“تزيار السمطة” … الانحناء للجائحة

الجائحة عصفت بمداخيل الملايين ومواطنون فقدوا منازلهم وسياراتهم وقوتهم اليومي عرت جائحة كورونا، عن الوضع الاجتماعي الهش للمغاربة، ولم تساعد الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة في حل المشاكل القائمة، رغم توزيع مساعدات غذائية على الأسر المتضررة خلال فترة الحجر الصحي، بلغت قيمتها مليار و 24 مليون درهم ، استفاد منها 3 ملايين و 900 ألف أسرة، وإيواء 11 ألف من الأشخاص المشردين، وتحصيل 4.3 مليون أسرة دعما ماليا مباشرا يتراوح بين 800 درهم وألف و200، وتعويض مليون مستخدم بألفين درهم. وكلفت المساعدات أزيد 15 مليار درهم، من أصل 33 مليار درهم التي تمت تعبئتها عبر عملية التبرع، ما يعني إنفاق نصف ميزانية صندوق التضامن في مواجهة جائحة كورونا، فيما الباقي لن يغطي خسائر الاقتصاد الوطني، المقدرة يوميا بنحو مليار درهم. ساءت أحوال فئات واسعة من المجتمع، إذ تعرض 712 ألف مستخدم للتسريح المؤقت الذي تحول إلى طرد، رغم توقيع أرباب العمل على اتفاقية مع الحكومة تهدف إلى المحافظة على 80 في المائة من فرص العمل لكي يحصلوا على الدعم المالي. اضطر مغاربة إلى بيع أثاثهم في " الجوطيات"، لسد حاجيتهم الأساسية، ما يعد مؤشرا على تأزم الوضع الاجتماعي المأساوي الذي أصبحت تعيش في ظله ملايين الأسر في المدن والبوادي بسبب تأثيرات الجائحة. وتخلف أرباب أسر مطرودون من مقاولات، عن أداء الأقساط الشهرية الخاصة بالمنزل أو السيارة، وتعليم الأطفال في مدارس خصوصية، إذ حجزت البنوك على سيارات لم يؤد أصحابها أقساطا. وأدت أزمة كورونا، بأسر إلى التراجع عن امتلاك منزل، أو سيارة، لتعرض أربابها للطرد من العمل، واضطرت أسر إلى الانتقال عند ذويها لاقتسام السكن، عوض العيش في الشارع. ونقلت أسر أطفالها من المدارس الخاصة، التي تتطلب مصاريف كثيرة، إلى مدارس التعليم العمومي الذي يقتصر على أداء بعض الرسوم. وغيرت الأسر من عاداتها بحرمان نفسها من قضاء عطل الصيف في الشواطئ، والمدن السياحية، وفي المناطق الجبلية، لتقلص المداخيل. وتحول صناع تقليديون وعاملون في مصانع، إلى " متسولين" ما أدى إلى انزعاج محترفي التسول. واضطر ندل المقاهي والمطاعم، والعاملون في البناء إلى العودة إلى البادية، مسقط رأسهم، لعدم توفرهم على مال لأداء واجب الكراء والماء والكهرباء، فيما انتحر آخرون جراء تكاثر الديون، كما تغير حال عاملات في شركات النسيج والألبسة، والمواد الصناعية الأخرى، إذ أصبحت خادمات بيوت، إذا ما حالفهن الحظ لإيجاد فرصة واحدة للاستفادة منها. وأجبر فنانون على بيع آلاتهم الموسيقية، وممولو الحفلات، وأصحاب محلات كراء السيارات، على بيع جزء من وسائل العمل لأداء الديون المتراكمة عليهم، جراء توقف الأعراس، والندوات والمؤتمرات الوطنية والدولية، ومنع الجنائز، وتوقف الرحلات السياحية الداخلية. ولم يتمكن أرباب محلات تجارية، ومقاولات صغيرة، من فتح محلاتهم، جراء تخلف الحكومة في حمايتهم من الديون التي تراكمت عليهم، وأدائهم شيكات بدون رصيد، وتهديد بعضهم بالسجن في حالة عدم أداء فواتير الماء والكهرباء، والكراء، إذ وعدهم الوزراء باسترجاع دفاتر الشيكات، وعدم أداء الغرامة، لكن اشترطوا عليهم أداء الديون في أقرب الآجال والتي لن تتم جدولتها. مظاهر عديدة لمعاناة مواطنين اضطرتهم إلى "تزيار السمطة" وهجران عادات ألفوها قبل الجائحة. أحمد الأرقام

“تزيار السمطة” … الانحناء للجائحة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حملات أمنية بسبب «ورقة البوليس»

ملعب العبدي يحتضن مباراتين دوليتين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات