التحقيق في وفاة خادمة من تاونات بالبيضاء

أمها تجهل كل شيء عن المشغل وجمعيات نسائية تدخل على الخط علم من مصدر مطلع أن النيابة العامة بابتدائية تاونات، فتحت، أخيرا، تحقيقا في ظروف وملابسات وفاة "م. ن" خادمة بيوت قاصر تتحدر من غفساي، بمنزل مشغلها بالبيضاء، بناء على شكايات من أسرة الهالكة وفعاليات حقوقية وجمعوية. وشرع في الاستماع إلى أفراد من أسرتها، لأخذ روايتهم للواقعة. وعلم من مصدر مطلع أن الرابطة الديمقراطية للدفاع عن حقوق المرأة بالبيضاء، بصدد جمع المعلومات الكافية عن القضية، لتبنيها، في حين يرتقب أن تدخل على الخط، جمعيات نسائية وحقوقية أخرى ، شأنها شأن مؤسسة "إيطو" لمساعدة النساء ضحايا العنف والجمعية المغربية لحقوق الإنسان.ويلف الغموض وفاة "م. ن" تتحدر من دوار فريشة بتمزكانة، بمنزل والدة مشغلها الموظف بالمطار بالدار البيضاء. وتشكك عائلتها في رواية موتها غرقا في مسبح، خاصة أن رائحة كريهة تنبعث من جثتها، ما يؤكد أن موتها كان قبل التاريخ الذي أخبرت فيه والدتها. وتفيد "ح" أم "م. ن" التي ووري جثمانها يوم 20 ماي بمقبرة بغفساي، أن ابنتها بدت منتفخة وقد عضت على لسانها، وآثار زرقة على جسمها، متحدثة عن عدم السماح لها بمعاينة جسمها كاملا، فيما لم تعرف نتائج التشريح الطبي الذي أخضعت إليه جثة الهالكة، بمستشفى بالبيضاء. الأم المكلومة التي لا تفارق الدموع عينيها، أوردت رواية بعيدة عن الحقيقة، حين الاستماع إليها من قبل الشرطة القضائية، بحديثها عن وجود ابنتها في زيارة لتلك العائلة. ونفت عملها خادمة في بيت أم الموظف المذكور، الذي قالت إنه «خوفها» بالسجن، مصير من يشغل بناته القاصرات. ولم تأبه لتنبيه الضابط المكلف بتدوين تصريحاتها في محضر، قبل أن تستفيق من «غفوتها» بعد أن راجعت سيناريو وروايات مشغل ابنتها للوقائع التي سبقت وأعقبت الوفاة، متمنية مؤازرة الجمعيات والمنظمات الحقوقية والنسائية، لكشف ظروف وملابسات وفاة ابنتها وإظهار الحقيقة وإنصافها. قبل 6 أشهر خلت، غادرت «م. ن» منزل والدتها بغفساي، حيث كانت تعيش وأخوها «أ» وأختها «ش»، بعيدا عن أبيهم منذ نحو عقد، بعد تشرذم الأسرة لمشاكل عائلية. كانت الدار البيضاء وجهتها للعمل خادمة بمنزل لرعاية والدة موظف المطارات المسنة، بوساطة شخص من غفساي. طيلة هذه المدة لم تزر القاصر «م. ن» أسرتها الصغيرة، قبل أن تعود إليها جثة هامدة بعد وفاتها في ظروف وملابسات غامضة، ما من شأن التحقيق المباشر الكشف عنها وفك لغزها. أما الأم فكانت تنوي زيارتها بمنزل مشغلها الصيف المقبل، للاطمئنان على حالها، لكن القدر كان أقوى. لا تعرف الأم عن المشغل، إلا عمله في المطار، وتكلف ابنتها برعاية أمه المريضة. الخيط الرابط بينهما، كان الوسيط والمكالمات الهاتفية بين الطرفين، بين الفينة والأخرى. وتجهل كل شيء، عن محل سكناه بالبيضاء، رغم زيارتها له إبان تنقلها لنقل الجثة ومباشرة الإجراءات القانونية الموازية لذلك. الجهل ذاته يلف الحي الذي يقطنه المشغل الذي تقول إنه استقبلها بحفاوة وأكرم وفادتها، ومعرفتها بالدائرة الأمنية التي زارتها واستمع فيها إليها ووصفتها ب»بناية صغيرة»، وكذا المحكمة وكل المصالح التي وطأتها قدماها، لإتمام إجراءات الدفن والحصول على الوثائق الضرورية لذلك. وعن كيفية تلقيها الخبر الفاجعة، تقول في اتصال هاتفي بالصباح، إن رجل أمن هو من تكلف بذلك هاتفيا زوال الجمعة الماضي، زاعما تعرضها لتسمم بعد تناولها فاكهة، ومطالبا بحضورها وطليقها، إلى البيضاء مصحوبة بالوثائق الإثباتية الضرورية، ما أثار شكوكها وتخوفاتها على فلذة كبدها. ليلا صاحبت الوسيط، من غفساي للبيضاء، في رحلة كبرت مع مسافاتها تساؤلاتها حول مصير ابنتها. وتحكي بتفصيل دقيق كيفية اتصال مرافقها بالمشغل ولقائهم قبل استضافتهما بمنزله الذي تجهل عنوانه، متحدثة عن تكلف المشغل، بإعداد كل الأوراق والوثائق الضرورية. «وصاوني باش منقولش بنتي كانت خدامة عندهم. وقالوا لي نقول كانت غير فزيارة. والبوليسي قالي واش وصاوك».. هذا ما قالته بلهجة جبلية ونبرات صوتها متأثرة بالنحيب، في حديثها الهاتفي مع «الصباح»، مضيفة «ما خلاونيش نشوفها كلها. أنا حاسة باللي بنتي وقع ليها شي حاجة». وتزيد «أنا ما عارفاش وعائلتي بعيدة علي. خفت وقلبت الهدرة عند البوليس. قالو لي خدمتي البنت قاصر، وغادي تمشي للحبس، يلا قلت الحقيقة»، مستحضرة المكالمات الهاتفية التي تلقتها من مشغل ابنتها، قبل إعلان الوفاة، وسؤاله عن كافة المعلومات المتعلقة بابنتها، ما أثار شكوكها. وأوضحت أنه أخبرها حين الاستفسار عن سر ذلك، بأن أمه مريضة في المستشفى، قبل أن يقطع الاتصال حين إلحاحها في السؤال، مشيرة إلى اتصالها بوالدته، لتجيبها سيدة يبدو من صوتها أنها مسنة، زعمت الرواية ذاتها، قبل أن تخبرها بسقوط ابنتها في المسبح، وتقطع بدورها الاتصال. «خليني نقول» عبارة تكررت أكثر من مرتين، في اتصال الجريدة بأم القاصر، إذ كان يتناهى صوت آخر، فيما يبدو أن ضغوطا قد تكون مورست في اتجاه سكوتها، فيما تحدث فاعل بجمعية نسائية، عن تساؤلات تطرحها رواية غرق القاصر، وسر عدم إعطاء المعلومات الدقيقة والحقيقية للحادث. حميد الأبيض (فاس)

التحقيق في وفاة خادمة من تاونات بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف متهم بهتك عرض طفلين بالبيضاء

تنصيب العيدي وكيلا للملك بمحكمة اليوسفية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات