100 قبلة في “أبي فوق الشجرة”

عاجل... بقلب مفتوح 5 يعتبر عبد الإله عاجل، واحدا من ألمع الأسماء في عالم التمثيل والإخراج المسرحي، كما اقترن اسمه بعدة أعمال ناجحة مازال الجمهور يتذكرها رغم مرور سنوات على تقديمها. في الحلقات التالية نقلب صفحات من ذاكرة الفنان عبد الإله عاجل، الذي يتحدث عن طفولته ومحطات مختلفة من حياته المهنية والخاصة ليحكي عن مجموعة من الأسرار والخبايا، التي يكتشفها قراء "الصباح" للمرة الأولى. أمينة كندي عشقت كثيرا السينما وحولت ساحة منزلنا إلى قاعة للعرض لعبت السينما دورا كبيرا في مسار المخرج والممثل المسرحي عبد الإله عاجل، خاصة في ظل الدينامية التي عرفها عالم الفن السابع في تلك الفترة على مستوى العدد الكبير من القاعات السينمائية، التي كانت تستقبل يوميا عددا كبيرا من الجمهور. يعتبر عاجل أن من حسن حظه أنه عاش في منطقة تعرف وجود تسع قاعات سينمائية مثل "الباهية" و"الكواكب" و"الأطلس" و"الشاوية" و"كوليزي" و"الملكي"، والتي كانت كل واحدة منها تقدم فرجة مختلفة عن الأخرى، إذ منها ما اختصت في عرض أفلام سينمائية مصرية وأخرى هندية أو أمريكية إلى غير ذلك. يحكي عاجل أن كل من يرغب في مشاهدة أفلام معينة كان يعرف مسبقا السينما، التي ينبغي عليه التوجه إليها، كما أن الإقبال كان كثيرا ما يضطر معه الجمهور إلى حجز تذاكر لأزيد من أسبوعين لمشاهدة فيلم معين كما عليه الشأن بسينما "كوليزي"، التي عرضت فيلم "هكذا الأيام" لفريد شوقي لما يقارب 27 أسبوعا. لم يكن عاجل يفوت فرصة ارتياد القاعات السينمائية، التي كانت تحدد سعر مشاهدة الفيلم السينمائي مقابل درهمين فقط، بينما إذا حقق الفيلم نجاحا كبيرا فتباع تذاكره في السوق السوداء ويكون سعرها أعلى. "كنت أرافق أصدقائي للسينما، ومن بين ذكرياتي بها أنه خلال عرض فيلم "أبي فوق الشجرة" للراحل عبد الحليم حافظ، الذي شاهدته عدة مرات، كنت في كل مرة كنحسب عدد القبلات المائة المتبادلة بين أبطال العمل، وهو الأمر نفسه الذي كان يقوم به أصدقائي بصوت مرتفع مرددين داخل القاعة واحد، زوج، ثلاثة...إلى حين استكمال مائة قبلة مع نهاية الفيلم". وأجمع أبناء جيران عبد الإله عاجل وأصدقاؤه على أنه كان الأفضل بينهم، الذي يملك موهبة حكي تفاصيل فيلم سينمائي تمت مشاهدته بدقة متناهية، بل والأكثر قدرة على محاكاة أدوار بعض الشخصيات والأصوات المختلفة. ونتيجة العشق الكبير لعالم الفن السابع، فقد كان عاجل يكتري جهازا خاصا بعرض الأفلام السينمائية لوضعه وسط ساحة بمنزل عائلته، حيث يدعو أبناء الحي لمتابعة فيلم معين مقابل أربعة ريالات للعرض. "كنت أستغل فترة غياب والدي عن المنزل وتنقله بين عدة مدن لإمداد زبائنه بالعجلات لأحول ساحة منزلنا بالأحباس إلى قاعة سينمائية في الهواء الطلق"، يحكي عاجل، الذي كان كذلك يحضر نوعا من المثلجات عبارة عن مكعبات من عصير البرتقال ويبيعها بريال للقطعة الواحدة. تمكن مجال المسرح من انتشال عاجل من عشقه للسينما، سيما أنه تألق ليس فقط في مجال التمثيل والإخراج، بل في الكتابة المسرحية. "في سن 18 كتبت مسرحية "الزواج بالموضة"، التي أعجب بها كثيرا أستاذ العربية، كما فتح المجال أمامي لتقديمها في حفل عيد العرش بحضور نائب نيابة التعليم بأنفا، الذي أعجب بها كثيرا، ووافق على عرضها في عدد من الثانويات بالبيضاء حتى المخصصة للإناث مثل ثانوية "رابعة العدوية"، يحكي عاجل. وتمثلت الخطوة الموالية في بدايات مسار عاجل المسرحي في التحاقه ب"دار الشباب"، إذ انفتح على تجارب مسرحية جديدة مثل فرقة "مسرح الحلقة" لمحمد دراعة، وتقمص دورا ضمن مسرحيتها "سالم وحليمة"، التي تحكي قصة زوج يبيع الخمر وزوجته، التي تعاني الفقر.

100 قبلة في “أبي فوق الشجرة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قالوا

الفارابي... مؤسس الفلسفة الإسلامية

مقالات ذات صلة