ضعف نتائج محاربة سكن الصفيح بالمدن الكبرى

ادريس الفينة الخبير في مجال السكن ربط عدم تطور نتائج "فوكاريم" بقناعات ثقافية وعقائدية ترفض الاقتراض اعتبر ادريس الفينة، الخبير في مجال السكن، أن برنامج مدن بدون صفيح قدم نتائج إيجابية تتلخص في خفض نسبة الأسر القاطنة بدور الصفيح، إلا أن نقائص حالت دون أن يحقق البرنامج نتائج أفضل. وأكد الفينة، في حوار مع «الصباح»، أن استمرار تفشي ظاهرة السكن الصفيحي وضعف النتائج في المدن الكبرى جعل انتقادات كثيرة توجه إلى البرنامج، مضيفا أنه يجب إعادة النظر في المقاربة الحالية والبحث عن أخرى أكثر فاعلية. في ما يلي نص الحوار: كيف تقيم حصيلة العشرية من برنامج مدن بدون صفيح؟ برنامج محاربة السكن غير اللائق من المحاور القديمة على مستوى سياسة السكنى في المغرب. لاحظنا تحولا ملموسا على مستوى تنفيذ هذا البرنامج خلال العشرية الأخيرة، الأمر الذي انعكس بشكل كبير على النتائج المحصل عليها. هذا التحول هم بالأساس المستويات المرتبطة بالتمويل والعقار ومنهجية التدخل والتركيبة المؤسساتية. على مستوى النتائج، يمكن تلخيصها في انخفاض نسبة الأسر القاطنة بدور الصفيح بالمدن من 9 في المائة إلى 4.5 في المائة، وحصول المغرب على تنويه من الأمم المتحدة بهذا الخصوص. إلى ماذا تعزو الانتقادات الكثيرة التي توجه إلى البرنامج، والتي تتحدث عن اختلالات في طريقة تنفيذه؟هناك ملاحظات كثيرة بخصوص هذا البرنامج، وهي مرتبطة بالأساس بضعف النتائج على مستوى المدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط ومراكش، وغياب المراقبة واستمرار تطور الظاهرة، مما يضعف النتائج والجهود المبذولة من قبل الدولة، بالإضافة إلى عدم مواكبة المرافق العمومية لبرامج إعادة الإسكان وغياب البعد الاقتصادي في التعاطي مع هذا الملف، إذ لا حظنا استمرار مستوى الفقر بين الأسر التي تم إعادة إسكانها رغم أنها أصبحت مالكة لمنازلها. في تقييمها لسبع سنوات من اطلاق البرنامج، تحدثت الوزارة عن نسبة تقدم الأعمال لا تتعدى 69 في المائة، ما السبب برأيك؟ ملف محاربة السكن غير اللائق معقد مقارنة مع مشروع إنجاز طريق سيار حيث الهدف واضح وثابت في الزمان، في حين أنه في ما يتعلق بمحاربة السكن غير اللائق، فالهدف متحرك والمتدخلون متعددون، وهناك مشكل الوعاء العقاري ومشكل التعمير وإشكالية إقناع المعنيين وإشكالية الترحيل المؤقت والنهائي للأسر المستفيدة من هذا البرنامج، أضف إلى ذلك، غياب الالتقائية عند مختلف المعنيين بهذا الملف، خصوصا السلطات المحلية والمنتخبين المحليين والمسؤولين عن التعمير الذين لا يواكبون هذه البرامج ذات الطابع الاجتماعي والاستعجالي. فعلى مستوى الدار البيضاء مثلا، تأخر التنفيذ لسنوات، بسبب الوكالة الحضرية التي رفضت فتح الأراضي المخصصة لهذه البرامج للتعمير، وهو الأمر الذي تم بعد سنوات مما يطرح أكثر من سؤال عن الأسباب التي كانت وراء هذا المنع. أما على مستوى الرباط، فالمشكل المطروح يهم المنعشين العقاريين الخواص الذين استفادوا من العقارات العمومية في تامسنا ولم يلتزموا تجاه الدولة بخصوص توفير 10 آلاف من المساكن لإعادة إسكان أسر الأحياء الصفيحية، كما أن السلطات المحلية لم تعمل على توفير العقارات الضرورية من أجل تسهيل إعادة إسكان باقي الأسر الموجودة بعدد من التجمعات الصفيحية بالعاصمة. ما سبب النتائج الضعيفة التي اكتفى بها برنامج قروض السكن «فوكاريم» في ما يتعلق بمرافقة برنامج مدن بدون صفيح؟ صندوق ضمان السكن لفائدة الأسر المحدودة الدخل «فوكاريم» حقق نتائج هامة منذ تأسيسه، حيث استفادت منه حوالي 60 ألف أسرة بقروض مضمونة من قبل الصندوق، ناهزت 11 مليار درهم. عدم تطور أداء الصندوق راجع بالأساس إلى عدم رغبة أسر كثيرة للجوء إلى الاقتراض لأسباب ثقافية وعقائدية، فنسبة الاقتراض عند الأسر المغربية لشراء السكن لا تتعدى 25 في المائة وتصل عند الطبقات الفقيرة إلى 15 في المائة، وهي نسبة رغم ضعفها تبقى هامة. هل ترى أنه يجب الاستمرار في المقاربة المعتمدة حاليا لمحاربة السكن الصفيحي في ظل ضعف نتائج البرامج السابقة والحالية؟ السؤال الذي يطرح اليوم يتمثل في نوع المقاربة التي يجب تبنيها لتنفيذ أفضل لهذا البرنامج، كما يطرح مشكل التكلفة الاقتصادية لهذا البرنامج، وهل يجب أن يستمر في إطار مستقل عن سياسة السكن الاجتماعي التي تهم كل الشرائح المعنية، أم يبقى مقتصرا على الأسر القاطنة في أحياء الصفيح، وهو ما يخلق حيفا مجتمعيا كبيرا. أجرت الحوار: صفاء النوينو

ضعف نتائج محاربة سكن الصفيح بالمدن الكبرى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إنتاج 170 ألف وحدة سنويا لتقليص العجز

دينامية جديدة تطول تعيين الولاة والعمال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات