ثالوث الجنس والدين والسياسة يعيق عمل الفكاهي

عاطر قال إن الجمهور المغربي يستهلك الفكاهة الأجنبية رغم خوضها في الطابوهات ولا يقبلها من الفكاهي المغربييعتقد الفنان الفكاهي محمد عاطر، أن الكوميديين المغاربة هم الأحسن بالمقارنة مع فكاهيي بلدان أخرى، لأنهم يشتغلون ضمن مجال ضيق، يكبلهم ويعيق عملهم. وقال، في اتصال مع "الصباح": "حين تشتغل وتستحضر الوازع الديني وما هو سياسي وجنسي، يبقى المجال ضيقا، وهنا تكمن الصعوبة التي تعيق عمل الفكاهي".واعتبر عاطر أن الثالوث المحرم الجنس والدين والسياسة ، له علاقة بطبيعة المجتمعات التي يشتغل فيها الفكاهي، ففي المجتمعات المسلمة مثل مجتمعنا، الاشتغال على تيمة الدين في عمل كوميدي ليس مرحبا به، كما أن الحديث عن الجنس يجب أن يكون مدروسا ويتطلب أن يرقى الفكاهي بهذه التيمة إلى مستوى عال وأن يرقى الجمهور معه في الوقت نفسه، أما السياسة، فهي التيمة الأساسية، بل الضرورية، في كل عمل فكاهي، وحتى إن حاول الفكاهي الاقتصار على القضايا الاجتماعية، فلا يمكنه أن يفصل ما هو اجتماعي عن ما هو سياسي بالنظر إلى العلاقة الجدلية بينهما، يقول عاطر. ثم يضيف خلال الاتصال نفسه "لكل هذا، نظهر أقزاما في التلفزيون، وحين يجمعنا الحديث مع الناس في إطار شخصي يتساءل أغلبهم أمامنا: قتلة ديال الضحك معاكم ولكن فالتلفزيون كا تبانو عيانين".وأوضح عاطر أن الجمهور المغربي يستهلك الفكاهة الأجنبية، حتى وإن كان موضوعها من الطابوهات، ويعتبرها الأفضل، وذلك طبيعي نظرا لأن مجال السخرية فيها واسع وغير محدود، لكن حين يتعلق الأمر بالفكاهيين المغاربة، لا تقبل منهم هذه النوعية من الفكاهة، وقد تزج بهم في أمور أبعد من مجرد السخرية والضحك.وأضاف صاحب البرنامج المتميز "ريحة الدوار"، أن طبيعة المجتمعات هي التي تفرض على الفكاهي انتقاء المواضيع التي يمكنه أن يخوض فيها والابتعاد عن أخرى قد لا تروق المتلقي، وذكر بنماذج فكاهيين كانت لهم تجارب ناجحة في فرنسا مثلا، واشتهروا من خلال أعمالهم التي لا تخلو من جرأة وحديث في الجنس والدين والسياسة، بل أصبحت لديهم مكانة مميزة لدى الجمهور المغربي نفسه، لكن هؤلاء الفكاهيين أنفسهم حين يقدمون عروضهم في المغرب، يراعون خلالها العديد من الأمور. وأشار عاطر إلى أن الفكاهي يفرض الرقابة على عمله وفقا لتجارب سابقة، إما تم رفضها أو خلقت جدلا، وقال "من المتعارف عليه أن موضوع الجنس مثلا لا يمكن أن يمر في التلفزيون... في السياسة مثلا، تغيرت الأمور خلال السنوات الأخيرة، وأصبح الفنانون يتجرؤون على الخوض في المواضيع السياسية. سلسلة مثل العام طويل التي عالجت الواقع التعليمي في بلادنا لم تكن لتمر في التلفزيون في عهد سابق...". وأضاف عاطر: "أتذكر أنه في سنة 1999، رفض التلفزيون المغربي عرض إحدى السلسلات التي كتبتها بشراكة مع أحد الصحافيين، بدعوى جرأتها الكبيرة، وكانت تتحدث عن المفهوم الجديد للسلطة الذي بدأ تداوله في ذلك الوقت، من خلال ما يقع في إحدى المقاطعات حيث الكل يشتغل بالنظام الإلكتروني والموظفون يرتدون ثيابا أنيقة ولا وجود لشواش أو فوضى داخل المرفق، وهو ما دفع بأحد المواطنين، غير المتعودين على النظام الجديد، والذين يحنون إلى الماضي القريب، إلى رفع شكوى إلى العامل، بعد أن حصل على بطاقته الوطنية في مدة قياسية، لكنه حين وجد العامل يقف في الصف مع المواطنين من أجل الحصول على وثيقة داخل المقاطعة نفسها، أصيب بصدمة وعواج ليه فمو...".نورا الفواري

ثالوث الجنس والدين والسياسة يعيق عمل الفكاهي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أرباح اتصالات المغرب تتراجع بـ22 في المائة

4500 رجل أمن لمباراة الرجاء وبرشلونة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات