جنود الخفاء في الرجاء… تعب وإخلاص ونكران للذات

أسماء تشتغل في الظل بعيدا عن الأضواء وترسم مسيرة التألق لفريق أعباؤه كبيرة لا يمكن للرجاء الرياضي أن يتنقل سواء داخل الوطن أو خارجه دون هؤلاء. رجال يضحون بالغالي والنفيس، في سبيل إراحة اللاعبين وطاقمهم التقني، ويحملون على أكتافهم أعباء التنقلات، ويساهمون بشكل أو بآخر في نتائج الفريق، بعيدا عن عيون الإعلام، ومفكرة المسيرين."الصباح الرياضي" وقف خلال رحلة تونس على العمل الذي يقوم به جنود الخفاء، في الوقت الذي يحظى فيه اللاعبون والمدرب بالإعجاب، ويتهافت المحبون على أخذ صور تذكارية معهم كما حدث في تونس. قد تكون تلك سنة كرة القدم داخل جميع الأندية، وليست حكرا على الرجاء، ولكن الأكيد أنها مع مدرب صارم، يحرص على كل صغيرة وكبيرة داخل الفريق، ولا يترك شيئا للصدفة، كما هو الحال بالنسبة إلى محمد فاخر، تبدو المهمة متعبة...إلى حد الإهانة. بوزرواطة... العلبة السوداء هذا الرجل الذي تجاوز عقده السادس، يمكن اعتباره العلبة السوداء للرجاء، فهو يختزن كل المعلومات الخاصة بالفريق، ويحفظ عن ظهر قلب مبارياته سواء داخل أرض الوطن أو خارجه منذ عقدين.إداري محنك، تربطه علاقات بكل موظفي المطارات داخل المغرب وخارجه، مكتبه في محفظته المتهالكة، وأرشيفه في ذاكرته القوية رغم توالي السنين. يوم الجمعة الماضي، كان أول من حضر إلى مطار محمد الخامس في الرابعة صباحا، وبعد أن قام بجميع الإجراءات الإدارية لكل أفراد بعثة الرجاء من فيهم الإعلاميون وحتى بعض المحبين، شرع في تسجيل الأمتعة بابتسامة عريضة، مع أنه لم يتناول وجبة الفطور، بعد أن طل عليه رفيق دربه، محمد رحيمي الملقب ب"يوعري"، وهو يجر طنا من الأمتعة. يوعري... حامل الأثقال وكاتم الأسرار محمد رحيمي (يوعري) ليس مجرد مكلف بالأمتعة داخل الرجاء، بل إنه ذاكرة حية، تروي في كل حين، حكاية فريق أمتع وأبدع عبر التاريخ، وأنجب أجيالا يحفظها يوعري عن ظهر قلب، بل إنه لعب معها قبل الحادث الأليم...عشقه للرجاء، وللبقاء بين أحضانه، دفعه إلى قبول أي مهمة مهما كانت متعبة، أخلص لكل المدربين الذين تولوا على تدريب الفريق، كان يقرأ أفكارهم، وينفذ تعليماتهم دون أن تصدر عنهم، كما هو الحال اليوم مع فاخر، وإن كان الأخير يحترمه ويقدر ولا يصدر إليه أوامر، لأنه عاشره لاعبا وإنسانا على امتداد أربعة عقود.في رحلة تونس لم يكن يوعري مكلف بالأمتعة فحسب، بل كان الونيس الذي يلجأ له كل أفراد البعثة، في لحظة شرود أو ملل.ينطق شعرا، ويحسن لعب الورق، واسألوا عنه مصطفى دحنان، رئيس لجنة التنظيم داخل الرجاء، الذي تكبد على يده الهزائم في رحلة بنزرت.رغم بنيته التي نال منها الزمان، فإنه حريص على أداء واجبه على أكمل وجه، فهو أول المستيقظين وأخر من يتوجه إلى غرفة النوم، كأي أب حنون يطمئن على فلذات كبده. البخاري... القطار السريع بسرعة البرق، تتلمذ هذا الفتى ذي الملامح الصحراوية على يد أستاذه يوعري، وأضحى يلفت الانتباه بسرعته في تنفيذ الأمور، تعدد مهامه.خدوم ومخلص وأمين صفات اجتمعت في البخاري الذي يحظى بثقة فاخر، فهو المكلف بأمتعة الجنرال، وحقيبته اليدوية، وساعي البريد الذي يبعث عبره فاخر رسائله الواضحة والمشفرة إلى اللاعبين.قوي البنية ومرهف الإحساس، يتعاطف مع جماهير الرجاء، ويبحث لهم عن سبل الاستمتاع بمعشوقتهم الخضراء، ولا يتوانى في تقديم المساعدة حين المقدرة.هو آخر من يجلس إلى مائدة الأكل، ونادرا ما يكمل وجبته لأن الواجب يناديه.في رحلة تونس، لفت الانتباه بحضوره الدائم، ليس في مربع العمليات، ولكن إلى جانب الجنرال، الذي وجد فيه ضالته، وخلصه من أعباء السؤال عن لوازمه... الطاقم الطبي... متعدد الاختصاصات إضافة إلى مراقبة ومعالجة اللاعبين والسهر على راحتهم، ومراقبة الوجبات الغذائية وتحديدها وفق برنامج علمي دقيق، يقوم الطاقم الطبي للرجاء الذي يتكون من الدكتور مصطفى البهليوي، اللاعب السابق في الفريق، ومساعده محمد بلكانة، الممرض الخبير، والمكون في المجال، إضافة محمد حلام، المعالج الطبيعي، القادم الجديد إلى القلعة الخضراء، ذي الطول الفاره، الذي يساعده على تقديم الخدمات في بعض المواقف الحرجة، والذي وجد له مكانا سريعا بين مكونات الرجاء، لخفة دمه، وتعدد مهامه، يشارك (الطاقم الطبي) في مهام أخرى، تخدم مصالح الرجاء...البهليوي، لأنه ابن الدار، ولاعب سابق، لا يبخل بالنصيحة عند الحاجة، وغالبا ما تراه رفقة هذا اللاعب أو ذاك، يمده بنصيحة، بعيدا عن مجاله، لكنها تنفعه في مسيرته لاعبا. أما بامحمد، البشوش، والممرض ذو الخبرة الكبيرة في المجال، فهو دائما رهن الإشارة، بابتسامته العريضة. إنجاز: نورالدين الكرف

جنود الخفاء في الرجاء… تعب وإخلاص ونكران للذات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مفتشية المالية تدقق في أموال صندوق تنمية الرياضة

الأسود وزامبيا في ثامن يناير

مقالات ذات صلة