تذاكر الديربي… فوضى واحتجاجات

طوابير طويلة ساعات قبل طرحها واحتجاجات على غلاء الأثمان لم تنتظر الجماهير التاسعة من صباح أمس (الخميس)، وهو توقيت طرح تذاكر الديربي العربي بين الرجاء والوداد للبيع، لتبدأ في التقاطر على الشبابيك بالوازيس ثلاث ساعات قبل الموعد المحدد. في جو بارد، وصمت رهيب، يخفيان شغفا وفرحة، بدأت عشرات الآلاف تتقاطر على شبابيك مركب الوازيس التابع للرجاء، وملعب الأب جيكو الذي خصصت شبابيكه لتذاكر جماهير الوداد، وهي تحاول أخذ مكانها لنيل تذكرة الديربي من الأوائل. وأمام هذا الحشد الكبير من الجماهير، كانت تعزيزات أمنية مقابلة، إذ عاينت «الصباح» وجود المئات من رجال الأمن وآخرين بزي مدني يسهرون على السير العادي للعملية، وتنظيم الصف الطويل والذي وصل إلى الشارع العام، ناهيك عن حضور مهم للقوات المساعدة، وفرق الدراجين. معاناة مستمرة رغم أن رجال الأمن الذين سهروا على عملية بيع الجزء الأول من تذاكر الديربي، وتنظيم العملية برمتها، وتفادي الفوضى، فإن ذلك لم يقلل من معاناة الجماهير، والتي اضطر بعضها إلى الوقوف في طابور طويل لمدة فاقت أربع ساعات، فقط لنيل تذكرة الديربي. وعاينت «الصباح» عياء بعض الجماهير، إذ استلقت على الأرض، وبعضهم فضل مغادرة الصف لعدم قدرته على تحمل الاكتظاظ والعياء، إذ كانت سيارات الإسعاف حاضرة في المكان أيضا، مستعدة للتدخل لإنقاذ أي شخص تعرض للإجهاد أو العياء أو الإغماء. ومع مرور الوقت، بدأ يلوح تذمر الجماهير بسبب تأخر وضع التذاكر، وهو الأمر الذي استشعره رجال الأمن، الذين طالبوا بطرح التذاكر بسرعة، لتفادي الفوضى وخروج الطوابير الطويلة عن السيطرة، خاصة أن أغلب الجماهير حلت بشبابيك ملعبي الوازيس والأب جيكو، قبل ثلاث ساعات على طرح التذاكر. تذاكر غير كافية لم يطرح المنظمون تذاكر الديربي كاملة أمس (الخميس)، إذ منحت 3000 تذكرة لجماهير الرجاء مقابل 7000 للوداديين، على أن يطرح العدد نفسه اليوم (الجمعة)، ابتداء من التاسعة صباحا، على غرار أمس (الخميس). وعزا المنظمون طرح 6000 تذكرة فقط للرجاويين، بحكم أنهم يملكون 13 ألف مشترك سيلجون ملعب محمد الخامس يوم المباراة ببطائق الاشتراك، بالإضافة إلى طرح 10 آلاف تذكرة عبر الأنترنت، بيعت كاملة في ظرف لا يتعدى 24 ساعة، وهو رقم قياسي. ولأول مرة، سينال الجماهير تذاكر مرقمة، تحمل رقم الكرسي، وهي بادرة جيدة من المنظمين لتفادي الفوضى، وبقاء البعض واقفا أثناء المباراة. وبحكم الحضور الجماهيري الكبير للشبابيك، كان من الأجدر أن تفتح شبابيك كثيرة لتسهيل المهمة أمام هذا الحشد الجماهيري، عوض واحد أو اثنين، يجعل المهمة بالنسبة للبعض مستحيلة. وعانت بعض الجماهير التي انتظرت طويلا أمس (الخميس)، بسبب انتهاء عملية البيع قبل أن يصلها الدور، وهو ما أثار غضب البعض، الذي اعتبر أن بحلوله مع الثامنة أو التاسعة صباحا، قد حضر في الوقت المناسب، لكنه وجد أمامه طوابير طويلة من الجماهير، التي فضلت الحضور إلى الشبابيك بعد الفجر بقليل. احتجاج على الأثمنة فضلت بعض الجماهير، التي حلت باكرا بشبابيك الوازيس، نقل غضبها من غلاء أثمنة مباراة الديربي للمسؤولين عن التنظيم، إذ اعتبروا أن اقتناء تذكرة ب 50 درهما للمدرجات العادية، أمر غير مقبول. ووصلت تذاكر المدرجات المكشوفة إلى 150 درهما، فيما وصلت تذاكر المنصة الشرفية 300 درهم. ومن المنتظر أن تستفيد خزينة الرجاء من عملية بيع التذاكر، إذ من المرتقب أن يحقق الفريق الأخضر أرباحا تقارب 200 مليون، وهو الشأن نفسه لإدارة الوداد في مباراة الإياب المقررة في 23 نونبر الجاري. وتستغل إدارتا الفريقين مباريات الديربي، من أجل إنعاش الخزينة، ناهيك عن مباريات أخرى مهمة بالبطولة والكؤوس القارية، والتي يملأ فيها الجمهور مدرجات «دونور» عن آخرها. واستفاد الفريق الأخضر الموسم الماضي من مليارين و201 مليون من عمليات بيع تذاكر المباريات، كما اعتبر أن إغلاق ملعب محمد الخامس في وجه النادي في النصف الثاني من الموسم، أثر بشكل كبير على المداخيل، مقدرا ضياع مليار ونصف في ستة أشهر فقط، وهو رقم كبير جدا. واعتبرت الجماهير الغفيرة التي حجت إلى شبابيك الوازيس والأب جيكو، أن ثمن 30 درهما الذي كان في السابق تباع به التذاكر «مقبول»، وطالبوا بالعودة إليه على الأقل في المباريات الكبيرة، مع تخفيضه في باقي مباريات الموسم. مباراة بشبابيك مغلقة بناء على الاكتظاظ الكبير الذي لقيته شبابيك الوازيس والأب جيكو، والإقبال المكثف على التذاكر، فإن المباراة ستجرى بشبابيك مغلقة، ولن تباع يوم المباراة قرب «دونور»، كما هي العادة بالنسبة لبعض المباريات الأخرى. وسيساعد هذا المعطى رجال الأمن، يوم المباراة، على ضبط بائعي التذاكر المزورة والسوق السوداء، خاصة أن البعض يعيد بيع تذكرته في بعض شوارع البيضاء والأحياء الشعبية بأثمنة مضاعفة لأكثر من 10 مرات. بالمقابل، علمت «الصباح» من مصادر مطلعة، أن رجال الأمن أنهوا ترتيبات الديربي، وأنهم سيفتحون أبواب «دونور» قبل المباراة بأربع ساعات، ليتسنى للجماهير ولوج المدرجات في أمن وسلام، بعيدا عن الاكتظاظ والفوضى، شريطة أن تحل أغلب الجماهير قبل المباراة بساعتين على الأقل. وتنطلق المباراة في السابعة، إذ سيحل رجال الأمن بالمركب في العاشرة صباحا، من أجل تنظيم مداخله وأبوابه، في انتظار تعليمات فتح الأبواب في الوقت المحدد. ومن المنتظر أن تكتظ مدرجات «دونور» بالجماهير، قبل ساعة من بداية المباراة، على أن تغلق الأبواب بعدها مباشرة. "جيش" إلكتروني لرصد السوق السوداء علمت «الصباح» أن متابعة الأمن لبيع التذاكر في السوق السوداء، لن تقف عند بعض الشوارع المعروفة بالبيضاء، وإنما سيترصد لها رجال متخصصون في الشبكة العنكبوتية، من أجل وضع اليد على المتورطين. وارتفعت نسبة بيع التذاكر بطريقة غير قانونية على الأنترنت بشكل كبير في الفترة السابقة، رغم وجود مشرف على هذه العملية في شخص شركة متخصصة، تتعامل معها إدارة الرجاء بشكل حصري منذ بداية الموسم الحالي، وأعطت أكلها إذ بات عشرات الآلاف يفضلون اقتناء التذاكر عبر الشبكة العنكبوتية، على أن يقفوا في طوابير طويلة منتظرين طرح التذاكر للبيع. ومن المنتظر أن ترصد أعين الأمن الإلكترونية هذه التجاوزات ابتداء من اليوم (الجمعة)، بعد نهاية عملية البيع تماما، من أجل إيقاف المتورطين وإحالتهم على القضاء، على أن تستمر العملية يوم المباراة غدا (السبت)، في بعض الأحياء التي تشهد ارتفاعا لهذه الظاهرة في كل مرة يلعب فيها الرجاء والوداد مبارياتهما الهامة محليا وقاريا. متابعة إعلامية غير مسبوقة عاينت «الصباح» وجود مراسلين وصحافيين ومصورين يمثلون قنوات دولية، لرصد بدء عملية طرح تذاكر الديربي العربي، انضاف إلى جيش من الصحافيين المحليين، الذين حلوا بالوازيس، من أجل متابعة العملية عن كثب. وبالإضافة إلى قنوات أبوظبي الرياضية، التي ستنقل الديربي العربي، غدا (السبت)، بشكل حصري، وبدأت في بث برامج وحوارات خاصة بالديربي منذ أيام من انطلاق المباراة، رصدت «الصباح» مصورين لوكالات أنباء فرنسية وصحافيين إماراتيين، أرادوا الوقوف عن قرب لمتابعة عملية بيع تذاكر الديربي. والتقط هؤلاء المصورون والصحافيون صورا ودونوا ملاحظاتهم، وهو ما ينذر بتسويق عالمي غير مسبوق للديربي العربي، الذي وصل صداه كل بقاع العالم. إعداد: العقيد درغام - تصوير: (أحمد جرفي وعبد الحق خليفة)

تذاكر الديربي… فوضى واحتجاجات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الكوديم" ينهي إضراب فرع الكرة

سلامي يغادر الجامعة في صمت

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات