״دخان״ الكيف في ״المصباح״

زلزال يضرب״بيجيدي״ وهروب كبير قبيل الانتخابات التشريعية وخطاب يستبق الخسارة ضرب زلزال قوي العدالة والتنمية، وأحدث خسائر معنوية كبيرة بين قيادات حلمت يوما ما بالمشاركة في الحياة السياسية لتجد نفسها تقود الحكومة لولايتين، بضربة حظ لعبت فيها عوامل كثيرة كي يتصدر «بيجيدي» المشهد الانتخابي بعد حراك 20 فبراير 2011. شقـاق القنـب الهنـدي دعوات لعقد دورة استثنائية لبرلمان العدالة والتنمية في أفق مؤتمر استثنائي لم ينتظر زعيمهم عبد الإله بنكيران، كثيرا لتكسير عظام إخوته في مشهد دراماتيكي، إذ لم ينس ما فعلوا به، حينما أزيح من رئاسة الحكومة بعد تعثر تشكيلها في 2016، ورفضهم له ولاية ثالثة على رأس الحزب وإزاحته من منصب الأمانة العامة، ما يجعله يغتنم الفرصة لرد الصاع صاعين، عبر إطلاق رشاش مدفعيته صوب كل قادة الحزب ووزرائه في مشهد غير مألوف في العمل الحزبي. واعتقد قادة « بيجيدي» أن زعيمهم سيركن إلى الصمت، بعد تسوية وضعيته في إطار المعاش الاستثنائي، 7 ملايين سنتيم شهريا، المتأتي من بنود التحملات المشتركة في قوانين المالية، ليستيقظوا أخيرا على تهجماته التي تصل إلى حد التجريح، والمس بأقرب المقربين إليه من الأمين العام لـ «بيجيدي» سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة إلى باقي أعضاء الحزب الذين دبروا معه معركة الوجود بينهم لحسن الداودي، والمصطفى الرميد، وآخرون، إذ لا يترك أي فرصة تمر دون أن يطلق نيرانه على من يتحرك ويجتهد، وزيرا كان أو برلمانيا، ما يؤكد أن الرجل له مخطط ما. واختيار بنكيران وضع قنابل موقوتة تحت أقدام رجال حزبه، مباشرة بعد المصادقة على مشروع قانون تقنين القنب الهندي، بالمجلس الحكومي، بعد تحذير وجهه لقيادة الحزب بتعطيل القانون، حتى دون أن يطلع عليه لمعرفة مضامينه، مكتفيا بسماع ما يروجه البعض دون علم، يعني أنه كانت له نية مسبقة لتفجير الحزب من الداخل لأسباب معينة. فبنكيران لا يتحرك دون وضع هدف، والجميع يعلم بذلك، فقد هدد في حال التصويت على القانون الإطار للتربية والتعليم، الذي يرمي إلى تدريس المواد العلمية باللغة الأجنبية، بتعليق مشاركته الحزبية، ولم يسايره سوى برلمانيين اثنين صوتا ضد القانون، علما أن بنكيران يعي جيدا أن التلاميذ الحاصلين على الباكلوريا في الشعب العلمية يتعرضون، لنكسة، حينما يريدون ولوج المعاهد العليا التي تتطلب معرفة بلغة أجنبية على الأقل الفرنسية، ما يجعلهم يغادرون الجامعات مبكرا، في إطار هدر مدرسي، أو يغيرون من شعبتهم ليدرسوا شعب كليات الآداب أو الحقوق، فتضيع حياتهم بحثا عن عمل، وهو ما جعل بنكيران نفسه يرسل نجله إلى فرنسا لإتمام دراسته في إطار « حلال علي حرام عليكم». وحينما فشل بنكيران في زعزعة الأغلبية الحكومية وحزبه من خلال إجازة القانون الإطار للتربية والتعليم، هدد مجددا باتباع السلوك نفسه ولكن هذه المرة مع قانون تقنين « الكيف» الذي يبعد تجار الحشيش عن استغلال هذه النبتة، لفائدة تجار الأدوية والصناعة الصيدلانية، وصناعة النسيج، ما جعله يجمد عضويته في أفق تقديم استقالته. من جهة أخرى، استغرب قادة الحزب عدم اكتراث بنكيران بالقاسم الانتخابي بناء على عدد المسجلين الذي سيضعف حزبه بفقدان 36 مقعدا من اللائحة المحلية والجهوية، ما اعتبر تنصلا من تحمل المسؤولية في مواجهة خصوم الحزب، إذ تكلم عن التطبيع مع إسرائيل ونصح بعدم تكسير قرار الدولة، رغم أنه وصف وزراء حزبه الذين أكدوا استعدادهم لزيارة إسرائيل ب» صعوكة». وساند موقف بنكيران في ملف الكيف، العديد من القادة، الذين عبروا عن تجميد عضويتهم، ما جعل الحزب يعرف تصدعا وزلزالا داخليا قد يمهد لشق الحزب إلى نصفين، إذ دعا عبد العالي حامي الدين، إلى عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني ، ربما قد ينجم عنها عقد مؤتمر استثنائي، الذي يعني انتخاب قيادة جديدة، أو خروج قياديين بإعلان تشكيل حزب جديد رغم صعوبة تحقيق ذلك، لأنه خرج أعضاء سابقون من الذين كانوا مع جناح الدكتور عبد الكريم الخطيب، وأسسوا حزب النهضة والفضيلة ولم يكتب له النجاح في عملهم المؤسساتي لأنهم دخلوا في لعبة استقطاب السلفيين التائبين، الذين لا صوت لهم في المجتمع. شبح الهزيمة لعب بنكيران ورقة الهروب الكبير، خوفا من الهزيمة المدوية في الانتخابات، بعدما تأكد سيناريو دخول حزبه العدالة والتنمية غمار الانتخابات منهوكا من الداخل غير قادر على المنافسة ما يعني أنه سيمنى بالخسارة الانتخابية، عوض القول إن الناخبين يرفضون استمرار الإسلاميين في الحكم. وقد يكون الدافع لذلك هو تحميل العثماني والوزراء وزر فشل الحزب، كي يضمن العودة مجددا لقيادته على طريقته الخاصة، رغم أنه حصل على معاش استثنائي يعني عدم تدبير الشأن الحزبي أو المحلي أو البرلماني أو الحكومي. أحمد الأرقام

״دخان״ الكيف في ״المصباح״

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المخابرات الجزائرية تخترق "مينورسو"

العثماني يصفع بنكيران

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات