الاحتراف بـ “هونغ كونغ” والاعتزال بـ “الطاس”

المخلص... عنكبوت مرمى الرجاء (الحلقة الأخيرة) ولد نجيب المخلص، الذي يلقبه أصدقاؤه بـ «شافة» لشبهه الكبير بالممثل الأمريكي الشهير، في 1953 بالحي المحمدي، أحد أحياء العاصمة الاقتصادية، الذي أنجب روادا في جميع المجالات. لعب في بداياته لـ «الطاس» قبل أن ينتقل مطلع 1971 للرجاء، لكي يجاور كبار هذه الحقبة داخل القلعة الخضراء من قبيل المرحومين عبد المجيد الظلمي وعبد اللطيف بكار، وبتي عمر وبنيني والعربي والحارس العملاق أحمد كوسكوس، وآخرين لا يسع المجال لذكرهم... البداية كانت صعبة، داخل فريق يعج بالنجوم، لكنه مع ذلك نجح في كسب ثقة الجمهور في زمن كانت الفرجة عملة الرجاء، بعيدا عن هوس الألقاب، ونادرا ما نال الحارس بداخله رضى الجمهور... وبعد الخضوع لاختبارات، اعتبرها المخلص بمثابة "الصراط المستقيم"، لصعوباتها والظروف التي تجرى فيها، تمكن من انتزاع مركز في فتيان الرجاء، بعدها بسنة بلغ فئة الشباب، ومنها إلى فئة الكبار، على عهد المدرب التيباري، المدرب السابق للوداد، ومن هنا كانت الانطلاقة... نور الدين الكرف لم يكن اللعب لـ "الطاس" مجرد حلم بالنسبة إلي بل كان أمل كل عائلتي وأصدقائي بعد تردد لم يدم طويلا، التحق المخلص بزميله السابق بالرجاء جواد الأندلسي بـ «هونغ كونغ»، للمساهمة في إقلاع الدوري الصيني، الذي كان يبحث حينها عن انطلاقة بين الكبار. ويقول المخلص عن هذه التجربة" تفاجأت بتطور كرة القدم في هذا البلد الآسيوي، الذي لم نكن نعرف عنه سوى رياضات فنون الحرب، إضافة إلى الجمباز وتنس الطاولة...، لكني اكتشفت أنه يحاول استثمار مهاراته الذاتية لتطوير كرة القدم، وخصص ميزانية كبيرة حينها لاستقطاب النجوم، وشكل وجودي إلى جانب الأندلسي الحضور العربي الوحيد حينها في الدوري الصيني». اكتشف المخلص كرة قدم جديدة، وثقافة مختلفة، ونجح في الانصهار داخل مجتمع يختلف تماما عن البيئة التي ترعرع ونشأ فيها" لا أخفي عنك أنني أصبت بالدوران منذ الوهلة الأولى، لكن بمساعدة الأندلسي الذي سبقني إلى الصين، تمكنت من التأقلم بسرعة رغم صعوبة اللغة والعادات، وبفضل مستواي الكروي ولغتي الإنجليزية المتواضعة نجحت في إبرام صداقات وعلاقات، داخل هذا العالم الجديد"، مستدركا" الإمكانيات كانت متوفرة، وتغنيك عن أي شيء، خصوصا أن الناس هناك كانوا طيبين، ويرحبون بأي أجنبي قادر على تقديم الإضافة في أي مجال، وهذا سر نجاح تفوق الصين بالنسبة إلي". يضيف المخلص" صرت محبوب الجماهير في فترة وجيزة، وخضت جميع المباريات في ذلك الموسم، ومع ذلك قررت العودة إلى المغرب، والبحث عن فضاء جديد أختم فيه مسيرتي المتواضعة». بالفعل، عاد المخلص بداية الثمانينات إلى المغرب، وانضم إلى جمعية الحليب، الذي كان يمارس بالقسم الثاني، ويعد فريقا متماسكا لغزو البطولة في ما بعد" لقد كانت تجربتي مع الحليب متميزة، رغم أنها كانت بالقسم الثاني، لكن الفريق كان محترفا بكل ما للكلمة من معنى، يتوفر على مكتب مسير في المستوى، ولاعبين كبار، سيقولون كلمتهم في ما بعد في قسم الصفوة". لم يكن بإمكانه إعلان الاعتزال دون العبور عبر "الطاس"، فريق الحي الذي تربى على حبه، على غرار كل أبناء الحي المحمدي" بعد تجربة الحليب، لم يبق سوى حلم واحد يتمثل في الدفاع عن ألوان الاتحاد البيضاوي، حتى لو في القسم الثاني، والحمد لله تحقق لي ذلك، ولعبت في ملعب "الحفرة" إلى جانب أبناء الحي، ولم تكن عيناي لتغفل عن نتائج الرجاء، الفريق الذي منحني الفرصة لدخول التاريخ من أوسع الأبواب". يقول المخلص "لم يكن اللعب لـ «الطاس» مجرد حلم بالنسبة إلي، بل كان أمل كل عائلتي وأصدقائي، ووعدتهم بأن أحقق لهم تلك الأمنية قبل الاعتزال، وبالفعل نجحت في مسعاي».

الاحتراف بـ “هونغ كونغ” والاعتزال بـ “الطاس”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رسالة رياضية: احتراف بالاكتتاب

تحت الدف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات