البقالي قال إن التتويج في مسابقة ليست تخصصا مغربيا ليس أمرا سهلا أجرى الحوار: صلاح الدين محسن (موفد الصباح إلى طوكيو) أكد سفيان البقالي، البطل الأولمبي في 3 آلاف متر موانع بطوكيو، أنه دخل تاريخ الألعاب الأولمبية، في تخصص ليس من التخصصات المغربية، مشيرا إلى أن انتزاع الذهبية من الكينيين أصحاب التخصص، ليس بالأمر السهل، سيما أنه واجه الكثير من العراقيل والصعوبات. وأضاف البقالي في حوار مع "الصباح"، بعد التتويج أنه ممتن للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، لأن لها الفضل في هذا التتويج، بالنظر إلى ما قدمته له من إمكانيات ودعم مادي ومعنوي، معتبرا أن هذا التتويج رد للاعتبار إلى نفسه بعد إضاعته لقب بطولة العالم بالدوحة. > ما هو إحساسك بعد أن أصبحت بطلا أولمبيا؟ > لا يمكن تصور فرحتي، بعد الفوز بذهبية سباق 3 آلاف متر موانع، في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو، فكي تصبح بطلا أولمبيا ليس بالأمر السهل، ولكن بالثقة في قدراتي، بعد فترات صعبة مررت بها، تمكنت من مسايرة النسق إلى آخر لحظة، وتمكنت من تخطي كل العراقيل، التي وضعت في مساري، حتى أبلغ هذا الحلم، الذي راودني منذ الصغر، في أن أواصل مسيرة تألق العديد من الأبطال المغاربة، الذين شرفوا هذا البلد، ورفعوا رايته في المحافل الدولية. وأود أن أؤكد أني لم أصل بعد إلى حدود مبتغاي، لأني شعرت أني انبعثت من بعيد، ورجعت أقوى مما كنت عليه، وهذا اللقب زادني رغبة كبيرة في أن أطمح لتحقيق نتائج أفضل. > هل يمكنك أن تحكي لنا عن الضغط الذي عشته قبل التتويج؟ > كنت أنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي أخوض فيه نهائي 3 آلاف متر موانع في أولمبياد طوكيو، وتمنيت لو أنه لم تكن هناك إقصائيات، حتى أتفادى الضغط الكبير، الذي عشته طيلة هذه الفترة، ولكن استطعت أن أتغلب عليه، وحاولت أن أتعامل مع الوضع بجدية كبيرة، واضطررت إلى إلغاء جميع حساباتي، قبل المجيء إلى طوكيو، حتى أتمكن من التركيز على التتويج باللقب، وبفضل الله، تحقق هذا المبتغى، والشيء المهم، الذي أفرحني كثيرا، أنني تمكنت أخيرا من إسعاد الشعب المغربي، وهنيئا لنا جميعا بهذه الميدالية الذهبية. > كيف تمكنت من إزاحة الكينيين من 3 آلاف متر موانع؟ > أن تفوز بميدالية ذهبية أولمبية في 3 آلاف متر موانع، الذي لا يعد اختصاصا مغربيا، بحكم أن السيطرة الكينية على هذا التخصص، دامت لحوالي 40 سنة، ليس بالأمر السهل، ولكن تمكنت من التفوق وإزاحتهم بطوكيو، وهذا دافع قوي بالنسبة إلينا جميعا، من أجل خوض منافسات، أكثر صعوبة، والتفوق فيها، لأنه لا يوجد شيء مستحيل، ويكفي أن نثق في أنفسنا، وأن نستعد بإمكانياتنا، وأن نواصل العمل دون كلل، حتى تحقيق المراد. وأعتقد أن ألعاب القوى الوطنية بإمكانها أن تحقق الكثير من النتائج الجيدة، إن كانت هناك الرغبة في ذلك، وتمكنا من مواجهة التحديات والعراقيل، التي تعترض طريقنا. > بماذا فكرت عند بلوغك خط النهاية؟ > أول شيء قلته مع نفسي، شكرا للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، والله شاهد على ما أقول، لأني فعلا وجدت كل الدعم من جميع أفراد الجامعة، وفي مقدمتهم الرئيس عبد السلام أحيزون، الذي ساندني كثيرا، ليس هذه السنة فقط، ولكن منذ أول ظهور لي في 2016، خلال الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو، واحتلالي الرتبة الرابعة، إذ التقيته مباشرة بعد عودتي إلى المغرب، بعد أن سأل عني، واستفسر عن الأمور، التي تتعلق بي. وأذكر أنه استقبلني، وقدمت له نفسي وطموحاتي، فوضع في الثقة، وظل على ذلك الحال طيلة السنوات الماضية، إذ لم يتوان في تقديم كل الدعم والمساندة لي، وأي شيء أطلبه، إلا ويوفره لي، لأنه فعلا يحب الرياضيين، شريطة أن تكون هناك الرغبة والإدارة في تحقيق ذلك. كما أنه استقبلني قبل مجيئي إلى طوكيو بيوم واحد، وتحدث إلي كثيرا، وحفزني على تحقيق نتيجة إيجابية. هذا الموقف عهدته فيه، طيلة السنوات الماضية، علما أنه لم يتوان يوما في توفير كل الإمكانيات المادية والمعنوية، التي شكلت على الدوام سندا لي في التألق. > ما هي المشاكل التي واجهتك؟ > لم تكن هناك أي مشاكل، إذ أن أي شيء يعترضني، أسعى إلى مواجهته بشكل طبيعي وعاد جدا، كما أن مدربي كريم التلمساني، الذي أود أن أشكره، ساعدني كثيرا، ويحاول تذويب جميع المشاكل، التي تعترضني. وأعتقد أن مدربي ليس وحده من ساعدني في مساري الرياضي، بل حتى مجموعة من أصدقائي، فالمسؤولون بدورهم حاولوا دائما أن يقفوا بجانبي في السراء والضراء، وأتمنى أن نبقى متحدين إلى غاية الألعاب الأولمبية المقبلة، بباريس في 2024، وتحقيق ميداليات أخرى، تعزز رصيد المغرب من الميداليات، حتى يستعيد مكانته في المسابقات نصف الطويلة والطويلة في الملتقيات والمحافل الدولية الكبرى. الأبطال السابقون يمنحونني الحافز > ماذا يعني لك الفوز بالذهبية بعد 17 سنة من الغياب؟ > أفتخر بجميع الأبطال المغاربة الذين سبقوني في مساري، لأنهم يمنحونني حافزا وقوة كبيرين، خاصة عندما أتابع إنجازات وسباقاتهم، ولي علاقات جيدة معهم، وأهم شيء اكتسبت منهم الثقة والتجربة. والحقيقة أنه كانت لي اتصالات مع بعضهم، قبل المجيء إلى طوكيو، وقدموا لي الكثير من النصائح. وأعتقد أنني اليوم دخلت تاريخ الألعاب الأولمبية من باباه الواسع، بعد أن أهديت المغرب، أول ميدالية ذهبية في 3 آلاف متر موانع. > هل ساعدك زميلك تيندوفت في هذا السباق؟ > أنا سعيد جدا بزميلي تيندوفت، لأنه عداء واعد، بعد المعاناة التي عاناها سابقا، والآن لديه تجربة كافية، تدفعه ليقول كلمته مستقبلا، وأنا سعدت كثيرا عندما تأهل إلى النهائي، وتمكن في الوقت ذاته من تحطيم رقمه القياسي. ووجود ابن بلدي في النهائي شيء جميل، لأنني كثيرا ما عانيت بسبب خوض النهائي بمفردي، خاصة أمام الكينيين والإثيوبيين، وأتمنى أن يرتفع العدد في المرة المقبلة إلى ثلاثة عدائين، وأن تكون هناك سيطرة مغربية على هذا التخصص. استعدت ما سرق مني > هل ثأرت لنفسك بعد هزيمة 2019؟ > بالفعل، لأني عانيت ضغوطات كبيرة منذ 2019، بعد أن اكتفيت بنحاسية بطولة العالم بالدوحة، وكانت الميدالية الوحيدة، التي حصلت عليها ألعاب القوى في تلك التظاهرة، وأعتقد أنه لا داعي لذكر تلك الضغوطات، ولكن الآن كل شيء تغير، وجاء الفرج. وقررت ألا أضيع هذه الفرصة، وأعمل كل ما في وسعي، لأحقق ما أطمح إليه، منها استعادة ما سرق مني في الدوحة، بالتتويج الأولمبي، الذي يبقى أمل كل رياضي في العالم، يشعر بلحظة الاعتزاز، عندما يسمع نشيد بلده يعزف أمام العالم. من هم الأشخاص الذين فكرت فيهم بعد التتويج؟ > قبل الإجابة عن هذا السؤال، أود أن أهدي هذا الفوز إلى الملك محمد السادس، إلى كل من ساندني قبل المجيء إلى طوكيو، وبخصوص سؤالك، فأول شيء فكرت فيه، هو الشعب المغربي، لأني حلمت بأن أهديه ميدالية ذهبية، تنسيه نكسات الرياضة المغربية في السنوات الماضية، لأن من حق الشعب المغربي أن يفرح، لأنه من غير المقبول أن نغيب هذه السنوات عن منصة التتويج. وقبل المجيء إلى طوكيو وبعد ذلك، وصلتني العديد من الرسائل، وقرأتها كلها، إذ تضمنت عبارات المساندة والدعم، وزادتني إصرارا وعزيمة على تحقيق نتيجة جيدة. في سطور: < الاسم الكامل: سفيان البقالي < تاريخ مكان الميلاد: 7 يناير 1996 بفاس < التخصص: عداء 3 آلاف متر موانع والمسافات نصف الطويلة < الطول : 188 سنتمترا < الوزن: 62 كيلوغراما إنجازاته < الرتبة الرابعة في بطولة العالم للفتيان بستوكهولم في 2014 < الرتبة 18 في بطولة العالم للعدو الريفي في 2015 < الرتبة الرابعة في أولمبياد ريو دي جانيرو في 2016 < الرتبة الأولى في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بطرغونا في 2018 < الرتبة الثالثة في بطولة العالم بقطر في 2019