مؤسســات بالجديدة بدون مرافق صحيــــة

يعرف واقع التعليم بالوسط القروي مجموعة من المشاكل التي تعترض رجال ونساء التعليم في كل وقت وحين. يتعلق البعض منها بغياب البنيات التحتية المرتبطة بغياب الماء والكهرباء والمسالك والطرق، ويتعلق البعض الآخر بانتفاء شروط وظروف العمل بالمؤسسات التعليمية بالعالم القروي ذاتها، كغياب التجهيزات والوسائل التعليمية.ورغم أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين، شدد على ضرورة الاهتمام بالمؤسسات التعليمية بالعالم القروي وجعلها تستجيب للشروط الدنيا لممارسة العملية التعليمية التعلمية، وجاء بعده المخطط الاستعجالي وركز في مختلف مشاريعه على ضرورة فرض عناية كبيرة وإيلاء اهتمام كبير إلى البنيات التحتية وربط المؤسسات بالكهرباء والماء الصالح للشرب وشق المسالك والطرق وبناء مرافق للترفيه والرياضة. إلا أنه وبالقيام بزيارة خاطفة لأغلب المؤسسات التعليمية بالعالم القروي وخاصة الفرعيات، يتضح جليا أن الخطابات الرسمية والتوجيهات والتوجهات الحكومية، تبقى بعيدة كل البعد عن الواقع المرير الذي تتخبط فيه المدارس العمومية.يعاني رجال ونساء التعليم الكثير بالعالم القروي، جراء غياب الشروط والظروف الملائمة لمزاولة العملية التعليمية، فأغلب المؤسسات التعليمية، تفتقر إلى الأسوار، إذ توجد وسط الحقول والمراعي، معرضة للسرقة والنهب والعبث من طرف الإنسان والحيوان، وتفتقر إلى أبسط الشروط، كالمرافق الصحية، حيث يضطر العاملون بها من أساتذة وتلاميذ إلى قضاء حاجاتهم في الخلاء، وتزداد الأوضاع قتامة عندما يتعلق الأمر بالأستاذات، إذ يستنجدن ببيوت تلامذتهم، علما أن أغلبها تفتقد بدورها إلى دورات المياه الصحية. هذا دون الحديث عن غياب المساكن الوظيفية، إذ يجد الأساتذة والأستاذات أنفسهم مضطرين للبحث عن مساكن تؤويهم من قر الشتاء وحر الصيف.أما عن ظروف الالتحاق بالمؤسسات التعليمية، فتلك معضلة أخرى، فالكثير منها إن لم نقل أغلبها، يوجد بعيدا عن الطرق المعبدة، فكثيرا ما ينزل رجال التعليم من الحافلة أو سيارة الأجرة، ثم يتوجهون راجلين لقطع كيلومترات، قبل أن يصلوا منهكين إلى المؤسسة، ليبدؤوا في التفكير في معاناة العودة المريرة، وكثيرا ما يتعرضون لمضايقات أو اعتداءات من طرف الكلاب أو من طرف المنحرفين، سيما إذا تعلق الأمر بنساء التعليم، وقد لا نفاجأ حين نعلم أن الكثير من الأستاذات تعرضن للاغتصاب والتحرش في واضحة النهار.ومن الناحية المهنية، فإن رجال التعليم ونساءه يعانون دوما، جراء غياب التجهيزات الأساسية من جهة وعدم تكافؤ الفرص من جهة ثانية، سيما عندما يتعلق الأمر بمستوى التلاميذ التعليمي وبمحيطهم الاجتماعي وظروفهم المعيشية التي تؤثر سلبا على مردوديتهم وتجاوبهم مع الأستاذ. إلى ذلك، يمكن الحديث أيضا عن ظروف الاشتغال المرتبطة بالهدر المدرسي وتأثيره السلبي عن مدى ودرجة التلقي عند التلاميذ بالعالم القروي وغياب وسائل التحفيز والعطاء، خاصة في صفوف التلميذات اللواتي يضطررن إلى الانقطاع عن الدراسة لعدة أسباب من أهمها غياب أماكن الإيواء والإقامة ووسائل النقل، وهو ما يضرب عمل رجال التعليم في الصميم.المطلوب الآن للدفع بالتعليم القروي والرقي به، العمل على خلق مراكز تربوية ومدارس مندمجة تتوفر على الإقامة والإيواء تخفيفا للعبء عن التلاميذ وذويهم والأساتذة من جهة، وتحفيزهم على الإقبال عن الدراسة والتحصيل من جهة ثانية. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

مؤسســات بالجديدة بدون مرافق صحيــــة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرباطيون غاضبون من استمرار وضع "الصابو"

حصيلة إيجابية للبرنامج الاستعجالي بنيابة النواصر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات