بنسعيد آيت إيدر يوقع “وثائق جيش التحرير بالجنوب”

الزعيم السياسي أكد علاقته المميزة مع بني ملال مشيرا إلى نضالاتها في الحركة الوطنية نظمت جميعة "تنمية بلا حدود" ببني ملال بقاعة المحاضرات بالغرفة الفلاحية ندوة علمية تناولت كتاب "وثائق جيش التحرير في الجنوب 1965 ـ1959» للمقاوم الوطني محمد بنسعيد آيت إيدر بالقراءة والتحليل من قبل الأستاذ محمد العمري، الباحث في الخطاب في مداخلة عنوانها» قراءة بنيوية في وثائق جيش التحرير» ذكر فيها أهمية الوثائق التاريخية التي تنشر لأول مرة. وقسم الأستاذ المحاضر الوثائق المتضمنة في الكتاب إلى وثائق تبليغية وأخرى تحليلية وتقويمية توجيهية تتخذ من الأولى مرتكزا لها، منبها الى خصوصية حرب العصابات في الصحراء في ظل عدم انسجام الجيش المتحدر من مناطق مختلفة، وجغرافيا المنطقة ومعطياتها الطبيعية القاسية وسياسة الإغراء التي باشرها الاستعمار مع القبائل الصحراوية ما حتم أولا العمل على استرجاع إنسانية الإنسان الصحراوي وبالتالي تحويل جيش التحرير إلى ما يشبه وكالة غوث وإنعاش لم تعر الدولة المغربية المستقلة اهتماما لدعمه بل اصطدم جيش التحرير بسلسلة من المؤامرات والمناورات التي جعلت من النقد الذاتي على بعد مرحلة زمنية أمرا مشروعا مستدلا بخلاصات الكاتب وتساؤلاتها حول ما إذا كان أكبر الأخطاء المرتكبة من المقاومة وجيش التحرير الاحتفاظ ببعض العناصر غير الصالحة ضمن صفوف جيش التحرير.و تساءل العمري عن السبب الذي منع الدولة من استثمار هذه الوثائق في دعم ملف الصحراء باعتبارها شاهدا على عمل جيش التحرير المغربي وتجاوب السكان الصحراويين معه، سيما أن جيش التحرير ضحى من أجل إتمام استقلال المغرب، في الوقت الذي انشغل فيه مغاربة من نوع آخر بالتسابق نحو الغنائم والمناصب بعد الاستقلال.ومن مدخل بلاغي وحجاجي، حاول الأستاذ إدريس جبري مساءلة وثائق جيش التحرير في مداخلة اختار لها عنوان «بلاغة الوثيقة التاريخية بين الحقيقة والمسكوت عنه في وثائق جيش التحرير في الجنوب» والتي ركزت على سؤال الحقيقة في تلك الوثائق المكتوبة وصدق الأحداث والوقائع التي تتضمنها لما اعتراها من تقادم نال من طراوتها التاريخية ما دفع الأستاذ بنسعيد إلى اعتماد آليات المحقق والاستعانة بمفاهيمه، من شرح وتفسير وتعليق وترتيب وتصحيح خاصة بعدما دخلت على الخط مراجع مجهول الهوية، ساهم في عملية التحقيق نفسها ما يمس بمصداقية الوثائق، وبالتالي في مشروعية صناعة تاريخ المرحلة. كما تناول الباحث سؤال المسكوت عنه في تلك الوثائق نفسها،باعتماد آليات البلاغة التي تبحث في كشف مضمرات الخطاب الواعية وغير الواعية، الظاهرة والباطنة،المفكر فيها وغير المفكر، وتخليصه من المقدس والمتعالي تسهيلا لعمل المؤرخ، علما بأن هذه الوثائق إضافة إلى ما سبق، غير متجانسة ما يزيد من صعوبة مهمة المؤرخ.وتناول الكلمة المقاوم محمد بنسعيد آيت إيدر الذي شكر الجمعية المنظمة وكل القائمين على إنجاح هذه الندوة، مركزا في البداية على علاقته المميزة مع مدينة بني ملال وأهلها، ونضالاتهم في الحركة الوطنية وفي المقاومة وجيش التحرير، وفي مختلف المحطات النضالية التي عرفها المغرب مذكرا أن جيله يمثل ذاكرة تؤرخ لمرحلة الدفاع عن العرش والملك وإيديولوجيا الحركة الوطنية إلى حدود الخمسينيات، بل يشير إلى أن الحركة الوطنية في أنويتها الأولى لم تناقش نظام الحكم، بل ولم تعر الأمر انتباها حسب قوله. كما أنها لم تتحالف مع الملك وقتذاك على برنامج محدد بل كانت قضية الاستقلال وتحرير كل البلاد الهاجس الأول لهذا الجيل المحافظ لكن الإشكال هو دور الاستعمار الجديد في عرقلة هذا الهاجس، وتواطؤ القوة الثالثة زمنئذ، ما سيشعل نار الصراع خصوصا مع غياب قضية الصحراء عن اهتمام دولة ما بعد الاستقلال والانشغال عنها في بناء والدولة الحكم الفردي المطلق. سعيد فالق (بني ملال)

بنسعيد آيت إيدر يوقع “وثائق جيش التحرير بالجنوب”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الناقوري يحاضر عن المجتمع القبلي في الجنوب المغربي

مواقف متذبذبة لتركيا من سوريا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات