״طريـق الكـارة״ … حفـرة لكـل سائـق

الطريق الرابطة بين جماعات أولاد زيان وقصبة بنمشيش وجاقمة حولت حياة مستعمليها إلى جحيم "الداخل ليها مفقود والخارج منها مولود"... مثل يصلح إسقاطه على طريق الكارة الرابطة بين مديونة وابن أحمد في اتجاه خريبكة، التي تقتسم نفوذها ثلاث جماعات قروية، وهي أولاد زيان وقصبة بنمشيش وجاقمة، بسبب تردي وضعية طريقها الإقليمية التي تعتبر المنفذ والمسلك الوحيد الذي يستعمله السائقون للوصول إلى الأماكن التي تتضمن مصالح لا يمكن الاستغناء عنها بأي وجه كان. تكفي السائق مغادرة طريق مديونة حتى تتحول حياته إلى جحيم لا يطاق، بفعل التدهور الكبير لحال الطريق الإقليمية التي تمتد من البيضاء إلى ابن احمد وخريبكة، نتيجة لعدم تزفيتها منذ عقود طويلة، إذ أدى إهمالها إلى تحولها إلى حفر كبيرة تتوسط الطريق. ترحيب خاص بمجرد توغل السائق داخل طريق "الكارة" يتلقى ترحيبا منقطع النظير بإشعاره بهزات تجعل سيارته أو شاحنته على وشك الانقلاب بفعل سقوطها وسط حفر عميقة وأخرى مملوءة بالحجر والأتربة، ليتحول الوضع إلى مشهد على شكل تموجات. أصبح استعمال الطريق التابعة لجماعة أولاد زيان وقصبة بنمشيش وجاقمة شبحا يقض مضجع السائقين، فعلى امتداد الطريق التابعة للجماعات القروية الثلاث، يصادف السائقون بمختلف أنواع المركبات، حفرا صغيرة وكبيرة الحجم، وأتربة وحجارة تحول دون قدرتهم على مواصلة السير بشكل عاد وسليم، فمهما كان شكل السيارة والشاحنة إلا وتجد صعوبة كبيرة في السير، أما أصحاب السيارات الفخمة والرباعية الدفع فلن يستثنوا من المعاناة، إذ يكفي سائقها السير بسرعته التي اعتاد السياقة بها في الطريق المعبدة حتى يسقط في حفرة عميقة أو تحتك عجلات سيارته بحدة، إذا ما فكر في كبح السرعة لتفادي خطر انقلاب سيارته. مخاطر وتهديدات كشف عدد من مستعملي الطريق غير المعبدة، في حديث مع "الصباح"، حجم الخوف الذي يسيطر عليهم بسبب الخطر الذي يتهدد حياتهم بشكل يومي، لأن الحفر أدت إلى إحداث أعطاب بسياراتهم وكذا شاحناتهم. وأضاف سائقو الشاحنات ذوات الحمولة والأوزان الثقيلة أن كثرة الحفر التي تصادفهم في الطريق، جعلتهم يعانون الأمرين، فإما انقلاب العربات التي يسوقونها وارتكاب حوادث سير باصطدامها مع سيارة قادمة من الجهة المعاكسة، أو تضرر عجلاتها وما يعنيه ذلك من خسائر مادية جسيمة، باعتبار أن كل عجلة من النوع الرفيع تساوي 5500 درهم، إذ هناك من الشركات التي تتجاوز خسائرها أكثر من 33 ألف درهم يوميا. أحمد، سائق شاحنة من الحجم الكبير، قال إن استعماله بشكل يومي الطريق من البيضاء إلى جماعة جاقمة التي توجد بها الشركة التي يعمل بها، وما يعنيه استعماله الطرق التابعة للجماعات الثلاث، جعله مضطرا إلى استبدال العجلات بشكل دائم نظرا للضرر الذي يلحقها بفعل الحفر المنتشرة بشكل مثير. وأضاف السائق "صاحب الشركة التي أعمل فيها، أصبح شغله الشاغل التأشير على إصلاح الشاحنات والسيارات التابعة له، فالسائقون الذين يعملون لديه عوض تسلم وتسليم الشحنات من وإلى أصحابها في الوقت المحدد، أصبحوا يقضون يومهم في مراكز الإصلاح، وهو ما تسبب للشركات في خسائر مالية كبيرة سواء تداعيات ضياع الوقت وإلغاء الزبناء لطلبياتهم أو تكلفة استبدال العجلات وإصلاح الأعطاب التقنية التي تحل بتلك العربات". حقبة الاستعمار كشف عدد من مستعملي الطريق في تصريح ل"الصباح"، أن طريق "الكارة" التي أصبحت تُلقب ب"طريق قندهار" تعود إلى عهد الاستعمار، فمنذ تلك الحقبة لم يكلف القائمون على تلك الجماعات الثلاث أنفسهم تجديدها وتوسعتها، أو حتى إصلاحها بتزفيتها، مكتفين ببعض الحلول الترقيعية. وأوضح بعض السائقين أن رئيس جماعة أولاد زيان القروية، تفاعل مع شكاياتهم وأعلن أنه بصدد إصلاح الطريق التابعة لنفوذ الجماعة التي يسيرها، مشيرين إلى أنهم ينتظرون الوفاء بتعهداته خلال الأيام المقبلة، في حين أن الجماعات الأخرى لم تحرك ساكنا, رغم أن رؤساءها وأعضاءها يستعملون تلك الطريق في تنقلاتهم. كف عفريت حفرة لكل سائق شعار نال من حظه مستعملو الطريق الإقليمية التي تربط بين البيضاء وابن أحمد وخريبكة بواسطة طريق "الكارة"، والتي تمر على ثلاث جماعات لم تستطع أي منها إصلاح الطريق التي تمر من حدودها، فمع كل اصطدام بالحفر التي تملأها تتآكل العجلات وممتص الصدمات، كما أن السائق والركاب يهتزون داخل السيارة عند الوقوع في الحفر والاصطدام بالحجارة المستعملة، لإخفاء عيوب طريق مصير مستعمليها أصبح في كف عفريت. إنجاز : محمد بها / تصوير (عبد اللطيف مفيق)

״طريـق الكـارة״ … حفـرة لكـل سائـق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التدقيق في وثائق قروض مقاولات صغرى

المبصاريون يرفضون وصاية أطباء العيون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات