الرميد… “الراس سخون”

ساسة على سكانير هند 8 "الصباح" تنشر حلقات تفك شفرات الخطاب غير اللفظي لمسؤولين وصناع القرار عاشت أجيال من المغاربة مع بعض السياسيين سنوات كانوا فيها، وما زالوا، حاضرين بقوة، رافضين الانزواء أو الخروج من دائرة الضوء. شخصيات نعرفها من خطاباتها وتصريحاتها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. في هذه السلسلة، نعرّف القارئ على مجموعة من هذه الشخصيات، من زاوية مختلفة هي زاوية معالجة الخطاب غير اللفظي وتحليل ما خلف الحركة، تقدمها هند كاسيمي، الخبيرة في "الكوتشينغ" الاحترافي الخاص بالسياسيين ورجال الأعمال وفي الخطاب غير اللفظي و"الميديا ترينينغ". إنجاز: نورا الفواري الصورة جزء لا يتجزأ من خطاب رجل السياسة. والجمهور يكوّن صورة معينة عن رجل السياسة، من خلال طريقته واختياراته في اللباس. لكن يبدو أن هذا المعطى يغيب تماما عند مصطفى الرميد، الحامل لحقيبة حقوق الإنسان في حكومة سعد الدين العثماني، الذي لا يخدم هندامه رسالته. يميل الرميد إلى ارتداء قمصان بدون أكمام، رغم أن القميص الأبيض بالأكمام هو عنوان أناقة ملحوظة، مثلما أن البذلة ذات الألوان الداكنة تزيد "كاريزمية" رجل السياسة. إن "لوك" الخطيب أو السياسي يجب أن يكون منسجما مع المنصب الذي يشغله، لأنه يؤثر ويلعب دورا كبيرا في تسهيل عملية التواصل الإعلامي. وغالبا ما يهمل السياسيون هذه النقطة رغم أن الهندام إستراتيجية مهمة في التواصل غير الشفوي. إنه ضرورة وليس ترفا. يتحكم الرميد في كلامه ويعرف جيدا ما يقوله، والدليل تنفسه الهادئ. لكنه، حين يغضب، يحبس أنفاسه، لثوان قليلة لا يكاد يلحظها أحد، وهذا إن دل على شيء في مجال قراءة السلوك غير الشفوي، فعلى غياب الصدق في الخطاب وعلى وجود صراع بين ما يقوله الشخص، وبين ما يفكر فيه فعلا. وعموما، على السياسي أن يتواصل بعقلانية ورزانة. عليه أن يكون مثل "بلدوزر" ويعرف كيف يحافظ على هدوئه. لدى الرميد أيضا صعوبة في نطق الكلمات أحيانا، بسبب عيب في لسانه. النطق عامل مهم وأساسي في كل خطاب والخطيب الجيد هو الذي يعرف كيف يشتغل على طريقته في نطق الكلام. لأن النطق الجيد يمنح كلام الخطيب وضوحا. يغمز الرميد بعينيه أحيانا بشكل مبالغ فيه، خاصة حين يريد أن يرد على جواب محرج. رفة العين تدل على أن الشخص يبحث عن مخرج أو حل لمأزق وضع فيه ويفكر داخليا في كيفية الخروج منه والتملص من الفخ. إنها حركة مألوفة بالنسبة إلى السياسيين، حين يكونون مضطرين إلى الحديث في موضوع لا يرتاحون له. يتمتع الرميد بالكثير من الحركية أثناء الحديث، وهي تواكب وتؤكد الكلام الصادر عنه. حركاته من أعلى الجسد تدل على شخصية تريد الإقناع أو في وضعية دفاع. تتكامل الحركة مع الكلمة. والشخص الذي يتحدث بدون حركات، هو شخص يريد إخفاء شيء ما أو يفتقد الصدق. في المقابل، الشخص الذي يتحدث بالحركة دون أن يواكبها كلام منسجم، أو الذي يكثر من الحركات، يكون مضغوطا أو قليل الثقة في النفس. الجواب لدى الرميد جاهز دوما، أو مثلما يقول التعبير الدارج "جوابو على نابو". كما أنه يتقن عملية الهجوم المضاد، وهي ميزات تجعله متفوقا على محدثه وقادرا على إسكاته. الشرس يحمل مصطفى الرميد، الدكالي، "ولد" سيدي بنور، حقيبة ثقيلة عليه وتتعارض أحيانا كثيرة مع مرجعيته الدينية "الإسلاموية"، هو المتزوج من امرأتين، والذي لا يجد حرجا في الدفاع عن حقوق المرأة في المؤتمرات الدولية، بصفته وزيرا لحقوق الإنسان. كان الرميد عضوا نشيطا ومزعجا للدولة في العديد من المحطات، ذات معارضة. خطابه شبه المتطرف دفعها، إلى محاولة إدماجه وفتح الحوار معه في العديد من الملفات الحيوية، باعتباره واحدا من أهم العناصر داخل "العدالة والتنمية". طبعه الشرس، الذي رافقه منذ انتمائه إلى حركة الإصلاح والتوحيد، تراجع مباشرة بعد استوزاره. فحب الكرسي ليّن مواقفه وأرجعه "لايت" ومن أشد المدافعين عن البقاء في الحكومة، ولو بحقيبة "شايطة" لا تليق بقيمته زعيما لأكبر حزب في المغرب، حصد أغلبية أصوات الناخبين، وواحدا من أهم صقوره.

الرميد… “الراس سخون”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المعارضة تطالب العثماني بالاستقالة

الشاذلي ... أفضال والدي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات