وعود حموشي تتحقق

منشآت أمنية لتطوير آليات البحث الجنائي وتسخير العلم لخدمة العدالة لم يخلف عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني، أمس (الأحد)، وعوده، التي أطلقها في بلاغ الحصيلة السنوية لدجنبر 2016، في شأن تشييد أوراش أمنية كبرى من شأنها تطوير آليات البحث الجنائي، وتسخير العلم لخدمة العدالة بشقيها الجنائي والمدني، وتطوير وتجويد خدمات المرفق الأمني. ورأت أوراش أمنية كبرى النور، أمس تزامنا مع احتفال أسرة الأمن الوطني، بالذكرى 65 لتأسيسها، إذ أشرف عبد اللطيف حموشي، على إعطاء الانطلاقة للعمل بالمقر الجديد للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، الذي تم تشييده بشارع الروداني بالبيضاء، وفق معايير هندسية تزاوج بن العصرنة وروح المعمار المغربي الأصيل، مع مراعاة الشروط التقنية ومعايير الأمن والسلامة المطلوبة في البنايات الأمنية العالية الحساسية. وقد جرى بناء هذا المقر الجديد على مساحة تتجاوز 16.000 متر مربع، مقسمة إلى ثمانية طوابق، من بينها طابقان تحت أرضيين، حيث تم تخصيص جناح خاص لكل واحد من المكاتب التي تتضمنها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، والمختصة في مكافحة الجرائم المالية والاقتصادية والجريمة الإلكترونية، ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وكذا جرائم التهريب الدولي للمخدرات والهجرة غير المشروعة، وكافة الجرائم الكبرى أو تلك التي تنطوي على امتدادات وطنية أو عابرة للحدود الوطنية. وفي السياق نفسه، افتتح المدير العام للأمن الوطني، البناية الجديدة للمختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، والذي يندرج في إطار ترصيد ومواكبة حصول هذه المنشأة الحيوية على شهادة المطابقة والجودة ISO-CEI17052 ، وذلك للسنة الثالثة على التوالي. وتضم المنشأة العصرية الممتدة على مساحة 8600 متر مربع، خبرات متعددة الاختصاصات، وهي مقسمة إلى ستة مستويات بالإضافة إلى طابق تحت أرضي، تم تجهيزها وتقسيمها بشكل يسمح باحتضان البنيات الشرطية المكلفة بإنجاز كافة أنواع الخبرات. كما جرى في اليوم نفسه تدشين ناد متكامل للفروسية تابع للأمن الوطني، وفق فلسفة تروم إدماج الفرس ضمن منظومة العمل الشرطي، وذلك من خلال الجمع بين تعزيز وصقل المستوى المهني لفرسان الأمن الوطني من جهة، وتطوير أداء الفرس في مختلف المهام الشرطية اليومية من جهة ثانية، خصوصا في ما يتعلق بتسيير الدوريات المحمولة وتنفيذ التدخلات في المناطق الوعرة والفضاءات الشاطئية المفتوحة. وألغيت الاحتفالات هذه السنة بمقرات ولايات الأمن في إطار احترام تدابير مواجهة كورونا، بينما احتفظ بالتنزيل الفعلي للمخططات الكبرى التي أعلن عنها حموشي، وأوفى بالوعود التي قطعها بشأن تشييد البنيات التحتية الكفيلة بتطوير الأداء والرفع منه. وتميزت الذكرى 65 لتأسيس الأمن الوطني لهذه السنة، في الآن نفسه، بمرور ست سنوات على توحيد قطبي الأمن والاستخبارات المدنية "ديستي"، منذ تعيين جلالة الملك محمد السادس، عبد اللطيف حموشي، على رأس الإدارة العامة للأمن الوطني، وفي الآن نفسه على رأس المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وما حملته تلك المدة من تغيرات منحت قيمة مضافة إلى نساء ورجال الأمن والمنشآت والبنيات الأمنية وغير ذلك مما ارتبط بالتدبير الفعال للمرفق الأمني، ما ساعد على أداء المهام الشرطية في أحسن الظروف. وأسفرت المجهودات المبذولة خلال هذه الفترة، عن آثار سريعة على واقع العمل الأمني والاستخباراتي، وظهرت النتائج جلية إن على المستوى المحلي أو الإقليمي بل حتى الدولي، سيما أن دولا كبرى أشادت بهذا التطور، ووشحت المدير العام بأوسمة العرفان للمجهودات التي قدمتها المملكة في سبيل مكافحة الجريمة الإرهابية ومختلف الجرائم العابرة للقارات، وما أبنات عنه من تعاون دولي فعال. وسطعت نجاعة فعالية المخططات والتوجيهات، إثر الدور المركزي الذي أنيط برجال ونساء الشرطة في الظروف الصحية الاستثنائية التي تعيشها المملكة، على غرار باقي دول العالم ، بسبب جائحة فيروس كورونا، إذ عبأت المديرية العامة للأمن الوطني طاقاتها البشرية واللوجستيكية لتنزيل الإجراءات المتخذة للحفاظ على صحة المواطنين، من خلال العمل على ضمان احترام التدابير الاحترازية. وإضافة إلى التعبئة الشاملة والجاهزية القصوى لعناصر الأمن إلى جانب باقي القوات العمومية من أجل السهر على فرض حالة الطوارئ الصحية لمنع تفشي وباء كورونا المستجد منذ 20 مارس من العام الماضي، شارك موظفو الأمن أيضا في حملات التبرع بالدم التي نظمتها المديرية العامة للأمن الوطني في عدد من مدن المملكة، وذلك في إطار جهودها الرامية إلى توفير مخزونات كافية من هذه المادة الحيوية التي عرفت نقصا كبيرا بسبب جائحة كورونا. كما وقفت المصالح الأمنية سدا منيعا أمام الأخبار الزائفة حول هذا الوباء، وكافة سلوكيات الترويج الادعاءات أو المغالطات التي من شأنها المس بالأمن الصحي والنظام العام، إذ أوقفت العديد من الأشخاص من مروجي الإشاعات والأخبار الكاذبة وفتح أبحاث قضائية في حق آخرين. وعلاوة على ذلك، أطلقت المديرية العامة للأمن الوطني بوابة إلكترونية جديدة، متاحة للعموم ، موجهة للتواصل بين المواطنين ومصالح الأمن الوطني بخصوص السلوكات والأفعال التي تنطوي على خرق إجراءات حالة الطوارئ الصحية، إضافة إلى مختلف المهام الأمنية الأخرى المتجلية في حل ألغاز الجرائم وإيقاف المتورطين فيها. أما على المستوى العالمي، واصلت المديرية العامة للأمن الوطني، يقظتها وعملها النوعي وضرباتها الاستباقية في محاربة المخططات الإرهابية، سواء من خلال تفكيك الخلايا الإرهابية، أو مواصلة التنسيق الأمني على المستويين الإقليمي والدولي، حيث أفضت المعلومات الدقيقة التي وفرتها الأجهزة الأمنية المغربية إلى إحباط العديد من المخططات الإرهابية في العديد من الدول عبر العالم كالولايات المتحدة وإسبانيا. وواصلت المديرية العامة للأمن الوطني تطوير آليات العمل وتقنيات التدخل وتوسيع نطاق مجالات الحضور الميداني، وتطوير مناهج التكوين، وتأهيل العنصر البشري، وحسن تدبير الموارد البشرية. وشهدت المؤسسة الأمنية، خلال الست سنوات الأخيرة، تحولات كبيرة، همت، بالأساس، تدعيم الموارد البشرية بالعنصر النسوي، إذ تقلدت المرأة إلى جانب الرجل مسؤوليات ومهام أبانت فيها عن قدرات متميزة وكفاءات عالية، كما اعتمدت في مجال تطوير مناهج التكوين على تعزيز دور الشرطة التقنية والعلمية وتقريب مصادر الخبرة من الشرطة القضائية في مكافحة الجريمة. واعتمدت هذه المؤسسة الوطنية أيضا مفهوم الشرطة المجتمعية لتطبيق فلسفة القرب، تلبية لحاجيات المواطنين الأمنية اليومية، ومواصلة عملها الدؤوب من أجل ترسيخ التواصل مع محيطها. المصطفى صفر

وعود حموشي تتحقق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خارطة طريق سنة انتخابية

غرق تلميذين يوم العيد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات