الخليفة … معارض أم غاضب من الإبعاد؟

قدماء القبة 7 تحتفظ "ذاكرة" قبة البرلمان بأسماء برلمانيين مروا أو مازالوا متمسكين بالمقعد البرلماني، برلمانيون ميزوا نقاشاتها بتدخلات أو غضبات أو حركات ما زال البعض يتذكرها. في هذه الحلقات نسلط الضوء على مجموعة من قدماء القبة وأهم ما ميز مسارهم داخلها... عبدالله الكوزي مولاي امحمد الخليفة مراكشي عايش كل مراحل تطور حزب الاستقلال. بدأ ينحرف يسارا منذ أواخر ولاية عباس الفاسي. نقول ينحرف جهة يسار حزب الاستقلال وليس نحو اليسار. كما انعطف بشكل كبير نحو الإسلاميين بكل تلاوينهم. فقد وصفه عبد السلام ياسين، مؤسس جماعة العدل والإحسان، المحظورة بأنه رجل استثنائي وأنه مدرسة في الصبر، واحتفى به الإخوان كثيرا، وارتمى في أحضان عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعزول وأمين عام العدالة والتنمية السابق وصاحب الولاية الثالثة، ودافع عنه بقوة. اختلط لدى الخليفة التاريخ السياسي بحاضر المغرب. وصف الحرب بين العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، بأنها شبيهة بتصدي حزب الاستقلال لجبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية، التي أسسها بداية ستينات القرن الماضي المستشار الملكي أحمد رضى كديرة، وتصديه لحصول التجمع الوطني للأحرار فور تأسيسه من قبل صهر الملك أحمد عصمان نهاية سبعينات القرن الماضي على أغلبية المقاعد البرلمانية. عمليا ومنطقيا لا يمكن بتاتا المقارنة بين العملين. في الأول كان هناك تيار يسعى لمزيد من الهيمنة تصدت له المعارضة خصوصا الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال بشكل نسبي، إذ ظل بدوره لكثير من الوقت في دواليب السلطة، أما في الثاني فإن الأمر يتعلق بتنافس عمن يخدم المخزن أكثر. لقد ظل عبد الإله بنكيران يكرر مرارا "أنا ما باغيش نصطدم...اللي بغا رجل صدامي يشوف غيري". هذا ما كان يقوله في العلن أما في الاجتماعات وفي الصالونات، وعندما كانت الأحزاب تدافع عن مزيد من الصلاحيات كان الحزب الإسلامي يقول إنه يريد تطبيع وضعه في المشهد السياسي ويكفي أن ترضى عنه الجهات العليا. لسنا في وارد التدقيق في صواب هذا الرأي أو خطئه، ولكن في خطأ المقارنة التي عقدها مولاي امحمد الخليفة. يرى البعض أن الخليفة ليس معارضا كما يبدو للملاحظ ولكنه يعبر عن غضبه بعد استبعاده من الوزارة، إذ سبق أن تولى منصب وزير الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري، لكن عوائق كثيرة حالت دون استوزاره مرة ثانية، وعلى رأسها عدم معرفته باللغات الأجنبية إذ لا يتقن غير العربية، مما يعيق التواصل مع الوفود الأجنبية، خصوصا في اللحظات غير الرسمية التي تعتبر أساسية في صناعة القرار. رفض الترشح في الانتخابات الجزئية سنة 2008 لأسباب اعتبرها وجيهة وعلى رأسها التقطيع الانتخابي، بينما يرى آخرون أنه لم يكن يتوفر على حظوظ للفوز بمقعد برلماني مرة أخرى، ولهذا اختلق قصة التقطيع غير السليم وحتمية تزوير الانتخابات، وكان حينها عضوا في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إذ لم يستطع إقناع القيادة الحزبية بإصدار موقف حازم تجاه العملية، ورد ذلك إلى أن عباس الفاسي الأمين العام للحزب هو نفسه الوزير الأول ويسعى إلى إبراز المنجزات ويكف عن انتقاد الهفوات، وأصبح الخليفة صوتا نشازا في اللجنة التنفيذية للحزب. منذ ذلك التاريخ لم يعد له ذكر في المشهد السياسي، غير أنه انحاز إلى الأصوات النشاز كي يبقى على قيد الحياة السياسية، وتراه موقعا على كل عريضة يصدرها بعض المعارضين، حتى لو تعارضت مع مبادئه، التي نسيها في خضم البحث عمن ينتبه إليه. ومن آخر خرجاته المثيرة دفاعه المستميت عن تقاعد بنكيران الاستثنائي، البالغ سبعة ملايين سنتيم شهريا حتى لو لم يساهم ولو بدرهم في صناديق التقاعد، وقال إنه ليس ريعا بتاتا، بل هو مستحق، مثلما استحقه آخرون من قبله.

الخليفة … معارض أم غاضب من الإبعاد؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

برقية تهنئة من الملك إلى رئيس إيطاليا

شبهات تطوق الترخيص لتجزئة برلماني نافذ

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات