القطيعة الأمنية بين الرباط ومدريد على أجندة كاتب الدولة الأمريكي ووزير الداخلية الإسبانية تلقت إسبانيا تحذيرات أمريكية من مغبة استمرار تداعيات الأزمة مع المغرب، إذ اضطر فرناندو غراند مارلاسكا وزير الداخلية الإسباني عند لقائه أليخاندرو مايوركاس، كاتب الدولة للأمن القومي الأمريكي، إلى الكشف على أن حكومته تعمل في صمت وبالقوة اللازمة لإعادة العلاقات المهمة مع دولة صديقة، في إشارة إلى المغرب. وتعهد مارلاسكا في ندوة صحافية بمقر الداخلية الإسبانية بالعمل على الانخراط القوي في جهود الحرب الدولية ضد الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة، مع إيلاء اهتمام خاص لمكافحة الإرهاب، والجرائم الإلكترونية والهجرة غير النظامية. وأشار وزير الداخلية الإسباني، أنه أكد لكاتب الدولة الأمريكي، أن التدفق الهائل للمهاجرين إلى سبتة ماي الماضي لم يكن فقط أزمة هجرة، وأن وزراته تعاملت مع تداعيات ما حدث لوحدها، رغم أن هذه الأزمة هي مسؤولية إدارات وزارية مختلفة، في إشارة إلى الأخطاء المرتبكة في التعامل مع ملف دخول زعيم ميليشيا بوليساريو إلى بلاده بأوراق مزورة. وحاصرت تحذيرات الخبراء الإسبان رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، بعد قرار تجميد العلاقات مع المخابرات المغربية، في مرحلة تأهب في مكافحة الإرهاب وصلت "المستوى الرابع المعزز"، وهو التصنيف البرتقالي الذي يتوقع خطرا " مرتفعا للغاية "، وهو الحد الأقصى في تصنيفات شرطة الجارة الشمالية منذ يونيو 2015. ولم تتردد مصادر أمنية رفيعة في تصريحات لصحيفة "أوكي دياريو" الإسبانية، في وصف السماح بنقل زعيم جبهة "بوليساريو" إلى مستشفى في لوغرونيو، بأنه خطأ قد يؤدي إلى تفاقم الضغط على التدابير الأمنية ، موضحة أن استمرار انقطاع التواصل بخصوص رصد الخلايا الجهادية ومراقبة ناشطيها المتطرفين إلى أجل غير مسمى، يحتمل سيناريوهات خطيرة تهدد أمن إسبانيا وأوربا على حد سواء. ونبهت المصادر المذكورة إلى أن المخابرات المغربية، تتحكم في المعلومات التي تصل الرباط من عملاء في إسبانيا ودول أوربية أخرى مندسين في المساجد أو في الدوائر الجهادية، معبرة عن أملها في استمرار الاتصالات المباشرة مع الأجهزة المغربية، محذرة من الخطأ الجسيم الذي نتج عن حادثة مماثلة أثرت بشكل خطير على العلاقات بين فرنسا والمغرب في فبراير 2014. وذكر الخبراء الإسبان رئيس الحكومة بحصول عبد اللطيف حموشي، مدير عام الأمن الوطني والمخابرات المدنية المغربية، على وسام الاستحقاق الأمني الإسباني منحه إياه خورخي فرنانديز دياز، وزير الداخلية السابق، اعترافا منه بجهود المغرب في الحفاظ على الأمن في إسبانيا والعالم، والعلاقات الأمنية المتميزة بين الرباط ومدريد منذ المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب المنظم بمراكش، إذ أكدت إسبانيا علاقاتها الممتازة مع المغرب، من حيث المعلومات المناهضة للجهاديين. ياسين قُطيب