هزيمة مذلة للمناوئين ومقرب من إنفانتينو كاتبا عاما والأزمة المالية تستنفر موتسيبي اعتبر انتخاب باتريس موتسيبي، رئيسا للكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم "كاف"، خلفا للملغاشي أحمد أحمد، خلال الجمع العام الانتخابي الجمعة الماضي بالرباط، تحصيل حاصل، بالنظر إلى التوافق المسبق حول المرشح الوحيد باسم الوحدة الإفريقية، المصادق عليه في اجتماع نواكشوط، على هامش نهائي كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة. ووجد رؤساء الاتحادات القارية أنفسهم أمام انتخابات شكلية، بعدما حسم بشأن الرئيس الجديد قبل أسبوعين، تماما كما وقع الاختيار على السنغالي أوغستين سانغور، نائبا أول، والموريتاني أحمد ولد يحيى، نائبا ثانيا، والإيفواري جاك أنوما، مستشارا للرئيس. وتخلل الجمع العام إجراء عملية التصويت على أعضاء المكتب التنفيذي ل"كاف" وفرز الأصوات، والمصادقة على عدد من التعديلات، التي صبت في مجملها في صالح المغرب. ماذا ربح المغرب؟ ربح المغرب العديد من المكاسب عقب الجمع العام الانتخابي الجمعة الماضي، الذي حضره جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، من أبرزها تأكيد مكانته وقوة نفوذه في القارة الإفريقية. واعتبر العديد من الملاحظين أن المغرب زكى قوته من جديد، سواء من خلال ترجيح كفة الجنوب إفريقي موتسيبي، رئيسا ل"كاف"، بعدما قاد مبادرة التوافق حول المرشح الوحيد، أو في فرض مجموعة من المقترحات، التي يراها مناسبة لتطوير الكرة الإفريقية. وينتظر أن تكسب الكرة المغربية نقاطا إضافية، بعدما تأكد ل"فيفا" أهميتها في قلب كل الموازين، جراء المكانة المتميزة، التي يحظى بها المغرب لدى معظم الدول الإفريقية، إضافة إلى الدور الكبير الذي يلعبه في النهوض بالقارة السمراء في جميع المجالات، الأمر الذي جعل إنفانتينو يستعين بالمغرب من أجل مساعدته على الإطاحة بأحمد أحمد وتنصيب موتسيبي، رئيسا جديدا ل"كاف". ولأن المغرب كسب رهان "كاف" ونال ثقة رئيس "فيفا" بعد مساهمته الفعالة في توحيد الصفوف حول المرشح الوحيد، فإنه في المقابل يتطلع إلى ربح المعركة الكبرى، المتمثلة في التنظيم المشترك لكأس العالم ل2030 مع إسبانيا والبرتغال. هزيمة مذلة للمناوئين تلقى مناوئو الوحدة الترابية هزيمة مذلة في الجمع العام الانتخابي، عندما تصدى المغاربة لمناورة ضم جبهة بوليساريو إلى الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، والتي ظلت الجزائر وجنوب إفريقيا تخططان لذلك منذ عهد الرئيس الأسبق عيسى حياتو. وفرض المغرب شروطه على "فيفا" و"كاف" مقابل قبول تزكية الجنوب إفريقي رئيسا جديدا، وهو ما استجاب له إنفانتينو دون تردد من خلال إدراج عدد من التعديلات القانونية للنظام الأساسي، خصوصا الفصل الرابع، الذي يمنع أي كيان غير معترف به، من قبل الأمم المتحدة من الانضمام إلى جهاز "كاف". وحسب التعديل الجديد، فإنه لن يتم قبول طلبات الانضمام إلى "كاف" سوى من البلدان المستقلة والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة، ما كان ضربة قاضية لأعداء المغرب. وقال مصدر مسؤول، إن القانون المصادق عليه أصبح ملزما لجميع الدول الراغبة في العضوية ب"كاف"، معتبرا الخطوة إجراء ضروريا لإجهاض كل محاولات النيل من المغرب من قبل كيانات وهمية، في إشارة منه إلى جبهة "بوليساريو". إنفانتينو يشيد بالرجاء استغل جياني إنفانتينو حضوره في الجمع العام الانتخابي للإشادة بما قدمه الرجاء الرياضي في كأس العالم للأندية في 2013، عندما بلغ المباراة النهائية أمام بايرن ميونيخ الألماني، شأنه شأن "تي بي مازيمبي"، الذي سطع نجمه كذلك في هذه التظاهرة العالمية. وأكد إنفانتينو في كلمته ضرورة الانخراط في الاشتغال على الأندية وتنمية مواردها ومستواها أكثر، من أجل منافسة نظيرتها الأوربية، وتعزيز المنتخبات الإفريقية بلاعبين مؤهلين. وأضاف رئيس "فيفا" أن تطوير الكرة الإفريقية يبدأ أولا بالاهتمام بالأندية، لأنها مرآة تألق المنتخبات، معبرا عن أمله في أن يبلغ أحد المنتخبات الإفريقية نهائي كأس العالم، وتابع "لا نريد أن تكون مشاركتها شكلية، بل نتوخى توسيع عدد المنتخبات إلى تسعة، ولعب الأدوار الطلائعية". مقرب من إنفانتينو كاتبا عاما حسم باتريس موتسيبي، الرئيس الجديد ل"كاف" في تشكيلة المكتب التنفيذي خلال اجتماع أول أمس (السبت) بالرباط، وعرفت بعض المفاجآت، ضمنها إبعاد المغربي عبد المنعم باه من منصب الكتابة العامة. وقرر موتسيبي رسميا تعيين السنغالي أوغستين سانغور نائبا أول له، والموريتاني أحمد ولد يحيى نائبا ثانيا، وسليمان وابيري رئيس الاتحاد الجيبوتي نائبا ثالثا، والكامروني سيدو مبومبو نغويا نائبا رابعا، فيما عين كانيزات إبراهيم، رئيسة لجنة التطبيق باتحاد جزر القمر نائبة خامسة. وعين موتسيبي الكونغولي فيرون موسينغو أومبا كاتبا عاما، بدلا من المغربي باه، الذي سبق تعيينه في المنصب نفسه، خلفا لمواطنه معاد حجي، قبل سنة. وعلمت "الصباح" أن الكاتب العام الجديد تربطه علاقة وطيدة مع إنفانتينو، إذ سبق أن شغل منصب منسق بين "كاف" و"فيفا"، وهو المنصب الذي تراجع موتسيبي عن تعيين السنغالية فاطمة سامورا لشغله، بعدما تردد اسمها بقوة في الأسابيع القليلة الماضية. الأزمة المالية ضمن اهتمامات الرئيس الجديد تواجه الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم مصاعب مالية كبيرة، حسب ما كشف عنه التقرير المالي المصوت عليه في الجمع العام الانتخابي، المنعقد بالرباط الجمعة الماضي، بعد أن أقر بوجود عجز مالي يصل إلى 20 مليون دولار. وأكد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن الصعوبات التي واجهت الكرة الإفريقية في 2020، سببها تفشي وباء «كورونا»، مشيرا إلى أن «كاف» ملزمة في السنوات المقبلة بخفض مصاريفها ورفع مداخليها، خلال الكلمة التي ألقاها لمناسبة عرض التقرير المالي. وذكر لقجع بوجود احتياطات لدى «كاف» تصل إلى تسعين مليون دولار، ضمنها 30 مليون دولار، توصلت بها من الاتحاد الدولي، على شكل هبة، كافية لتدبير الشؤون المالية في الموسم الجاري، غير أن ذلك غير كاف، ويتعين الاشتغال من أجل تطوير الموارد. وفي السياق ذاته، طلب جياني إينفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، من المكتب التنفيذي للـ «كاف»، إطلاق مسابقة جديدة تحت اسم «بطولة السوبر الإفريقية، لتطوير الموارد المالية للأندية و»كاف» على حد سواء، إذ أن الأندية ستستفيد من مداخيل تصل إلى 20 مليون دولار، و»كاف» من ثلاثة ملايير دولار خلال خمس سنوات. لقجع: نستحق عضوية "فيفا" قال إن «كاف» سجلت عجزا ماليا بقيمة 20 مليون دولار بسبب كورونا قال فوزي لقجع، رئيس الجامعة، إن المغرب يستحق عضوية "فيفا" عن جدارة، بالنظر إلى دوره البارز في تنمية كرة القدم بالقارة الإفريقية. وأضاف لقجع في تصريحات صحافية، أن تموقع المغرب على الصعيد القاري جاء بفضل الإستراتيجية الاستباقية، التي نهجها المغرب بقيادة الملك، مضيفا أن القارة الإفريقية أصبحت حاليا متحدة على برنامج طموح وفعال، من أجل رفع سقف الطموحات والتطلعات. في المقابل، هاجم لقجع خروقات المرحلة السابقة، وتابع "لن نسمح إطلاقا بها مستقبلا، ولن نقبل أن تغيب معدات تقنية الحكم المساعد "فار" في مباراة لكرة القدم، تحت ذريعة ضياعها بالمطار، في إشارة منه إلى فضيحة نهائي "رادس" 2019، الذي جمع الترجي التونسي بالوداد الرياضي في مسابقة الأبطال. من ناحية ثانية، حذر لقجع في كلمته من الوضع المالي الراهن ل"كاف"، بسبب العديد من الصعوبات، الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى انخفاض مداخيلها، مقابل كثرة المصاريف المتعلقة بدعم الاتحادات القارية والأندية. وأكد لقجع أن "كاف" سجلت عجزا يقارب 20 مليون دولار، إلا أنها تحتفظ باحتياط مالي يناهز 90 مليون دولار، هبة من "فيفا". صدمة بالجزائر بسبب زطشي الصحافة المحلية نفثت سمومها على المغرب منيت الجزائر بخيبة أمل كبيرة، في الجمع العام الانتخابي للكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعد خروج ممثلها خير الدين زطشي، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، من المنافسة على عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي. وتلقت الجزائر ضربة موجعة في الجمع العام للـ «كاف»، دفعت الصحافة المحلية إلى وصفها بالنكسة والصدمة، التي قضت مضجع مسؤولي قصر المرادية، بحكم أنهم كانوا يعولون على محاصرة المغرب ب»كاف»، من أجل دفع هذه الهيأة إلى التصويت على دخول «بوليساريو» في عضويتها. وكشفت الصحافة الجزائرية الأخطاء التي ارتكبها زطشي، في ترشحه لعضوية المكتب التنفيذي ل «فيفا»، وحملته مسؤولية وصول فوزي لقجع، إلى الاتحاد الدولي، بالنظر إلى الدور الذي لعبه المغرب، في هندسة معالم المكتب التنفيذي الجديد للـ «كاف». وحاولت الصحافة الجزائرية الضرب في ديمقراطية انتخاب المكتب التنفيذي الجديد، بعد أن هندس جياني إينفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، رفقة السلطات المغربية، سيناريو الجمع العام، وتزكية القرارات الصادرة عن اجتماع الرباط، بين المرشحين الأربعة لرئاسة «كاف». وعرجت الصحافة الجزائرية على مسار فوزي لقجع، قبل أن تصفه بالرجل القوي، بحكم المكانة التي يحظى بها في المغرب، والتي ساهمت في الارتقاء بالكرة المغربية على الصعيد القاري، وتسخير قدراته وإمكانياته في خدمتها. ولم تستسغ الصحافة الجزائرية تعديل الفصل الرابع من النظام الأساسي للـ «كاف»، سيما أن قصر المرادية كان يعول على الرئيس الجديد باتريس موتسيبي، لمعاكسة مصالح المغرب، بالنظر إلى انتمائها لجنوب إفريقيا حليفها الأساسي في ملف الصحراء المغربية. بالمقابل، أثنى خير الدين زطشي، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، على التنظيم الجيد للمغرب لأشغال الجمع العام، بعد أن حاولت الصحافة الجزائرية النبش في هذه الأمور، لعلها تخرج ببعض الردود المسيئة عن المغرب، وتطفئ بها نار حقدها عليه، الشيء الذي لم يستطع ممثلها المنسحب في آخر لحظة من الترشح لعضوية المكتب التنفيذي للـ «فيفا»، الانسياق وراءه، بسبب التنظيم الجيد لأشغال الجمع العام. إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن