“قصاير كورونا” … شكري: مؤشر على الاستهتار

> كيف تفسر خرق قانون الطوارئ الصحية من أجل إقامة حفلات وأعراس؟ > أعتقد أن سبب هذا الخرق، وجود نوع من التمركز حول الأنا والنرجسية، هدفها تلبية الرغبات والشهوات، دون أدنى اعتبار للقانون أو المواطنين، وإذا كنا نتحدث في إطار الطوارئ الصحية، فأي قرار يصدر لمنع مسألة معينة يكون في صالح المواطنين، لأنه يمنعهم من إصابة بعضهم البعض، لكن حينما يخرق شخص ما هذه القواعد، فإنه يرسل إشارة مفادها، أنا على حق، رغم أن هذا الأمر يمكن أن يعود بالضرر على الآخرين، لهذا فهؤلاء الأشخاص يضربون بكل هذه المعايير عرض الحائط، ويهتمون فقط برغباتهم. ومن الناحية النفسية، يمكن تفسير الأمر كذلك، بنوع من اللامبالاة، وعدم الثقة أيضا في الآخر والقانون والإعلام، إذ رغم الأعداد الكبيرة للإصابات والوفيات، تجد البعض ما زال يتساءل أين هو كورونا؟، وهذا مؤشر على الاستهتار واللامبالاة، وغياب التحليل المنطقي للأحداث. ومن جهة أخرى، يمكن تفسير هذه المسألة بضعف شخصية بعض الأفراد، لأنهم يتعرضون لضغوطات من محيطهم وأقاربهم، تجد أن رب الأسرة لا يتمكن من اتخاذ قرار لمنع هذه المخالفات على سبيل المثال. ومن الناحية السوسيولوجية، فهؤلاء يعبرون على أن هناك فئة من المجتمع، لا تحترم قانون الدولة ولا تعترف بسيادته. > ألا تعتقد أن هذا التمرد سببه الحجر على حريات الأشخاص وتقويضها؟ > ليس تمردا قصديا، وإنما هو نوع من عدم الشعور بالانتماء إلى الوطن، بمعنى أن الشخص يعرف أنه يخرق القانون ويمكن أن يعاقب، ومع ذلك لا يعترف أنه تحت منظومة مؤسسات ودولة، تخضع لقوانين وضوابط سلوكية لا تسمح له بفعل ذلك، وهذه الفئة تجدها في جميع الأماكن، في الحكومة والبرلمان والمهن وغيرها، يمنحون أنفسهم الحق في تجاوز الدولة ومؤسساتها وقوانينها. > هل يمكن اعتبار هذا الأمر مؤشرا على عدم بلوغ مستوى الدولة العصرية التي تسمو فيها القوانين على رغبات الأفراد؟ > هذا الأمر مسألة طبيعية، لأن هناك غيابا للتعليم وانتشار الأمية، وغياب التأطير. فرغم الترسانة القانونية والبنيات التحتية، التي تظهر أن المغرب مثل أوربا أحيانا، إلا أن العقليات ما زالت متخلفة لدى كثيرين، وسبب هذا الأمر، غياب تأطير مؤسسات الدولة للأفراد، وانتشار الأمية والجهل. * (أستاذ باحث في علم النفس والاجتماع) أجرى الحوار: عصام الناصيري

“قصاير كورونا” … شكري: مؤشر على الاستهتار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"قصاير كورونا" ... حملات بفيلات الشواطئ

افتتاح الدورة الـ34 لقمة الاتحاد الإفريقي بمشاركة المغرب

مقالات ذات صلة