ابتدائية مكناس … الاكتظاظ يهزم “الكليماتيزور”

التبزنيس وإهمال الأسرة يتصدران قائمة الملفات الجنحية التلبسية المدرجة إنجاز : خليل المنوني (مكناس) الساعة تشير إلى الواحدة والربع زوال الثلاثاء الماضي، عندما رن جرس القاعة رقم 1بابتدائية مكناس، أعقبه صوت جهوري للعون "محكمة"، إيذانا بافتتاح الجلسة الملتئمة للنظر في القضايا الجنحية التلبسية المدرجة في ذلك اليوم. دخول أعضاء الهيأة، المكونة من محمد عادل السعيد رئيسا، ويونس الهيباوي ممثلا للنيابة العامة، ومحمد الحداد كاتبا للضبط، وضع حدا للضجيج، الذي ساد أرجاء القاعة قبيل انطلاق الجلسة. كعادته افتتح رئيس الغرفة الجلسة بالنطق بالأحكام الصادرة، في الملفات التي تمت مناقشتها وحجزها للتأمل في جلسة سابقة، وهي القرارات التي تأرجحت ما بين الإدانة بثلاث سنوات حبسا نافذا وشهرين حبسا موقوف التنفيذ، في قضايا متعلقة بجنح حيازة وترويج المخدرات والسرقة والضرب والجرح بالسلاح الأبيض وعدم توفير مؤونة شيكات عند تقديمها للأداء، والنصب والعنف في حق الأصول وإهمال الأسرة والسكر العلني وحيازة السلاح بدون مبرر قانوني. حنكة الرئيس لم يكن إكراه تأخر إحضار بعض المعتقلين من السجن المحلي تولال2، المدرجة ملفاتهم، ليربك السير الطبيعي للجلسة، نظرا لحنكة وخبرة الرئيس، الذي راكم من التجارب ما يجعله قادرا على التعامل بلباقة مع مثل هذه المواقف، دون اللجوء إلى رفع الجلسة، في انتظار إحضار باقي المتهمين المعتقلين. شرع الرئيس في المناداة على المتهمين، وفق ترتيب الملفات الخضراء المكومة أمامه، وعددها 72 ملفا، يتابع فيها 75 معتقلا، ضمنهم امرأتان، وكلما تبين له أن اسم المعني بالملف لا يوجد ضمن طابور المعتقلين الموجودين بالقاعة ينتقل إلى الملف الموالي، وهكذا دواليك، إلى حين وصول الدفعة المتبقية من السجن، مع حرصه على الحفاظ على الترتيب القبلي للملفات. وهي العملية التي تتم بكل سلاسة، ويقابلها تفهم كبير من قبل أصحاب البذل السوداء، في شخص هيأة الدفاع. اكتظاظ كان أول ما يثير زائر ابتدائية مكناس، في ذلك اليوم الخريفي الحار، الاكتظاظ الكبير، الذي عرفته قاعة الجلسات رقم1، مقارنة مع باقي القاعات الأخرى، لدرجة أن أصحاب البذل السوداء وجدوا صعوبة بالغة في الوصول إلى المقاعد الأمامية المخصصة لهم، ما جعل محامية تستأذن بعض المرتفقين السماح لها بالدخول إلى القاعة، كان ذلك لحظات قليلة قبل انطلاق الجلسة. عرف عن القاضي، رئيس الغرفة، حزمه الشديد في ضبط كل صغيرة وكبيرة داخل القاعة، "البق ما يزهق"، كما يقال، احتراما منه لهيبة وقدسية المحكمة، لذلك لا يتأخر في مطالبة رجال الأمن، المكلفين بالسهر على السير العادي للجلسة، بإخلاء الممر الفاصل بين مقاعد الرجال والنساء من جميع المرتفقين، "السي الضابط خوي ليا الكولوار، ما نبغي حتى شي واحد يبقى واقف فيه، واللي ما بغاش يدخل للداخل خرجو على برا، راه ما عندناش هنا الفوضى". استسلام"الكليماتيزور" كان لتزامن وقت انعقاد الجلسة زوال يوم حار وقائظ، مع الزحام الشديد داخل القاعة، تأثيره الكبير على درجة الحرارة داخلها، إذ وجدت مكيفات الهواء نفسها عاجزة بالمرة عن تلطيف درجة حرارة، كاد ارتفاعها أن يجثم على أنفاس مؤثثيها، بمن فيهم الرئيس، الذي كان بين الفينة والأخرى يستعين بمنديل ورقي(كلينيكس) لتجفيف العرق المتصبب من جبينه، قبل أن يستنجد هو وزميله في القضاء الواقف بقنينتي ماء معدني، من الحجم الصغير، أحضرهما لهما أحد الأعوان للارتشاف منهما، في حين اضطر بعض المحامين إلى التلويح بملفاتهم يمنة ويسرة طلبا لهبة نسيم "كرتونية". "تبزنيس"وإهمال الأسرة أهم ما ميز الجلسة، التي حضرتها"الصباح"، تصدر الملفات المتعلقة بـ"البزناسة" و"مهملي الأسرة" لائحة القضايا الجنحية التلبسية المدرجة، إذ بلغ عدد الأولى 16 ملفا، قررت المحكمة اعتبار جاهزيتها ومناقشتها، قبل حجزها للتأمل والنطق بالأحكام في جلسة ثامن أكتوبر الجاري. تنازل جميع المتهمين من أجل"التبزنيس" عن مقتضيات المادة 385 من قانون المسطرة الجنائية، مفضلين الدفاع عن أنفسهم. وعن المنسوب إليهم أجابوا جميعا بالإنكار، باستثناء متهم واحد، اختار التغريد خارج السرب، عندما اعترف بترويجه للمخدرات، ملتمسا من المحكمة الرأفة به" شوف فيا لوجه الله أسي الرئيس، راه كون لقيت الخدمة ما نقربش لهاد الحرفة". من جهتها، بلغت أرقام ملفات المتابعين من أجل الإمساك عمدا عن النفقة، 11 ملفا بالتمام والكمال، نوقشت هي الأخرى وحجزت للتأمل. وهي الملفات التي صرح أصحابها أنهم عاجزون عن تسديد ما بذمتهم من واجبات النفقة على أولادهم وزوجاتهم بسبب قلة ما باليد.

ابتدائية مكناس … الاكتظاظ يهزم “الكليماتيزور”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تأجيل محاكمة ملياردير مالي

ابتزاز إلكتروني للضغط على القضاة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات