الأزمة الحكومية تهدد السلم الاجتماعي

الميلودي المخارق: الأزمة الحكومية الحالية تدفع إلى مزيد من الجمود تجمع المركزيات النقابية على أن الحكومة الحالية لا تتجاوب مع المطالب الاجتماعية للمواطنين المغاربة ووصل بها الأمر إلى عدم التعامل الإيجابي مع الحوار الاجتماعي باعتباره آلية يحاول من خلالها الفرقاء الاجتماعيون، نقابات عمالية وحكومة وأرباب عمل، تحقيق السلم الاجتماعي.واعتبر الميلودي المخارق أن الأزمة الحكومية الحالية تدفع إلى مزيد من الجمود السياسي الناجم عن الفراغ الذي تركته الحكومة وهي تتخلى عن مسؤولياتها الاجتماعية، شددا على أن من شأن ذلك أن يهدد السلم الاجتماعي بالنظر إلى الوتيرة المتزايدة للنزاعات الاجتماعية، خاصة الكبرى منها والتي تنذر بتشريد الآلاف من الأسر.وأوضح المخارق في تصريح لـ «الصباح» أن سياسة الكرسي الفارغ للحكومة نتج عنها تفاقم مشاكل شرائح كثيرة من الطبقة العاملة، وضرب في الصميم للحريات النقابية، مشيرا إلى الطرد الذي تعرض له أكثر من 500 مستخدم في شركة النقل العمومي بفاس، بالإضافة إلى تسريح أكثر من 1400 من ضباط وبحارة النقل البحري بطنجة «ولا أحد من الوزراء المعنيين تدخل للحد من هذا النزيف». وفي الوقت الذي ينتظر فيه المغاربة أن تتعاطى الحكومة مع المعضلة الاجتماعية والتخفيف من ضغط الإكراهات المادية التي أصبحت ترهق كاهل أصحاب الدخول المتدنية، دخلت مكونات التحالف الحكومي على حد وصف محمد عطيف، عضو المكتب التنفيذي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل المسؤول عن دائرة الإعلام والتواصل والتوثيق في حرب كلامية لا طائل منها، موضحا أن الحكومة وعوض الدخول في ورش معالجة الاختلالات الاجتماعية المستفحلة دخلت في سجالات مع المعارضة، قبل أن تنتقل العدوى إلى داخل الأغلبية الحكومية نجم عنها انفراط عقد التحالف الحكومي والدخول بعد ذلك في مسلسل من المشاورات بحثا عن تحالف جديد.ويعتبر القيادي في الكنفدرالية الديمقراطية للشغل أن على الحكومة أن تدرك بأن الدول التي لا تتقدم في طريق البحث عن السلم الاجتماعي فإنها تتأخر إلى الخلف على اعتبار أن الطلب الاجتماعي لم يعد يقتصر، كما كان الحال في الماضي، على خمس أو ست حاجيات اجتماعية أساسية وأن عددا مهما من الكماليات أصبح اليوم ضمن ضروريات الحياة، إذ لا يمكن في نظره أن يعيش الإنسان دون أن يتوفر على تلفاز أوثلاجة أو حتى جهاز حاسوب للأولاد.ويشدد رفاق نوبير الأموي أمين عام الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، على أن ما يزيد في تهديد السلم الاجتماعي أن الهوة بين الفقراء والأغنياء في بدأت تتسع شيئا فشيئا، وذلك بشكل أصبحت الطبقة المتوسطة المغربية مهددة بالاندثار، معتبرين أن الطريق الوحيد أمام حكومة عبد الإله بنكيران لتجاوز النفق المسدود الذي وصلت إليه سياستها الاجتماعية فتح حوار وطني اجتماعي تشارك فيه كل فئات المجتمع، أكثر من ذلك فقد حذرت قيادة الكونفدرالية من مغبة ترك الأزمة الاجتماعية تستفحل دون المبادرة إلى اتخاذ قرارات جذرية من شأنها التخفيف من وطأة الخصاص المهول في الحاجيات الضرورية للكثير من المغاربة.ويرجع عطيف سبب تعطل آلية العمل الحكومي على أرض الواقع إلى انفرادها في اتخاذ القرارات وتنفيذ السياسات بعيدا عن منطق المشاركة، معتبرا أن ذلك يزيد من تكريس أننا نتكلم كثيرا عن الديمقراطية ولا نمارسها إلا قليلا، في حين أن العكس هو الصحيح يجب أن نمارسها أكثر مما نتكلم عنها، ضاربا المثل بالعدد الكبير من الندوات و الحوارات والمنتديات التي فتحتها الحكومة الحالية دون نتيجة تذكر «اللهم إهدار الوقت والمال» في حين أن هناك تقارير ودراسات كثيرة مازالت في الرفوف، رغم أهميتها الكبيرة، كما هو الشأن بالنسبة إلى تقرير الخمسينية الذي أنجزته مجموعة من خيرة علماء المغرب وخبراؤه.ويخلص القيادي في الكنفدرالية الديمقراطية للشغل إلى أن العمل داخل الورش الاجتماعي يجب أن يتم بعيدا عن الحسابات السياسية والحزبية الضيقة، مشددا على أن نقابته لا فرق عندها بين حكومة يسارية أو يمينية أو إسلامية إلا بالعمل الجدي. ي. ق

الأزمة الحكومية تهدد السلم الاجتماعي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التلفزيون ينقل البطولة مجانا منذ سنتين

مهاجرون أفارقة يطالبون بتسوية أوضاعهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات