رمضان … ازدحام عام البون بالبيضاء

إقبال كبير على أسواق الأحياء ضد إجراءات السلامة وتهافت على الخضر واللحوم خلال اليوم الأول من شهر الصيام، عرفت أسعار المواد الاستهلاكية ارتفاعا صاروخيا بسبب التهافت عليها، من قبل المواطنين، الذين خرجوا للتسابق على اقتناء كميات تتجاوز أكثر ما يحتاجونه، في مشهد يوحي أن هناك تخوفا من المجاعة أو إغلاق له ارتباط بحجر صحي مرتقب، قبل أن يتبين أن ما يجري لا علاقة له بالطوارئ الصحية المرتبطة بوباء كورونا وإنما ب"اللهطة" التي تسيطر على عقلية مغاربة مهما بلغ مستواهم الثقافي ومركزهم الاجتماعي. "فيما مشيتي تلقى الزحام"، "اللهطة على كلشي واخا نكونوا فعام البون"، "اللهطة هي سباب الغلاء في الأسعار"، "سمح ليا أسيدي، بلاتي ألالة"، "أرا ليا ربعة الدجاجات، مد ليا داك العصير قبل ما تقادى ونصدقو بلاش"... هي مشاهد وعبارات تتكرر يوميا عند حلول شهر الصيام، في ما يتعلق باقتناء المواد الغذائية ومستلزمات تزيين موائد الأكل ساعة الإفطار وإعداد وجبتي العشاء والسحور. وعاينت "الصباح"، زوال الأربعاء الماضي أول أيام رمضان، حركة غير عادية بشوارع وأزقة الأحياء السكنية، إذ يكفي المرء القيام بجولة سريعة بأحياء ليساسفة والألفة بالبيضاء، ليصعق بمشهد مرعب، يتمثل في تحلق نساء حول محلات "العطارة" لاقتناء التوابل والتمور وكذا بيع المواد الغذائية بالجملة "الهري"، لاقتناء ما يلزمهن من مواد لتحضير أصناف مأكولات رمضان. وليس هذا فحسب، فأينما وليت وجهك إلا وتجد الازدحام الشديد، فبسوق السمك والدجاج ومحلات الجزارة، تتحلق نساء مصحوبات بأزواجهن وأخريات بأبنائهن للتسابق على اقتناء كيلوغرامات وأصناف متعددة من المنتوجات المعروضة. ومن السلوكات الغريبة، حرص الناس على اقتناء كميات مضاعفة رغم انتقادهم الثمن غير المعقول لها، مخافة نفادها، فالأنانية المفرطة لكل طرف وتغليب شهوة العين لإشباع البطن، جعلت الطلب أكثر من العرض. عقلية تتحدى كورونا رغم أن الموسم الثاني من رمضان يأتي في ظرفية خاصة، تتمثل في وباء كورونا القاتل، وانعكاساته على الوضع الصحي والنفسي والمالي للأسر، إلا أن "اللهطة" التي تحكم عقلية أغلب المواطنين دفعتهم إلى التسابق على اقتناء المنتوجات المعروضة، حتى وإن لم تكن لهم بها حاجة، دون نسيان الاستهتار بقواعد السلامة، فالأهم بالنسبة إليهم اقتناء ما يلزم لملء موائد الإفطار عوض الحرص على حياتهم. وأدى الحرص على تحضير أصناف من المأكولات، من بينها تزيين موائد رمضان، إلى استنفار لدى محلات أخرى غيرت تجارتها إلى حرفة موسمية، تتعلق بعرض الخضر والفواكه أو الشباكية والحلويات الشهية والفطائر وباقي المواد الغذائية التي تتزين بها موائد البيوت المغربية. الأسواق الكبرى...الوضع مشابه "تازين ما خطاتو لولة"، مثل يمكن إسقاطه على الأسواق الممتازة، التي لا يختلف الوضع بها عن الأسواق والمحلات التجارية بالأحياء الشعبية، إذ لا بد أن يثير انتباهك التسابق بين الزبناء نحو المكان المخصص لبيع المنتوجات الغذائية، قبل نفادها من الأسواق وتجنبا للارتفاع الصاروخي لثمنها بعد الإقبال الكبير عليها، من قبل المواطنين لتأثيث مائدة الإفطار. بالحي الحسني بالبيضاء، لم يكن الوضع مختلفا عن باقي مناطق البيضاء، إذ شهدت الأسواق الكبرى إقبالا منقطع النظير، من قبل المواطنين على اقتناء خضر وفواكه ولحوم حمراء وبيضاء وبيض ومواد غذائية، إلى درجة أن بعض المحلات التي زارتها "الصباح" سارعت إلى استنفار عمالها لاستخراج كميات من مخزونها بعدما نفدت السلع، ما اضطر بعض الأفراد الذين التحقوا متأخرين، إلى انتظار الاستجابة لطلبهم. إقبال كثيف بمجرد تجاوز عتبة الباب الرئيسي لأسواق ممتازة بالحي الحسني والألفة، يثير انتباه الداخل خروج الزبناء، محملين بأكياس وعربات مجرورة ممتلئة عن آخرها، وهو المشهد الذي يكشف الإقبال الكثيف للمواطنين على الأماكن المخصصة للمواد الغذائية، إلى درجة اقتناء بعض الحاجيات غير الضرورية. وارتباطا بالخوف من نفاد الأكل والمواد الغذائية، عاينت "الصباح" إقبالا غير عاد على شرائها، يتميز بالتدافع لاقتناء مواد غير ضرورية، فالأهم بالنسبة للصائم تزيين مائدته بما لذ وطاب من مأكولات، حتى لو تم طرحها في القمامة بعد الشعور بالتخمة. محمد بها

رمضان … ازدحام عام البون بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التلفزة تحرض على الأكل

كواليس الفرق

مقالات ذات صلة