البرنامج الذي يقدمه عدنان يستعيد تجربة "مجنون الأمل" يحل الكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، مساء اليوم (الجمعة)، ضيفا على برنامج "بيت ياسين"، ابتداء من التاسعة وخمس دقائق، على قناة "الغد". البرنامج الذي يعده ويقدمه الشاعر والإعلامي ياسين عدنان، سيغوص مع صاحب "مجنون الأمل" في تفاصيل تجربته الأدبية التي تتوزع بين الشعر والرواية والدراسات والترجمات، فضلا عن تجربة الاعتقال السياسي. ويعد عبد اللطيف اللعبي واحدا من القامات الأدبية التي بصمت المشهد الأدبي والشعري، على وجه الخصوص، وساهم في تشكيل صرح الأدب المغربي الفرنكفوني. ويمثل عبد اللطيف اللعبي مرحلة وجيلا كانت الكتابة والنضال بالنسبة إلى رواده بمثابة توأم سيامي من الصعب الفصل بينهما، فكان من "الطبيعي"، في زمن الاحتقان السياسي والاجتماعي، أن يُزج بأصحاب الأقلام "المشاغبة" بغرض امتصاص حبرها والحيلولة دون انتشاره وتشكيله كلمات تعبر عن مواقف كانت تقض مضاجع "أهل الحال». فبسبب اختياراته السياسية وانتمائه الحزبي، قضى عبد اللطيف اللعبي ثماني سنوات قدت من عمره، بين 1972 و1980، وهي المرحلة التي اكتسح فيها المد اليساري جل مكونات المشهد الثقافي وانجرف أغلب المثقفين المغاربة الشباب خلف الأماني والطموحات التي كانت توفرها الإيديولوجيات اليسارية للمنتمين إليها. لم تغير سنوات الاعتقال الثماني الشيء الكثير في المناضل والأديب عبد اللطيف اللعبي ولم تلين من مواقفه، خاصة أن التجارب التي خاض غمارها قبل فترة الاعتقال كانت تنم عن انشغال صاحبها بمعية رفاقه، بأسئلة التغيير الجذري، ليس فقط على الصعيد السياسي، وإنما على الصعيد الثقافي بالدرجة الأولى. فقد ترعرعت بذرة الرغبة في التغيير في نفسية عبد اللطيف خلال فترة الدراسة الجامعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث كان يدرس بشعبة الأدب الفرنسي، وقد قدم اللعبي إلى الرباط من فاس حيث وُلد خلال 1942. وخلال فترة الدراسة الجامعية مزج عبد اللطيف اللعبي بين ولعه بالفن، والقناعات السياسية والإيديولوجية التي تشبع بها، فبدا ذلك من خلال مساهمته في وضع اللبنات الأولى لما يُعرف حاليا بالمسرح الجامعي، الذي يدين بالشيء الكثير للعبي ورفاقه. وتواصل نضال عبد اللطيف اللعبي الثقافي، من خلال تأسيس تجربة ظلت متفردة في المشهد الأدبي المغربي، ويتعلق الأمر بتجربة مجلة "أنفاس" التي خرجت إلى الوجود في 1966 تحت إشراف رفيقه الشاعر الراحل محمد خير الدين ومصطفى النيسابوري. وفي هذا الخضم برزت حركتا "23 مارس" و"إلى الأمام" اليساريتان، إذ كانت مجلة "أنفاس" تعد بمثابة واجهتهما الثقافية، بما أرسته هذه التجربة من تقاليد الأدب التحرري والفكر العقلاني المتجذر القادر على خلخلة الثوابت وزعزعة اليقينيات والأصنام الثقافية الجامدة والتأسيس لأنتلجنسيا يسارية مغربية بنفس فرنكفوني. عزيز المجدوب