الودغيري: حوالي 150 ألف مغربي مصابون بالمرض

قال إن ألزهايمر يؤثر على الأسرة كاملة وليس المريض وحده لارتفاع كلفة العلاج ونوعية الرعاية المطلوبة أكد الدكتور مصطفى الودغيري، اختصاصي في الطب الباطني وطب الشيخوخة، أن مرض ألزهايمر، الذي يعد مشكلا صحيا واجتماعيا على حد سواء، ما يزال مرضا غير معروف في المغرب، ولا يحظى بالعناية الطبية اللازمة. وأضاف أن المرض يجب تشخيصه في المراحل الأولى لتمكين المرضى من الأدوية الملائمة ودعم مساعدي المريض للتكفل بعلاجه تفاصيل أكثر في الحوار التالي: هل توجد أرقام محددة أو إحصائيات بخصوص مرض ألزهايمر في المغرب؟يعيش العالم حاليا تحولا ديموغرافيا غير مسبوق، إذ يقدر عدد الأشخاص المسنين الذي تجاوزت أعمارهم 65 سنة، 650 مليونا، علما أن هذا الرقم سيرتفع ليصل إلى حوالي ملياري مسن بحلول سنة 2050. هذا التحول الديمغرافي يمكن اعتباره مسؤولا عن ظهور أمراض جديدة مرتبطة بالشيخوخة. وفي هذا الإطار يعد مرض الزهايمر مثالا نموذجيا، إذ أكد تقرير ل"le World alzheimert" سنة 2010، أن 53,6 مليون مسن مصاب بألزهايمر، وهذا له تأثير على كل المناحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية، إذ ناهزت تكلفة التكفل بالمرضى للعام نفسه 604 ملايير دولار، فيما تعتبر منظمة الصحة العالمية في تقريرها لعام 2012، مرض ألزهايمر، الأزمة الصحية والاجتماعية الأكثر خطورة في القرن 21.وعلى غرار باقي الدول، يعيش المغرب بدوره انتقالا ديموغرافيا ملحوظا، إذ بلغ عدد المسنين، حسب المندوبية السامية للتخطيط، 3 ملايين فردا سنة 2012، ومن المرتقب أن يصل عددهم بحلول عام 2030، 5 ملايين و800 مريض.للأسف لا نتوفر على أي معطيات وبائية خاصة بمستوى انتشار مرض ألزهايمر في بلادنا، لكن حسب تقديرات انطلاقا من أرقام المنظمة العالمية للصحة يمكن القول إن عدد المصابين بالمرض بالمغرب يتراوح بين 100 ألف و150 ألف مصاب. ما هي أسباب الإصابة بالمرض؟ ولماذا هو مرتبط بأشخاص بلغوا مرحلة الشيخوخة؟يعتبر السن من أبرز العوامل المسببة للمرض، ذلك أن معظم الذين يعانون ألزهايمر تتجاوز أعمارهم 65 سنة، لكن هذا لا يمنع من أن المرض يمكن أن يصاب به الفرد في سن مبكرة. ومن الأسباب أيضا عامل الوراثة، إذ أثبتت الأبحاث أن هذا العامل يسبب الإصابة لما يناهز 5 إلى 10 في المائة من المصابين، فضلا عن الإصابة بأمراض ارتفاع الضغط والسكري وارتفاع الكوليسترول، فضلا عن السمنة والتدخين. ويمكن اعتبار ضعف المستوى التعليمي خطرا حقيقيا على احتمال تطور المرض، وهذا معطى أساسي في سياقنا الوطني، علما أن 86 في المائة من المسنين هم أميون. ماذا عن أعراضه؟تجدر الإشارة إلى أن مرض ألزهايمر يتطـــــــــــــــور تدريجيا، ويمر عبر عدة مراحل يمكن اختصارها في ثلاث مراحل، ففي المرحلة الأولية يمكن القول إن بداية المرض تأتي فجائية، وتتم عبر اضطرابات في الذاكرة، تهم أولا ذاكرة التثبيت، مصاحبة بصعوبة في تذكر الأحداث الأخيرة، وتتمظهر في نسيان أمور بسيطة. ويمكن خلال هذه المرحلة تسجيل تراجع فكري واكتئاب وتغير في الشخصية، وحتى صعوبة في التأقلم مع وضعيات جديدة. في هذه المرحة المريض يمكنه أن يكون واعيا بهذه الصعوبات ويستشير بنفسه الطبيب وقد تصطحبه أسرته.وفي المرحلة الثانية للمرض، يمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من الاضطرابات، يتعلق الأمر باضطرابات في الذاكرة، إذ تتضرر الذاكرة أكثر، ويكون النسيان أكبر ويشمل حتى ذكريات بعيدة، فيصبح المريض غير قادر على التعرف إلى عدد من أفراد عائلته، في البداية العائلة والأقارب، ثم الأحفاد والأطفال والزوج/الزوجة. وهنا أيضا يعاني صعوبة في التعرف على الزمان والمكان في البداية تلك غير المألوفة، ليطول الأمر في النهاية حتى المألوفة، كما يعاني صعوبات في التركيز والتفكير والقيام بأفعال غير لائقة كما يمكنهم الدخول في فترة إنكار المرض. في هذه المرحلة أيضا يعاني المريض اضطرابات في اللغة والتطبيق العملي، كما يمكن اعتبار أن فقدان القدرة على الحديث راجع بالأساس في البداية إلى نقص في الكلمات المخزنة تم يكبر أكثر فأكثر. الاضطراب الثاني يخص الاضطرابات السلوكية والعاطفية، التي يمكن أن تكون في بعض الأحيان كاشفة للمرض، وتشمل قلة الاهتمام والاكتئاب والقلق كما يمكن أن تظهر أعراض نفسية واضطرابات في السلوكات الغذائية. وتخص الاضطرابات الثالثة في هذه المرحلة الاضطرابات العصبية مثل صعوبة في المشي والصلابة كما يمكن أن تظهر أيضا نوبات عصبية.أما المرحلة الثالثة من المرض، يكون المريض طريح الفراش وعاجز ولا يمكنه التعرف إلى أقاربه ولا التواصل معهم وغير قادر على التغذية بشكل عادي وطبيعي. وقد تحدث الوفاة بسبب مضاعفات فجائية جراء سوء التغذية والالتهابات الرئوية والتهاب المسالك البولية، أو بسبب الأمراض الشائعة لدى كبار السن مثل القلب والسكرى والقصور الكلوي والتهاب الكبد الفيروسي وغيرها، فضلا عن السقوط الذي يؤدي إلى كسور ومضاعفات أخرى تؤدي به إلى فقدان الاستقلالية. هل هناك علاج للشفاء من ألزهايمر أم أن الأمر يقتصر فقط على بعض الأدوية المهدئة؟التكفل بالمصاب بألزهايمر لا يكون عبر وصف دواء يعالج المرض، بل هو تكفل كلي بالمصاب وبمحيطه، وهذا ما يعقد عملية التكفل. وللإجابة على هذا السؤال: نعم توجد أدوية تؤخر تطور المرض شريطة أن يكون تشخيص المرض تم في مرحلة متقدمة، أي في بداية الإصابة، إذ لا يكون لهذا الدواء أي تأثير في المراحل الأخيرة من المرض، وهذا يعني ضرورة التشخيص في مرحلة مبكرة وتوجيه المريض إلى أخصائي أمراض الشيخوخة أو طبيب الأعصاب الملائمين.وبجانب وصف الأدوية الملائمة، يجب أخذ مجموعة من التدابير، منها المتابعة الغذائية من خلال مراقبة منحنى الوزن والتغذية وتصحيح تناول الأغذية وتصحيح النمط الغذائي، فضلا عن متابعة الأمراض المصاحبة للزهايمر والاحتياط من تناول الأدوية التي قد تشكل خطرا على المريض، علاوة على ضرورة إعادة ترتيب المعيش اليومي للمريض من فضاء للعيش وتدبير مالي للتكفل بعلاجه وتنقله.. ألا تعتقدون أن هذا المرض لا يؤثر فقط على الأسر وإنما على أسرهم أيضا؟في الواقع هذا المرض يؤثر على المريض وعائلته. ولا يمكننا في جميع الأحوال التركيز على علاج المريض وإهمال من يساعده، الذين يحتاجون بدورهم إلى الدعم النفسي، وإلى بنيات تتولى رعاية مريضهم على الأقل نهارا حتى تسمح لهم بالراحة، على أن تكون تلك البنيات تسمح للمرضى بالقيام بعدة أنشطة مثل الترويض الحركي وورشات تنشيط الذاكرة، وتجدر الإشارة إلى أننا في المغرب نتوفر على مركز واحد يقدم كل هذه الأنشطة بالدار البيضاء تديرها جمعية علم الشيخوخة أمل.فضلا عن ذلك، يجب تمكين مساعدي المريض من المعارف المتعلقة بالمرض، وهذا دور النسيج الجمعوي والدولة لإيلاء الأهمية اللازمة للموضوع. ولأن التكفل بالمصاب بألزهايمر يتطلب ميزانية ضخمة، يجب توفير الدعم المالي للأسر، على الأقل تمكينهم من الأدوية مجانا، ذلك أن أدوية ألزهايمر غير متاحة في البنيات الاستشفائية المغربية وتقع على كاهل الأسر. أجرت الحوار: هجر المغلي

الودغيري: حوالي 150 ألف مغربي مصابون بالمرض

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إدانة مغتصبي قاصر بـ 12 سنة و8 ملايين تعويضا

ألزهايمر يهزم "الزعيم"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات