تجاهل النصوص القانونية وتعيينات مشبوهة وملفات تطيح به أعفي الحسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة، بناء على عدة تقارير سوداء، منها ما رفع إلى المجلس الأعلى للحسابات، وأخرى وضعت في رئاسة الحكومة. وارتكب عبيابة مجموعة من الأخطاء في تسيير القطاعات الأربعة التي أشرف على تدبيرها خلال الأشهر الستة الماضية، ويتعلق الأمر بالرياضة والشباب والثقافة والاتصال، غير أن الأخطاء المرتكبة في المجال الرياضي، كان لها الأثر الكبير على الحركة الرياضية الوطنية. خروقات ولجان عشوائية من أبرز الأخطاء التي ارتكبها عبيابة إفراطه في إحداث لجان لتدبير، ما عطل المديريات المركزية، ضمنها لجنة لدراسة ملفات منح الاعتماد للأندية وطلبات الدعم المالي للجامعات. وشكلت هذه اللجنة ضربة قوية لمديرية الرياضات التي همشت بشكل كلي، بعد سحب البساط من تحت أقدامها، ومنح شؤونها لموظفين مقربين منه، قصد تمكينه من المسك بزمام الأمور، ضاربا عرض الحائط المراسيم والقرارات الوزارية. وأحدثت لجنة ضد القانون للنهوض بالرياضة، وحلت محل مديرية الرياضات المنظمة بمرسوم، وخلية لافتحاص الصفقات العمومية وتحديد دفتر الوصفات الخاص، إضافة إلى خلية محاربة العنف في الملاعب الموجودة منذ سنتين، وأخيرا خلية اليقظة لمحاربة «كورونا». وكلها خلايا أحدثت من أجل تهميش دور المديريات التابعة للوزارة، إذ تضررت مديرية الرياضات بشكل خاص من هذه القرارات الارتجالية. تقارير سوداء منذ تعيين عبيابة في أكتوبر الماضي، توصل المجلس الأعلى للحسابات ورئاسة الحكومة بتقارير سوداء عن أدائه في جميع القطاعات، خاصة في المجال الرياضي. ولم يجب عبيابة عن تساؤلات المجلس الأعلى للحسابات، أهمها المعايير المحددة من قبل الوزارة لمنح الدعم للجامعات، الذي دفعه إلى الالتفاف حول السؤال، وإحداث خلية للنظر في طلبات دعم الجامعات الرياضية. وترصدت رئاسة الحكومة عبيابة، بعد تقارير توصلت بها، حول تدبيره للملفات الرياضية، ومحاولته تنصيب مقربيه في الوزارة، كان آخرها رفض المجلس الحكومي تعيين كاتب عام مكان نادية بنعلي، الكاتبة العامة الحالية، وسعيه إلى تقزيم دورها، من خلال فرض التواصل مع مدير ديوانه عوض الكاتبة العامة، واتخاذه قرارات تدخل من اختصاصها. تعيينات مشبوهة بالغ عبيابة في تعيينات مشبوهة، لقيت الكثير من الانتقادات، أهمها تعيين مدير ديوان من مقربيه، قبل أن ترفض وزارة الاقتصاد والمالية هذا التعيين، بحكم أن السبعيني المعين، كان موظفا سابقا استفاد من المغادرة الطوعية، كما أنه حاول أن يعينه مستشارا قانونيا، غير أن المالية رفضت، لأنه لا يتوفر على الشروط التي يتطلبها هذا المنصب. كما استعان عبيابة بالحرس القديم في الوزارة، ومنحه جميع الصلاحيات للوقوف ضد المسؤولين الجدد، وشكل خلية من أربعة مسؤولين سابقين، واعتمد عليهم في تدبير المجال الرياضي. قرارات ارتجالية عرف عبيابة بقراراته الارتجالية في تدبير المجال الرياضي، من ضمنها إلغاؤه للألعاب البارأولمبية في شتنبر الماضي، بعد احتضان المغرب للألعاب الإفريقية في غشت الماضي، الشيء الذي أحدث ارتباكا للاتحاد الإفريقي المشرف على هذه الألعاب. كما تميز عرضه في البرلمان أثناء تقديمه للميزانية التوقعية، بعدم تضمنه للتبويب المالي بنسبة 90 في المائة، وأغفل الكثير من المشاريع المهمة، وضيع على المغرب فرصة ذهبية لإحداث الوكالة الوطنية لمحاربة المنشطات، المنصوص عليها في قانون التربية البدنية والرياضة. وركز عبيابة أغلب أنشطته في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كان مدمنا على نشر أخبار و»إنجازات» الجامعات والأندية الوطنية، كما هو الشأن بالنسبة إلى تبنيه الدعم المالي الذي قدمته الجامعات إلى الصندوق الخاص لمحاربة وباء «كورونا». مليار و800 مليون لجامعة محظوظة استفادت بعض الجامعات بشكل كبير من الدعم المالي الذي قدمه عبيابة لها بسخاء، في الوقت الذي حرمت منه جامعات أخرى، الشيء الذي يؤكد عدم توفره على معايير يستند إليها في توزيع الدعم على جميع الجامعات. ومن أبرز الجامعات التي استفادت من دعم عبيابة جامعة كرة القدم، التي توصلت في نونبر الماضي ب24 مليار سنتيم، كما توصلت جامعة فؤاد مسكوت بمليار و800 مليون، خلال الفترة بين أكتوبر ويناير الماضيين، رغم أن عدد الأندية المنخرطة بها لا يتعدى عشرة، ما أثار الكثير من التساؤلات حول سبب هذا السخاء. إنجاز: صلاح الدين محسن