السبتي: الجماهير خير مروج للكرة المغربية

الإعلامي بقنوات «بي إن سبور» قال إن نواقص وظواهر تشوب المنتوج الكروي الوطني قال أمين السبتي، الإعلامي المغربي في قنوات «بي إن سبور» الرياضية القطرية، إن البطولة الوطنية باتت على لسان الخليجيين، بالنظر إلى تطور المستوى في السنوات الأخيرة. وأوضح السبتي، في حوار مع «الصباح»، أن منافسة القنوات المغربية للمجموعة الإعلامية القطرية شبه مستحيلة، بالنظر إلى الإمكانيات الضخمة التي تتوفر عليها المجموعة، التي باتت من أكبر ثلاث مجموعات إعلامية في العالم. وأوضح السبتي أن النهوض بقطاع الإعلام الرياضي في المغرب، لا يحتاج بالضرورة لتدخل الدولة، بل إن التوفر على إمكانيات مالية والاعتماد على شباب مؤهل كافيان للرقي بهذا المجال. وفي ما يلي نص الحوار: هل ترى أن صورة الكرة المغربية تحسنت في دول الخليج في السنوات الأخيرة؟ دائما ما كان صيت كرة القدم الوطنية ذائعا في دول الخليج، خاصة في قطر، بالنظر إلى اللاعبين المغاربة الذين مروا في الدوري القطري، وتألقوا في الفرق المحلية، وتركوا بصمتهم، التي ساعدت فرقا على التتويج بالألقاب، وتحقيق إنجازات كبيرة. من جهة أخرى، وكما لا يخفى على أحد، ما تصنعه جماهير البيضاء الكبيرة من لوحات و فرجة وإبداع في المدرجات، بات على كل لسان، وهو نوع من الترويج لكرة القدم الوطنية، خصوصا ما حدث في الديربي العربي. بالإضافة إلى المتعة في المدرجات، كان سيناريو المباراة مجنونا، ما جعل صداها ينتشر ويصل إلى كل مكان، حتى من لا علاقة لهم بالرياضة، تعجبوا لما شاهدوه، وشدهم المنظر داخل أسوار ملعب محمد الخامس. لكن كل هذا لا يغطي بعض النواقص، التي وجب الاشتغال عليها، وبعض الظواهر التي وجب محاربتها، لإخراج المنتوج الكروي المغربي في أبهى حلة. هل يمكن اعتبار تجربة الصحافيين المغاربة في "بي إن سبور" ناجحة ؟ شخصيا اعتبر تجربتي بمجموعة قنوات "بي ان سبور" ناجحة إلى حد الآن، إذ منذ انتقالي إلى هذه القناة، مطلع 2011، قادما من القناة الثانية، عشت تجارب كثيرة، جاورت خلالها أفضل الصحافيين والإعلاميين بشكل عام، واكتسبت خبرات ولا زلت أستفيد منها، لذلك لا يمكن إلا أن أعتبر تجربتي ناجحة، وأتمنى أن يتواصل هذا النجاح، مع يقيني أن النجاح الحقيقي هو تمثيل بلدي أحسن تمثيل، في واحدة من أكبر القنوات في العالم، وأن أكون عند حسن ظن المتابع والمشاهد عموما. ما طبيعة التحديات التي مررت بها ؟ منذ التحاقي بمجموعة قنوات "بي إن سبور"، خضت تحديات كثيرة قد لا يعلمها المشاهد، إذ أن أول مباشر في مساري كان في هذه القناة، بما أن برنامج الموجز الرياضي الذي كنت أقدمه في القناة الثانية، كان يسجل، في الظروف نفسها التي أعمل بها على المباشر حاليا. كان لي أيضا شرف تقديم أول نشرة إخبارية في افتتاح قناة "بي إن سبور" الإخبارية، وإلى جانبي عملاق كبير في كرة القدم، والحديث عن باولو مالديني نجم ميلان الإيطالي، والزميلة خولة بلشهب. قدمت أيضا عددا من البرامج ... إلى جانب تقديم نشرات الأخبار، قدمت عددا مهما من البرامج، وكنت أيضا طرفًا في التغطية الميدانية للألعاب الأولمبية لندن 2012، بمهامها المختلفة، بالإضافة إلى تغطية كأس أمم أفريقيا 2013، دون نسيان التغطيات الداخلية، الخاصة بالنظر إلى ما تتوفر عليه مجموعة "بي ان سبور" من حقوق لمختلف الدوريات والرياضات في العالم. وفي الآونة الأخيرة اكتشفت نفسي في تقديم البرامج الرياضية الصباحية، بطابعها الخفيف، والقادم سيكون أفضل. هل أعطى الصحافيون المغاربة إضافة في القناة القطرية ؟ دون شك، هناك وجود مغربي وازن في قنوات "بي إن سبور"، ليس فقط على مستوى الصحافيين، لكن أيضا على المستوى الإداري. محمد عمور الإعلامي الوازن، هو مدير قناة "بي إن سبور" الإخبارية، ورجل بمسار مميز وثقافة واسعة، وأخلاق مشهود له بها من المغاربة وباقي الجنسيات، وكان وراء استقدام عدد كبير من المغاربة إلى القناة. بطبيعة الحال هناك صحافيون مغاربة مجتهدون ومشرفون، ولهم بصمة في القناة. ماذا تحتاج القنوات المغربية مستقبلا لمنافسة "بي إن سبور" ؟ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنافس قناة مغربية، مجموعة قنوات "بي إن سبور"، والسبب بكل بساطة هو أن "بي إن سبور" ليست مجرد قناة، بل هي مشروع دولة. فقطر انخرطت منذ مدة في مشروع الرياضة، من خلال استضافة أحداث رياضية كبيرة، طيلة أيام السنة وفي مختلف الرياضات، وإنشاء بنيات تحتية على أعلى مستوى، مجموعة "بي إن سبور" سابقا رأت النور لمواكبة هذا المشروع، وأنفقت ملايير الدولارات لشراء حقوق أكبر الدوريات الأوربية والعالمية، وحقوق بث أغلب التظاهرات الرياضية العالمية، وجهزت مقرها بأحدث التقنيات والأستوديوهات، وتعاقدت مع ترسانة من أفضل المذيعين والصحافيين والمراسلين، وما إلى ذلك، لتكون رقم واحد في العالم العربي، ومن بين ثلاث أحسن مجموعات رياضية في العالم. وبالتالي منافستها من قبل قناة مغربية في يوم من الأيام، هو أمر شبه مستحيل. هل ترى أن الرقي بالإعلام الرياضي، يجب أن يكون مشروع دولة بالمغرب ؟ من الصعب على أي دولة في العالم، استنساخ التجربة القطرية في المجال الرياضي. تبنت قطر مشروعا إعلاميا متكاملا، وليس فقط رياضيا إعلاميا، متمثلا في شبكة "الجزيرة"، التي تميزت ودخلت كل البيوت، وباتت ذات مصداقية عالية عند الجمهور العربي الواسع، ثم توسعت لتشمل لغات عدة، و فتحت مكاتبها في كل بقاع العالم، ثم جاءت بعدها قناة "الجزيرة الرياضية"، التي تحولت ل"بي إن سبور" حاليا، لتواكب هذا المشروع الإعلامي، عبر الاستحواذ على مجموعة من الحقوق الحصرية لأكبر الدوريات العالمية، والرياضات المختلفة. يتطلب مشروع مثل هذا، تخطيطا كبيرا، وخصوصا أموالًا طائلة لتنفيذه، والمغرب لا يتوفر على هذه الإمكانيات، وحتى إن توفرت، وجب استغلالها في قطاعات أساسية، مثل التعليم والصحة وأمور أخرى، تمس المواطن مباشرة، وتوفر له العيش الكريم. هل استغلت قطر عائداتها المالية الكبيرة؟ قطر هي ثالث بلد مصدر للغاز الطبيعي في العالم، ومن أكبر الدول المنتجة للنفط، وتوفر لمواطنيها أعلى دخل فردي في العالم، ونسبة البطالة فيها تكاد تنعدم، ناهيك عن حال قطاعي التعليم والصحة، اللذين لا تشوبهما شوائب. إذا استثمرت في الإعلام فلأنها تملك كل المقومات، وتمكنت من توفير كل الحاجيات الأساسية لمواطنيها، قبل التفكير في مشاريع مماثلة. يحتاج المغرب إلى سنين، لمجرد التفكير في تبني مشروع إعلامي مماثل. الرقي بالإعلام لا يحتاج بالضرورة إلى مشروع دولة. نحتاج فقط إلى توفير دعم محترم، وإعطاء الفرصة للكفاءات والطاقات الشابة، ومحاربة الزبونية والمحسوبية في التوظيف. ألا تشعر الفرق القطرية بالغيرة من الحضور الجماهيري الكبير في ملاعب البطولة الوطنية ؟ في قطر هناك أندية تتوفر على قاعدة جماهيرية كبيرة، مثل السد والعربي والريان وغيرها، لكن لا يمكن مقارنة الحضور الجماهيري في قطر بنظيره في المغرب، وذلك راجع للفارق الكبير في الكثافة السكانية بين البلدين، إضافة إلى أن هناك عامل الطقس. الحرارة المفرطة لا تساعد في قطر على الذهاب إلى الملعب في كل الأوقات، دون أن ننسى العادات والتقاليد، إذ أن جانبا من القطريين العاشقين لكرة القدم، يفضلون تنظيم لقاءات في المجالس ومتابعة المباريات سويا، على شاشة التلفاز، عوض الذهاب للملعب. لي من الأصدقاء من يعبرون عن إعجابهم بما تصنعه الجماهير المغربية في المدرجات، بالبيضاء أو الرباط أو طنجة أو غيرها من المدن، منبهرين بأساليب التشجيع والأهازيج والأجواء الاستثنائية. أجرى الحوار: العقيد درغام في سطور الاسم الكامل: أمين السبتي تاريخ ومكان الميلاد: 1985 بفاس متزوج حاصل على شهادة الباكلوريا تخصص أدب عصري بالرباط حاصل على إجازة في الصحافة السمعية البصرية بالبيضاء مقدم برامج سابق بالقناة الثانية صحافي ومقدم برامج ب"بي إن سبور" الرياضية القطرية

السبتي: الجماهير خير مروج للكرة المغربية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خلاف مع الركراكي يخرج السمومي من الفتح

رسالة رياضية: المعذبون في الفتح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات