تعاون وتوتر

3 أسئلة إلى * عبد الحميد البجوقي > لماذا ظلت العلاقات المغربية الإسبانية متوترة رغم تطور علاقات التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين؟ > تميزت العلاقات المغربية الإسبانية، منذ استرجاع المغرب للصحراء بالتعاون والتوتر في الآن نفسه، فعوامل التعاون تفرضها الجغرافيا والجوار، ويعتبر المغرب حليفا إستراتيجيا لإسبانيا والاتحاد الأوربي في مجال الأمن والهجرة السرية ومحاربة الإرهاب، وتعززت هذه العلاقات بتعاون اقتصادي متصاعد في العقود الأخيرة، ليحتل المغرب رتبة الشريك التجاري الأول لإسبانيا. لكن عناصر التوتر التي ميزت هذه العلاقات منذ قرون، لم تختف حتى الآن، وكانت سببا في مواجهات ومناوشات متعددة، نتذكر منها أزمة جزيرة ليلى سنة 2002. ومن هذه العناصر استمرار احتلال إسبانيا لمجموعة من الثغور المغربية، وموقف إسبانيا من ملف الصحراء المغربية، الذي يعرف إجماعا إسبانيا في دعم الانفصاليين. ويجمع البلدين جوار حذر تحكمه تعقيدات علاقة يتداخل فيها التاريخ والمنافسة على دور إقليمي مؤثر. > يرى المتتبعون أن المغرب أصبح يتعامل بصرامة مع كل من يمس وحدته الترابية. كيف تقرأ الهجوم الدبلوماسي للرباط في ظل التحولات الإقليمية والدولية؟ > ما لم تفهمه إسبانيا حتى الآن، أن تحولات كثيرة طرأت على المنطقة في العقود الأخيرة، أهمها عودة المغرب إلى القارة الإفريقية بقوة، وقيامه بأدوار محورية في بؤر النزاع في المنطقة، واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، بالإضافة إلى تطور هائل في مجال البنية التحتية وانفتاحه على علاقات متعددة ومتنوعة من الشركاء. كلها عناصر قوة جعلت من المغرب لاعبا رئيسيا في الإقليم، وتفرض بالضرورة إعادة النظر في علاقاته مع الشركاء، وفي مقدمتهم الجار الإسباني والاتحاد الأوربي، إلى جانب استمرار انخراطه النشيط والفاعل حليفا إستراتيجيا في مجالات الأمن والهجرة ومحاربة الإرهاب. كان لزاما على إسبانيا أن تفهم أن مرحلة جديدة من العلاقات مع المغرب قد انطلقت، وأنه لم يعد ممكنا انتقاء عناصر التعاون والشراكة بين البلدين، وعلى شركائه أن يختاروا بين تعاون شامل يضم كل الملفات، ومنها ملف الصحراء، كجزء من الأمن القومي المغربي. > أشهر المغرب ورقة الهجرة والاقتصاد في وجه إسبانيا. ألا ترون أن لعب ورقة «بوليساريو» هي محاولة من مدريد للضغط على الرباط وابتزازها ردا على التقارب الأمريكي مع المغرب؟ > موضوع الهجرة من المواضيع الحساسة، التي تحكم علاقة المغرب بإسبانيا والاتحاد الأوربي، ولا يمكن لهذا الأخير أن يفرط في تعاونه مع الرباط في هذا الملف الحساس والشائك. وسبق لوزير الخارجية المغربي أن أعلن بصريح العبارة، أن المغرب لا يقبل دور دركي أوربا، وأن التعاون في هذا الملف يجب أن يرقى إلى مستوى الشراكة، وأن يضم التعاون كل الملفات، بما فيها ملف الصحراء. وتزامن هذا التصريح مع بداية التقارب الأمريكي المغربي الذي انتهى باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وهو تقارب أقلق إلى حد ما الاتحاد الأوربي، وإسبانيا بشكل خاص. ولا يمكن أن ننسى أن الجزائر قلقة هي الأخرى من التقارب الأمريكي المغربي، ومن تطور دور المغرب في الإقليم، وهي عناصر ساهمت كذلك في تقارب جزائري إسباني، كان له دور في تفاقم الأزمة بين المغرب وإسبانيا. وتؤكد نتائج الأزمة وتداعياتها أن إسبانيا كانت ضحية استخفافها بقدرات الجار الجنوبي، وقراءتها الخاطئة للتحولات التي عرفتها المنطقة، وتجاهلها لرسائل المغرب المتكررة لتحيين سياستها الخارجية، بما يخدم المصالح المشتركة. أجرى الحوار: برحو بوزياني * خبير متخصص في الشؤون الإسبانية

تعاون وتوتر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التواطؤ الإسباني بالوثائق

إسبانيا والجزائر... لعنة الجوار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات