مواقع الزواج على الأنترنت… جنة وجحيم

منها ما يعرض فرصا للزواج للجميع وأخرى تفرض معايير الغنى والجمال والذكاء على المنخرطين كل يوم وكل ساعة، بل كل ثانية تدق القلوب الوحيدة شغفا في انتظار وصول نصفها الآخر. وكما تخفق القلوب ترتعش الأيدي فوق فأرة الحاسوب باحثة عن المواقع الخاصة بالتعارف والجنس والزواج واللقاء وفي الشبكات الاجتماعية الجديدة من صنف «فايس بوك» و»تويتر» بحثا عن اللؤلؤة المفقودة والصنف التائه في بحر الأنترنيت. انتهى زمن الخاطبة، وولى بلا عودة، فشباب اليوم أمامهم ابتكار جديد اسمه مواقع اللقاء والتعارف بكل أنواعها وأصنافها تبدأ ب»علاقات الصداقة البريئة» إلى «لقاءات الجنس الفاحش» مرورا ب»البحث عن زوج أو زوجة المستقبل». ورغم ما يروى من قصص حول التعارف على «النت» فإن الكثير منها انتهى نهاية سعيدة بعد أن عثر المتخاطبون عن قواسم مشتركة ولاقى كل منهم هواه في الآخر، فيعمدون إلى تعميق صلاتهم ويحرصون على تبادل الحديث يوميا عبر البريد الإلكتروني إلى أن تتضح رغباتهم وتسفر عن قرار حاسم قد ينتهي بالزواج.مواقع غريبةعلى موقع “بيوتيفول بيبل” الذي اختار شعارا له، “حيث تبدأ العلاقات الجميلة”، يتم انتقاء المسجلين الجدد بشكل عنصري يعتمد على المظهر ودرجات الجمال فحسب، إذ يتكفل المنخرطون بالتصويت على الراغبين الجدد بالالتحاق بالموقع. فإرسال صورة شخصية مرحلة إجبارية قبل صدور الحكم النهائي. وعلى طالب الخدمة أن يرسم على وجهه الجميل ابتسامة عريضة وملامح مثيرة وجذابة حتى يضمن لنفسه قدرا من النجاح، ففي الوقت الذي نجد فيه المسجلين المقبولين بلغ عددهم 600 ألف مسجل ومسجلة، رفضت طلبات مليوني حالم ب”الجنة الجديدة”.ومن ليست لديهم مؤهلات الجمال والوسامة يمكن ان يجربوا حظهم على موقع “إنتيليجنت بيبول” الذي يفرض امتحانا خاصا بالذكاء للراغبين في الالتحاق بالموقع.وبالنسبة إلى القادرين على صرف الكثير من أجل اللقاء المرغوب، يمكنهم الالتحاق ب”ميتيك في أي بي” مقابل 1000 درهم شهريا.مواقع 100في المائة حلالمن أجل منافسة مواقع كبرى لا بد من التميز وتوجيه الموقع إلى شريحة خاصة وأكثر تركيزا وهو ما دفع أحدهم إلى ابتكار “أمور ماغريب” وتمكن من جمع 460 ألف منخرط، والهدف منه “جمع قلوب المسلمين التائهين بقلوب المسلمات الحائرات”. ولاحظ بالفعل عالم اجتماع فرنسي يدعى “ميشال بوزون” أن المسلمين أكثر انخراطا في مثل هذه المواقع من غير المؤمنين أو المسيحيين. ولاحظ الباحث، حسب ما أوردته مجلة “ماريان” في عددها الأخير، أن استخدام شبكة الإنترنت يجعل من الممكن توسيع التغطية الجغرافية للتعارف والتهرب من مراقبة الأقارب، وخاصة في بيئات تمنع فيها المرأة من لقاء الرجل في الفضاء العام. ففي بلدان مثل الكويت والأردن، و مصر وغيرها، يمكن للنساء التفاعل مع الرجال من دون عواقب اجتماعية."زواجنا دوت كوم"في صفحة الاستقبال ل”زواجنا دوت كوم” يحاول الموقع التعريف بنفسه: “لأن زواجنا دوت كوم أحد أهم وأكبر مواقع الزواج في العالم العربى حيث يعرض لأحدث وأفضل وسائل التعارف لراغبى الزواج ويسهل عليك لقاء أشخاص خارج محيط دائرة معارفك! الآن يمكن البحث عن زوجة والتحدث معها بمنتهى السهولة. زواجنا دوت كوم يضع كافة إمكانياته لمساعدة راغبى الزواج فى الوصول إلى نصفهم الآخر”.إن الموقع يعترف بأنه محطم للقيود رغم نيته “البريئة” التي يعرضها في البداية.وعلى النهج ذاته يسير موقع “نكاح دوت كوم” الذي يعرض القصص الناجحة ويتباهى بها مشيرا إلى أن خدمته 100 في المائة سرية ومضمونة، “طموحنا هو تمكين الشباب العربي من الزواج من نصفهم الآخر بطريقة حضارية”.