سكان في بني يخلف يتنفسون تحت الماء

فيلات تغمرها المياه منذ سنوات ومشروع ربط التجزئة بقنوات الصرف الصحي مؤجل لا تبعد جماعة بني يخلف عن المحمدية سوى بأقل من سبعة كيلومترات، غير أن هذه المنطقة التي أضحت تابعة لمدينة الزهور منذ سنة 2004، ما يزال الطابع القروي يغلب عليها في غياب البنيات التحتية الضرورية. بين المناطق الأكثر تضررا بهذه الجماعة تجزئة بني يخلف، التي أضحى سكانها مضطرين إلى التعايش مع أوضاع قاسية نتيجة غمر المياه لمساكنهم، وتحول بعض أركان الحي إلى مستنقعات تنبعث منها الروائح النتنة، الأمر الذي دفع بعضهم إلى الرحيل، بينما وجدت الأغلبية نفسها مجبرة على التعايش مع واقع مزر يقابله استخفاف من الجهات المسؤولة. "تركت عملي وأسرتي في فرنسا، وجئت إلى هنا بعد أن توصلت بخبر عن غمر المياه للفيلا التي أملك... الخسائر لا يمكن حصرها، ومعاناتنا في هذه المنطقة سواء في فصل الشتاء أو الصيف، لم تدفع السلطات إلى التعجيل بإجراءات ربط حي الفيلات الذي أقيم فيه بقنوات الصرف الصحي"، الكلام لمهاجر مغربي يملك فيلا بجماعة بني يخلف غمرتها مياه الفيضانات، والسبب إهمال الجهات المسؤولة، رغم توجيه عشرات المراسلات إلى جميع المصالح المعنية.معاناة منذ أزيد من 26 سنةمع بداية كل فصل شتاء ومنذ أزيد من 26 سنة يضطر سكان تجزئة بني يخلف إلى شراء مضخات لشفط المياه التي تغمر فيلاتهم، وتتسبب لهم في خسائر في التجهيزات والآلات المنزلية، كما تؤثر سلبا على الوضعية الصحية للمقيمين في الحي، بل إن بعض المواقع في التجزئة تحولت إلى ما يشبه مستنقعات، كانت وراء إصابة بعض أبنائهم بأمراض جلدية وتنفسية. لم يكن هذا المهاجر المغربي الوحيد من ملاك الفيلات بتجزئة بني يخلف التابعة لعمالة المحمدية، الذي اضطر إلى ترك عمله وأسرته في الخارج، والقدوم إلى هنا للتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن غمرت المياه الفيلا التي يملك منذ أزيد من 25 سنة، بل إن أزيد من عشرة مغاربة يقيمون في دول أوربية، ومتقاعدون في قطاع التعليم وبعض الوظائف العمومية، اعتمدوا على سواعدهم لإنقاذ ممتلكاتهم بعد أن غمرت المياه فيلاتهم، وذلك بعد أن لم تفدهم الاتصالات المتكررة بالمصالح المختصة، ولم يكن أمامهم من سبيل سوى البحث عن من يساعدهم من المواطنين لإنقاذ بعض الأثاث، رغم أن أغلبهم لم ينجح في ذلك لسبب وحيد أن الكهرباء انقطع في اليوم الذي غمرت فيه المياه مساكنهم.متضررون وخسائر يقول أحد المتضررين من المقيمين في تجزئة بني يخلف "قطع التيار الكهربائي وكانت مساكننا قد غمرتها المياه، وكان همنا الوحيد إنقاذ الأثاث والأجهزة الكهربائية مثل الثلاجات والتلفزات والأفران، لتفادي اندلاع حرائق، لكن قطع التيار الكهربائي لم يسعفنا في ذلك، ولذلك كانت الخسائر كبيرة".وفي تعليقه على ما وقع يقول متقاعد يقيم في الحي نفسه "نحن نعاني منذ أزيد من عقدين وفي كل فصل شتاء نقتني مضخات لشفط المياه التي تغمر مساكننا، والمؤسف أن الجهات المسؤولة على علم بمشاكلنا وبالحالة المزرية التي نعيشها وبتحول بعض أركان الحي إلى مستنقعات تنبعث منها الروائح القذرة، ورغم كل ذلك لم تتدخل لربط التجزئة بقنوات الصرف الصحي، ولقد وجهنا عدة نداءات وملتمسات إلى جميع المسؤولين للمساعدة في تسريع إجراءات الربط، لكن لا حياة لمن تنادي".وحصلت "الصباح" على نسخ من عدة مراسلات وجهت إلى كل من عامل مدينة المحمدية ومدير مؤسسة ليدك، إضافة إلى رسائل وجهها مهاجرون يملكون فيلات في تجزئة بني يخلف إلى مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين في الخارج، ناشدوا من خلالها السلطات المسؤولة التدخل لرفع المعاناة عنهم وربط الحي بقنوات الصرف الصحي.تأسيس ودادية وقفت "الصباح" خلال زيارتها لتجزئة بني يخلف على حجم الضرر الذي تسببت فيه الأمطار التي تهاطلت خلال المدة الأخيرة ومعاناة السكان الذين ما يزالون منكبين بوسائلهم الخاصة على إخراج المياه التي غمرت مساكنهم.ووقع العشرات من سكان التجزئة عرائض احتجاج وجهوها إلى السلطات المحلية وعمالة المحمدية وشركة ليدك للإسراع بعملية ربط حي الفيلات بشبكة قنوات الصرف الصحي.وفي ظل معاناة يومية وتباطؤ السلطات لجأ سكان الحي إلى تأسيس ودادية العمل الاجتماعي والتنموي لتجزئة بني يخلف (أسست سنة 2003)، ووجه أعضاء مكتبها عدة مراسلات إلى السلطات والشركة المعنية بالتطهير وصرف المياه، للوقوف على المشاكل التي تحول دون البدء في أشغال الربط بشبكة الواد الحار.وحسب الودادية، فإن سكان التجزئة يعانون مشاكل يومية بسبب تدفق المياه من مختلف الجهات والمصادر وما تخلفه من مستنقعات وروائح قذرة وأوحال تضر بالصحة والبيئة ووضعية الطرق، ولم تفد المراسلات التي وجهت إلى السلطات المحلية وإلى مسؤولي جماعة بني يخلف في رفع الأضرار عن السكان لتوفير حياة نظيفة وسليمة لهم ولأبنائهم.وعود مؤجلة سبق للودادية نفسها أن طلبت عقد لقاءات مشتركة بمقر جماعة بني يخلف بين الأطراف المعنية لأجل التوصل إلى إجراءات عملية لرفع المعاناة عن سكان التجزئة، لكن لم تفد جميع المساعي في التعجيل بربط الحي بقنوات الصرف الصحي، وهو ما دفع السكان إلى التفكير في أشكال أخرى للاحتجاج للفت الانتباه إلى وضعهم الاستثنائي ومعاناتهم وسط مستنقعات سببها الرئيسي بطء ربط حي الفيلات (تجزئة الركراكي) بشبكة الواد الحار.وفي انتظار أن تجد شبكة الواد الحار طريقها إلى تجزئة بني يخلف، سيكون السكان مجبرين، في ظل غياب ضمير مسؤول يلتفت إلى معاناتهم، على اقتناء مضخات شفط المياه والتي تتجاوز قيمتها 1200 درهم للاستعداد لمواجهة المقبل من أيام الشتاء. رضوان حفياني

سكان في بني يخلف يتنفسون تحت الماء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مجموعة التامك تقر بتلقي تمويل من بوليساريو

نصف الرجال فوق 50 سنة يعانون مشاكل في البروستات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات