصيرة جدا، إلا أن الأمور تعقدت كثيرا، وعندما وصل موعد الانتخابات الجماعية 2009، وانتخب المكتب، لم يتغير الوضع، لأنه بعد ذلك بأشهر معدودة، طرد البام رئيس البلدية، وتبع ذلك توقيع بين المستشارين الشرفاء على التزامهم بخط الحزب والانضباط لمؤسسته التنظيمية، ووضع حد فاصل مع التسيير المشبوه والعشوائي وحالة الفوضى التي تسود عددا من المصالح وعدم تكريس المحسوبية والزبونية وتطبيق القانون في كل الملفات التي تتلاعب بها ثلة من الانتهازيين والمتلاعبين بمصالح المواطنين والاستهتار بحقوق الناس والتكالب على الضعفاء وابتزاز المستثمرين والمنعشين العقاريين وعرقلة مصالح ومحاصرة أي نهضة مدنية. طيلة سنة، راقب البام عن كثب ما يجري وحاولنا معرفة الأسباب التاريخية التي أدت إلى هذا الوضع، وتنقية صفوف الحزب أولا من كل المتآمرين على المدينة وعلى سكانها، والمرتزقة والانتهازيين والسماسرة، وواكبنا عمل المستشارين طوال هذه المدة، قدمنا لهم الدعم اللامشروط رغم محاولة إقالتهم من طرف الرئيس، ورغم تجريدهم من مهامهم والضغط عليهم بكل الوسائل ومحاولة إغرائهم بمشاريع الأحياء والإنارة...، لكن الحزب تصدى لكل هذه المحاولات الفاشلة، خاصة أن المحكمة الإدارية قضت في الأسبوع الماضي لصالح مستشاري البام، بعد أن رفضت السلطات الوصية للرئيس وحلفائه إدراج نقطة تجريد المستشارين من مهامهم. ما ذا كانت نتيجة هذا القرار؟جيل جديد من المناضلين وضع ثقته في المناضلين الحقيقيين برلمانيين ومستشارين ورؤساء الغرف والمناضلين والنساء والطلبة ورجال أعمال ومستثمرين ومثقفين وأطر، وبعد اكتساب الثقة والأمان، انتقل الحزب إلى ترجمة هذه الثقة على مستوى التنظيم. هكذا تمت هيكلة الحزب قاعديا في كل الأقاليم مع بعض الاستثناءات التي يتم التغلب عليها حاليا بكل قوة. إن إعطاء الأولوية للتنظيم مكننا من التعرف على بعضنا أكثر وبين لنا قدرات كل واحد منا وكذا النواقص والثغرات، وكشف عن الوجه الحقيقي لمن جاء للبام لقضاء مآربه. لقد علمنا التنظيم التفاني في العمل ونكران الذات، وكيف نستوعب ونتمثل جوهر المشروع الحداثي الديمقراطي، وعلمنا مقاومة كل نزوع الفردانية والوشاية وضرب الحزب في جنح الظلام، ثم إننا تمكنا من استقطاب وجوه جديدة محليا وإقليميا وجهويا، إن «البام» يعلن ثورة هادئة في مكناس لإعادة الأمور إلى نصابها. الآن، كل الأقاليم في جهة مكناس مهيكلة، ونحن بصدد إنهاء تشكيل المكاتب المحلية ليصل عددها مابين 30 و 40 مكتبا محليا. وبعد ذلك، سنطلب من قيادتنا السماح لنا بعقد مؤتمراتنا حتى ننتقل من مرحلة التوافق إلى مرحلة انتخاب الأمناء المحليين والإقليميين وانتخاب الأمين العام الجهوي، لتتاح الفرصة للجميع لتحمل المسؤولية.لكن بالنسبة إلى الوضع الذي تعيشه مكناس، ما هي الخطوات العملية التي سيقوم بها الأصالة والمعاصرة؟أولا نحن ننتظر جواب وزارة الداخلية بشأن الوضع المتردي الحالي التي تعيشه مدينة مكناس، من عطش واحتقان اجتماعي، وتردي الأوضاع الصحية والاجتماعية والرياضية والثقافية والتعليمية. وبكل صراحة، أقول إن الاقتصاد بالمدينة تراجع بشكل ملحوظ، إذ توقفت العديد من المشاريع الاستثمارية، من رخص البناء والصيانة وباقي الأنشطة الاقتصادية والعقارية. وننتظر ما ستسفر عنه وزارة الداخلية من نتائج، وبعد ذلك، سنستقبل بحماس وقوة قيادتنا والحلفاء لإعادة هيكلة المشهد الحزبي بالمدينة والجهة وتطبيق ميثاق الحكامة الجيدة الذي ننتظر توقيعه بفارغ الصبر. فالدروس التي استخلصناها من هذه التجربة هو أن هناك حلفاء حقيقيين يمكن التحالف معهم وإعادة تأثيث البيت الداخلي لاسترجاع الثقة للعمل السياسي ولمعاقبة الفاسدين ونصرة قضايا الشعب والمواطنين عموما. إن مدينة مكناس تحتضر ويجب أن تستيقظ من سباتها. علينا أن نساهم في تأهيل المدينة. سنتحمل مسؤوليتنا السياسية والتنظيمية والتأطيرية والتواصلية إلى ما لا نهاية، وبكل ما أوتينا من قوة، ولنا موعد مع التاريخ لا يمكن أن نتخلف عنه. أجرت الحوار: نادية البوكيلي المريزق*: الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة في جهة مكناس تافيلالت

المريزق: “البام” بمكناس يقود ثورة هادئة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تعويضات "مجحفة" لـ 500 أسرة بالبيضاء

ميثاق الحكامة بمجلس البيضاء يعتمد رؤية جديدة لدور الأغلبية والمعارضة

مقالات ذات صلة