أبرزها أزمة الأطر وفوضى الجامعات والبنيات التحتية وقصر مرحلته وغياب مخطط وطني يصطدم عثمان الفردوس، الوزير الجديد للشباب والرياضة، بامتحانات صعبة في القطاع الرياضي. وإضافة إلى تسلم مهامه في ظرفية صعبة بسبب انتشار «فيروس» كورونا والعوائق الناتجة عنه في ما يخص التسيير والتمويل، فإن الفردوس سيكون مطالبا بتدبير مجموعة من الملفات الشائكة، أبرزها أزمة الموارد البشرية بالوزارة، وغياب إستراتيجية للنهوض بالقطاع، وهشاشة الحركة الرياضية، سواء في ما يتعلق وضعية الجامعات والأندية والعصب الجمهوية، أو من حيث تدبير البنيات التحتية، خصوصا ملاعب القرب والملاعب التي أنجزت في السنوات الأخيرة. أزمة أطر تعاني وزارة الشباب والرياضة أزمة كبيرة في الموارد البشرية، إذ لا يتعدى عدد أطرها 3600 موظف، سواء على الصعيدين المركزي أو المحلي. وتدفع الوزارة ثمن توقف التكوين بمعهد مولاي رشيد في السنوات الماضية، الأمر الذي سبق أن حذر منه عزيز داودة، المدير التقني في ألعاب القوى، في حوار سابق مع «الصباح»، قبل سنوات، حين قال "إننا مقبلون على أزمة حادة في الأطر»، ودعا إلى أخذ العبرة من تونس، التي تكون آلاف الموظفين في القطاع الرياضي سنويا. وفرطت الوزارة في عدد من المكتسبات، إذ كان عدد أطرها في 1982 حوالي 13 ألف موظف، رغم أن عدد السكان لم يكن يتجاوز 18 مليون نسمة، وحينما تضاعف عدد السكان مرتين، تراجع عدد الأطر إلى 1982 إطارا. وزير لعشرة أشهر لن يكون عامل الوقت في صالح عثمان الفردوس، ذلك أن فترة توليه المسؤولية لن تتعدى عشرة أشهر، إذا ما أجريت الانتخابات في موعدها (2021). ويعتبر عنصر الزمن على درجة كبيرة من الأهمية في المجال الرياضي، سيما أن الوزير الجديد سيكون مطالبا بمعالجة اختلالات كبيرة، ورثها عن مرحلة الحسن عبيابة، وأبرزها الفوضى التي تعيشها الوزارة، والمشاكل الداخلية التي تسبب فيها الوزير المقال. فوضى الجامعات والأندية والعصب تعيش الجامعات الرياضية والأندية والعصب الجهوية فوضى كبيرة، بسبب تراكمات الوزيرين السابقين رشيد الطالبي العلمي والحسن عبيابة. وأطلق الطالبي مجموعة من الأوراش، دون أن يتممها، خصوصا في ما يتعلق بتأهيل الجامعات، وتأسيس الشركات، وتفكيك الجمعيات الرياضية متعددة النشاط، بالتنسيق مع جامعة كرة القدم، ما أدى إلى تراجع مستوى جميع الأنواع الرياضية، وإلى حالة من الفوضى والهشاشة في القطاع. وتراكمت ملفات الجامعات والأندية الراغبة في الحصول على التأهيل، في وقت أغلقت في وجهها أبواب الوزارة في عهد عبيابة، الذي رفض استقبالها. وتوجد العصب الجهوية في وضع أسوأ بكثير، في جميع الأنواع الرياضية، في ظل افتقادها قوانين أساسية مصادق عليها، طبقا للقانون. ويتعين على الفردوس تدبير ورش شائك آخر، هو وضعية عدد كبير من المنشآت الرياضية،أنجزت في غياب مساطر واضحة لتدبيرها وصيانتها، ما أدى إلى تفاقم حالتها، ويتعلق الأمر بمراكز القرب، وبالملاعب والمركبات في عدد من المدن والأقاليم. قطاع بدون إستراتيجية يدفع القطاع الرياضي أيضا ثمن غياب إستراتيجية وطنية للنهوض بالرياضة، منذ سنوات، أو مخطط وطني، مصادق عليه من قبل المجلس الحكومي. وأدى هذا الوضع إلى تخبط في تجبير القطاع الرياضي، إذ حاول كل وزير تدبيره بطريقته الخاصة، ووفق منظوره الشخصي، ما نتج عنه ارتباك كبير. إنجاز: عبد الإله المتقي في سطور الاسم الكامل: عثمان الفردوس تاريخ ومكان الميلاد: 13 يناير 1979 بالبيضاء حاصل على ماستر في الصحافة من معهد الدراسات السياسية بباريس. حاصل على ماستر تنفيذي من المدرسة الوطنية للإدارة سلك الدراسات العليا الأوربية حاصل على ديبلوم من المدرسة العليا للتجارة بنانت-أطلانتيك بدأ مساره المهني مستشارا بمؤسسة برايس واتر هاوس كووبرز بباريس تولى منصب مدير مكلف بمهمة بمكتب الاستشارة "مينا ميديا كونسولتين" بالرباط شغل منصب مسير لمكتب "أوربا كونساي" بالبيضاء. تولى مهام الكاتب العام لجمعية خريجي العلوم السياسية بالمغرب ما بين 2012 و2016. صدرت له مجموعة من المؤلفات منها "النتائج غير المتوقعة لمعاهدة لشبونة حول السياسة الأوربية للمغرب". و"البريكزيت وقصور الرؤية الإستراتيجية المقلق لبروكسيل بالبحر الأبيض المتوسط». عين كاتبا للدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي في أبريل 2017.