ومن المواقع من تسير أبعد من هذا، إذ يعرض موقع “مسيار أون لاين” إلى فرص زواج المسيار واضعا في صفحة الاستقبال كلمة ترحيب، “أهلا ومرحبا بك عزيزي الزائر في موقع مسيار أون لاين، أول وأفضل موقع عربي يتخصص في زواج المسيار بعد أن ثبتت صحته بالفتوى الشرعية، ومن خلال هذا الموقع تستطيع أن تتعرف وتقارن وتبحث بمنتهي السهولة عما يناسبك بإذن الله”.ويتخصص موقع “زواج المعاقين” في تقديم خدمة لذوي الاحتياجات الخاصة ويقول القائمون على الموقع في صفحة الاستقبال، “مرحبا بك في موقع زواج المعاقين و ذوي الاحتياجات الخاصة “موقع معاق نت”. هذا الموقع متخصص في زواج المعاقين وأيضا للسليمين الذين يرغبون بالزواج من معاق أو معاقة.خيبة أملاعترف العديد من الباحثين على الحب في شبكة الانترنيت أنهم أصيبوا بخيبة أمل بسبب وقوعهم ضحية عمليات نصب قامت بها مواقع معروفة تعرف إقبالا شديدا، على رأسها أكبر موقعين لتنظيم اللقاءات العاطفية في النت.وبحسب تقرير لهيأة الإذاعة البريطانية، فإن أحد هذين الموقعين هو موقع “ماتش دوت كوم” الذي يتهم بإقناع المشتركين فيه بالاستمرار في دفع قيمة اشتراكاتهم عن طريق إرسال خطابات عاطفية مزيفة بالبريد الالكتروني يكتبها موظفو الشركة التي تدير الموقع، علاوة على استخدام بعض العاملين موقعهم للقيام بلقاءات عاطفية مع المشتركين.أما الموقع الآخر، وهو موقع “ياهو “المعروف، فقد اتهم بنشر بيانات لشخصيات وهمية ترغب في لقاءات عاطفية لتشجيع قراء الموقع على الاشتراك في خدماته.ورفع شاب أميركي، دعوى ضد الشركة المسؤولة عن موقع “ماتش دوت كوم” أمام محكمة في لوس أنجلس، قال فيها إنه اشترك في خدمات هذه الشركة، واتفق من خلال الموقع على لقاء عاطفي مع إحدى النساء، ليكتشف أنها تعمل لدى الشركة بهدف اجتذاب العملاء.أما الدعوى ضد “ياهو”، فقد أقامها أمريكي من فلوريدا اكتشف أن موقعها ينشر بيانات عن شخصيات وهمية ليظهر عدد الراغبين في التعارف أكثر مما هو عليه.ويعمل في الشركة 250 موظفا، ويبلغ عدد المشتركين في خدماتها 15 مليون شخص من مختلف دول العالم. وإذا كان الإنترنت أحيانا وسيلة صالحة للزواج، إلا أنه قد يصبح أيضا وسيلة مدمرة له. وفي هذا السياق تؤكد وكالة “إيلييت” البريطانية المتخصصة في حل المشكلات الزوجية والعاطفية “أن شبكة الإنترنت بدأت تلعب دورا ملحوظا في تحطيم العلاقات الزوجية”. وتضيف رئيسة الوكالة أنجيلا سمبسون أن واحدا من كل عشرة أشخاص يلجؤون إلى الوكالة لحل مشكلاتهم العاطفية. فالكثير من الرجال يقضون فترات طويلة على الإنترنت على حساب زوجاتهم، والإغراءات التي توفرها الشبكة تفتح الطريق إلى علاقات مشبوهة سيما أن الخيانة عن بعد لا تحتاج إلى تقديم أعذار كما لا يترتب عليها أي تبعات عن حب افتراضي."بيزنس" بالملايينتأتي الدعاوى القانونية التي رفعتها مجموعة من المتضررين في وقت يشهد فيه سوق تنظيم اللقاءات العاطفية عبر الأنترنت ازدهارا جعل منه صناعة مربحة.فقد انفق المستهلكون في السوق الأميركية 245,2 مليون دولار على خدمات اللقاءات العاطفية في النصف الأول من السنة الماضية، بزيادة 7,6 في المائة عن الفترة نفسها من العام السابق. ويدفع كل مشترك حوالى 30 دولارا شهريا مقابل فرصة التعرف على الراغبين في علاقة عاطفية. جمال الخنوسي

مواقع الزواج على الأنترنت… جنة وجحيم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شكري: اللاجئون إلى الزواج عبر المواقع الإلكترونية عاجزون عن المواجهة

الزواج يحتل الصدارة في دردشات المواقع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات