أو مجانا بعد

أم الألعاب... القاطرة الصامدة ثورة في البنيات التحتية وهيكلة الإدارة والحرب على المنشطات أولى الأولويات مازالت ألعاب القوى تشكل قاطرة الرياضة المغربية التي تراهن عليها لحصد الألقاب والميداليات في التظاهرات الكبرى. ورغم أن المسؤولين وجدوا صعوبة كبيرة في إنجاب خلف جيل سعيد عويطة ونوال المتوكل وخالد السكاح وإبراهيم بوطيب وهشام الكروج ونزهة بيدوان وصلاح حيسو وعلي الزين وغيرهم من العدائين المرموقين، إلا أن بوادر الانعتاق ظهرت جليا، بعد بروز عبد العاطي إيكيدير في أولمبياد لندن 2012، وبعده سفيان البقالي ورباب العرافي ومصطفى سماعلي وآخرين. 6 ملايير لتطوير البنيات التحتية فطنت جامعة ألعاب القوى إلى ضرورة الاهتمام بالبنيات التحتية الرياضة من أجل العودة إلى سكة الإنجازات بعد سنوات عجاف. ووجدت الجامعة دعما ملحوظا من قبل الدولة من خلال رصد اعتمادات مالية بقيمة 578 مليون درهم. وشكل برنامج تأهيل أم الألعاب بإنجاز أكاديمية محمد السادس لألعاب القوى بإفران وبناء 5 مراكز جهوية لتكوين العدائين ومركز للطب الرياضي في الرباط و21 حلبة مطاطية بمختلف المدن المغربية، خاصة في الحسيمة وبركان وبنكرير وبن سليمان والداخلة والرشيدية وفاس وكلميم وخنيفرة وآسفي وتيفلت. وتروم الجامعة من وراء هذه المراكز تعزيز التجهيزات السوسيو_ رياضية بمختلف جهات المغرب، لضمان تكوين للقرب لفائدة العدائين الواعدين. ويعد مركز التكوين ابن سليمان الأهم بالنسبة إلى الجامعة، خاصة أنه شيد على مساحة تناهز 7 هكتارات، بتكلفة حددت في 31 مليون درهم، ويحتوي المركز على جناح لإيواء العدائين تصل طاقته الاستيعابية إلى 40 رياضيا وحلبة مطاطية تتألف من 6 ممرات وحلبة للتسخينات وفضاءات للقفز والرمي، إضافة إلى مدرجات. وبإنشاء هذه المراكز، تكون جامعة ألعاب القوى، التي يرأسها عبد السلام أحيزون منذ 2008، نجحت في تأهيل هذه الرياضية والنهوض بها وتوفير فضاءات ملائمة لتكوين العدائين وتنظيم التظاهرات الجهوية، عبر استقبال الأندية وعدائيها في ظروف ملائمة. السفير الدائم رغم أن اللجنة الأولمبية الوطنية تشارك برياضيين في مختلف التخصصات خلال الملتقيات الدولية والأولمبية، إلا أنها تراهن على نتائج ألعاب القوى بدرجة أولى. ورغم أن هذه الرياضة الرائدة عرفت بعض التراجع في السنوات الأخيرة، إلا أنها لم تغب عن منصة التتويج خلال أولمبياد لندن 2012 بعد فوز عبد العاطي إيكيدر بالميدالية البرونزية في مسابقة 1500 متر، قبل أن يتوج سفيان البقالي بفضية بطولة العالم 2017، ناهيك عن بروز عدائين آخرين نظير مصطفى سماعلي ورباب العرافي في البطولة الإفريقية والألعاب الفرنكفونية، إذ حسن المنتخب الوطني للقوى ترتيبه على الساحة الإفريقية. وسطع نجم ألعاب القوى الوطنية أكثر بعد تنظيم ملتقى محمد السادس سنويا، مع حرص اللجنة المنظمة على استقطاب أبرز العدائين العالميين، وهو ما جعل الاتحاد الدولي يدرج هذا الملتقى ضمن العصبة الماسية لألعاب القوى. هل هناك أزمة تقنية؟ إذا كانت الجامعة قد قامت بعمل كبير لإعادة ألعاب القوى إلى سكتها الصحيحة من خلال هيكلتها وتعزيزها ببنيات تحتية رياضية في مستوى عال، من أجل بلوغ الأهداف المرجوة، فإن معضلة الجانب التقني مازالت مستمرة رغم المجهودات المبذولة. ويرى ملاحظون أن النتائج الإيجابية المحققة، لا توازي حجم التطلعات التي تراهن عليها الجامعة، لكسب المزيد من الإنجازات على المستوى الدولي والأولمبي. إن الأضواء المسلطة على ألقاب القوى من قبل المتتبعين المغاربة جعلت سقف الطموحات والأهداف يرتفعان، خاصة في هذه الفترة، التي تمر فيها الرياضة الوطنية من تراجع ملحوظ، عدا استثناءات قليلة. وتأمل جامعة ألعاب القوى واللجنة الأولمبية في أن تشكل أولمبياد طوكيو 2020 فرصة لإعادة هذه اللعبة إلى التوهج من جديد، بعد غيابها عن منصة التتويج في أولمبياد بكين 2008 وريو دي جانيرو 2016. تراجع أم ترتيب أوراق؟ أثار غياب ألعاب القوى الوطنية عن منصة التتويج ردود أفعال متباينة بين منتقدين لسياسة الجامعة، بدعوى عجزها عن إنجاب الخلف في ظرف وجيز، وبين آخرين مؤمنين بالعمل القاعدي، والانكباب على إصلاح، وإعداد البنيات التحتية الرياضية والاهتمام بالعصب الجهوية. وطبيعي أن تتأخر النتائج الإيجابية في ظل غياب مراكز التكوين والأكاديميات الجهوية، للتنقيب عن المواهب الصاعدة، فضلا عن فشل الأندية والإدارة التقنية في مواكبة التطور وتقديم الإضافة المطلوبة. أما فئة ثالثة، فأكدت أن ما عاشته ألعاب القوى في الفترة السابقة مرحلة فراغ وكبوة فرس لا غير، مستدلة بقولها على تألق مجموعة من العدائين الشباب في السنتين الأخيرتين نظير سفيان البقالي، المختص في 3 آلاف متر موانع ورباب العرافي، عداءة 1500 متر، ومصطفى سماعلي، المختص في 800 متر، فضلا عن تألق عدائين آخرين في مختلف المسابقات التقنية. الحرب على المنشطات بدا عبد السلام أحيزون، رئيس جامعة ألعاب القوى، مصرا على محاربة العديد من الظواهر السلبية التي نخرت جسم هذه اللعبة من قبيل تزوير أعمار العدائين أو تهجيرهم تجاه بلدان عربية وأوربية، قبل أن يعلن حربا ضروسا على ظاهرة المنشطات، التي لطخت سمعة هذه الرياضة. وانخرطت جامعة ألعاب القوى في الحرب على المنشطات بتنسيق مع الوكالة الجهوية لمكافحة هذه الظاهرة، التي أثرت سلبا على نتائج ألعاب القوى الوطنية. ونتيجة للرفع من الفحوصات التي أجريت على العدائيين بطلب من الاتحاد الدولي، بلغ عدد الحالات التي ضبط أصحابها في المغرب إلى أزيد من 100 حالة تعاطي المنشطات، وهو ما شكل ناقوس خطر بالنسبة إلى الجامعة. ووضع أحيزون محاربة هذه الآفة ضمن أولوياته منذ انتخابه رئيسا للجامعة، إذ أكد في مناسبات عديدة عزمه على القضاء النهائي على هذه الظاهرة. وسبق لأحيزون أن أوضح في تصريحات صحافية أنه يريد ميداليات نظيفة خلال المشاركة في التظاهرات العالمية، ما جعل الاتحاد الدولي يصنف المغرب ضمن البلدان الجادة المنخرطة في مكافحة المنشطات، بعدما اتخذت الجامعة خطوات شجاعة في هذا المجال. إنجاز: صلاح الدين محسن وعيسى الكامحي ملعب القوى يدخل مراحله الحاسمة الجامعة ترغب في تعزيز البنيات التحتية بمعلمة بمواصفات عالمية لتجاوز الإكراهات تستعد الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى لتعزيز بنياتها التحتية الرياضية، بإحداث ملعب خاص بها، يتوفر على مواصفات عالمية، من أجل احتضان التظاهرات الكبرى. واستنادا إلى مصادر "الصباح"، فإن مشروع إحداث ملعب ألعاب القوى وصل مراحله النهائية، وأن الجامعة دخلت في مفاوضات مع مجموعة من الشركاء، أبرزهم وزارة الشباب والرياضة منذ أزيد من سنتين، من أجل الحصول على الاعتمادات الكافية للشروع في بنائه، بعد أن سبق للجامعة أن وفرت الاعتمادات المالية بها، كما تمكنت من إيجاد الممولين الرئيسيين لهذا المشروع الضخم. واستطاعت الجامعة أن تحصل على قطعة أرضية بالقرب من المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ستعمل على تجهيزها لتشييد ملعب ألعاب القوى، تصل طاقته الاستيعابية إلى 25 ألف متفرج، سيمكنها من احتضان أبرز التظاهرات الدولية والوطنية، في مقدمتها ملتقى محمد السادس الدولي لألعاب القوى، إحدى المحطات الرئيسية للعصبة الماسية. وشكلت الإكراهات التي واجهت جامعة القوى في تنظيم ملتقى محمد السادس الدولي، أهم الأسباب التي دفعتها إلى التفكير في إنشاء ملعب خاص بها، سيما أن المعايير المعتمدة في تنظيم مثل هذه التظاهرات، تتطلب ملاعب خاصة بألعاب القوى، إذ أن الجامعة وجدت صعوبات في ملء ملعب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله في السنوات الأخيرة، والشيء نفسه عند احتضان كأس القارات بالملعب الكبير بمراكش في 2014، بالنظر إلى توفرهما على أزيد من 45 ألف مقعد، في الوقت الذي لا يتطلب دفتر التحملات الخاص بالعصبة الماسية سوى نصف العدد المذكور من المقاعد. ومن أبرز الأهداف التي دفعت الجامعة إلى إنشاء ملعب ألعاب القوى بمواصفات عالمية، رغبتها في احتضان بطولة العالم، التي لم يسبق لأي بلد إفريقي أن احتضنها منذ إحداثها، إذ لم يتبق لها إلا هذه التظاهرة، لتدخل رياضة أم الألعاب من بابها الواسع. هذه أبرز حواجز الموسم الجديد ينطلق ببطولة العالم للعدو بالدنمارك وينتهي بمونديال قطر في أكتوبر المقبل تنتظر ألعاب القوى الوطنية الموسم الجاري سبع تظاهرات كبرى في جميع الفئات، يتعين على الإدارة التقنية أن تعمل على تحضير العدائين لها، لحصد الألقاب وتكوين عدائين جدد. ومن أبرز التظاهرات الدولية التي تنتظر جامعة القوى، بطولة العالم للعدو الريفي في 30 مارس المقبل بالدنمارك، ثم تليها مشاركة منتخبي الفتيان والشباب في بطولة إفريقيا المقرر إجراؤها في الفترة بين 16 و20 أبريل المقبل بأبيدجان، علما أن أول تظاهرة سيشارك فيها بعض العدائين، البطولة العربية للعدو الريفي التي ستجرى في 5 يناير المقبل بالأردن. كما سيكون المنتخب الوطني للماراثون على موعد مع الدورة الخامسة للماراثون الدولي للرباط في 21 أبريل المقبل، على أن يدخل أبرز العدائين المغاربة منافسات العصبة الماسية، التي سيخوضون خلالها نسخة جديدة من ملتقى محمد السادس الدولي لألعاب القوى في 16 يونيو المقبل بالرباط. وتتواصل مشاركة العدائين المغاربة في مختلف التظاهرات الدولية، بخوض الألعاب العربية في نسختها 12 التي تحتضنها الرباط في الفترة بين 19 و31 غشت المقبل، ثم يختتم المنتخب الوطني مشاركته الدولية ببطولة العالم لألعاب القوى، المقرر إجراؤها بالدوحة في الفترة بين 28 شتنبر و6 أكتوبر المقبلين. وتجدر الإشارة إلى أن الموسم يعرف تنظيم 13 ملتقى فدراليا و35 تظاهرة وطنية في مسابقات كأس العرش والبطولة الوطنية والمدرسية، ومنافسات تحديات العصب الجهوية. معايير جديدة لترتيب الأندية وضعت الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى معايير جديدة للحسم في تصنيف الأندية والجمعيات الرياضية، خلال مشاركاتها في مختلف التظاهرات الدولية والوطنية. ويأتي وضع المعايير الجديدة من أجل تحسين جودة المشاركة، والبحث عن عدائين جدد، بإمكانهم أن يرفعوا راية الوطن في المحافل الدولية، بعد سنوات من تراجع نتائج العدائين. وحددت الجامعة معايير المشاركة في العدو الريفي، إذ أن التظاهرات الخاصة بعدو العصب يحصل فيها كل ناد نقطتين إذا عبر 10 من عدائين على الأقل خط الوصول، وخمس نقط بالنسبة إلى العدو بين المناطق، ومن نقطة إلى خمس لكل عداء في العدو الفدرالي والبطولة الوطنية، بالنسبة إلى العداءات 70 الأوائل في كل منافسة للشابات والكبيرات، و100 الأوائل في جميع الفئات ذكورا وإناثا، من نقطة إلى 10 في الترتيب الفردي والجماعي في جميع الفئات، ومن ست إلى 10 بالنسبة إلى الشابات والكبيرات. ووضعت الجامعة تنقيطا جديدا في منافسات ألعاب القوى، إذ حددت معايير جديدة في عدد المشاركات، بما فيها منافسات كأس العرش، سواء تعلق الأمر بالمشاركة في تظاهرة خاصة بالعصب أو حسب المناطق، وتمنح النقط من واحدة إلى عشر، حسب ترتيب العداء في كل تظاهرة. كما خصصت جامعة القوى نقطا جزائية في حال عملت الجمعيات والأندية على تأهيل عداء وتخلف عن المشاركة، بخصم نقطة، دون أن يتعدى عدد النقط المخصومة خمس. وفي منافسات الماراثون ونصف الماراثون يحصل كل ناد على 20 نقطة إذا بلغ عدد عدائيه الذين وصلوا خط النهاية خمسة، وبالنسبة إلى نصف الماراثون نقطتان لكل عداء تجاوز خط الوصول دون أن يتجاوز عددها 10. كما تتضمن المعايير الجديدة عدد الرخص المنجزة وعدد المشاركات في جميع التظاهرات الدولية والوطنية، إذ تدخل كلها في تحديد الترتيب العام، الذي على أساسه يتم توزيع المنح على الأندية في نهاية كل موسم. إنجاز: صلاح الدين محسن وعيسى الكامحي التأهيل... رقم جديد للجامعة أثارت تصريحات رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، حول الجامعات الحاصلة على التأهيل، طبقا لقانون التربية البدنية والرياضة 30-09، الكثير من النقاش، بشأن عدم إعلانه جامعة القوى من بينها. وتتشبث جامعة القوى بحصولها على التأهيل منذ سنتين، طبقا لقانون التربية البدنية والرياضة السابق، بعد أن سارعت إلى الحصول عليه، لتكون أول جامعة رياضية تتوفر عليها إلى جانب حصولها على المنفعة العامة، وهو ما اعتبره المكتب المديري كافيا، ولا حاجة للوزير أن يذكر بذلك. وحسب قانون التربية البدنية والرياضة، فإن جامعة القوى غير معنية بالحصول على التأهيل، بالنظر إلى أن وزير الشباب والرياضة لم يسحب منها التأهيل السابق، وفي حال اتخاذه قرارا كذلك، فسيكون عليها أن تشرع من جديد في مسطرة التأهيل، من خلال حصول أنديتها على الاعتماد. وإذا كانت للطالبي العلمي أحقية سحب التأهيل من الجامعات، فإن ذلك لا يعطيه الحق في سحبه من الجامعات الحاصلة عليه، إذا اختلفت المعايير في القوانين الجديدة، الشيء الذي سيفتح المجال أمام إرهاق الجامعات في المساطر الإدارية على حساب الجانب التقني. وتمكنت جامعة القوى من إعادة تأهيل هياكلها وقوانينها في السنوات الأخيرة، كما وضعت نظاما إداريا لتفادي المشاكل بين الأندية والعصب الجهوية مع إدارتها، كما فعلت وسيلة للربط الإلكتروني بين مختلف الأجهزة، لتسهيل عملية ضبط المعلومات الواردة عليها. كما أنها عملت في السنوات الأخيرة على تأدية الضرائب المفروضة عليها من قبل الدولة، وكانت سباقة إلى هذا الإجراء، إضافة إلى أنها تعمل سنويا على بعث تقريرها المالي إلى المجلس الأعلى للحسابات، طبقا لما تنص عليه المادة 87 من مدونة المحاكم المالية. المنديلي: الخلف موجود المدير التقني قال إن شركاء أم الرياضات مطالبون بالقيام بدورهم أكد أيوب المنديلي، المدير التقني الوطني للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، أن الخلف موجود، والدليل على ذلك أن الموسم الماضي حطمت 13 رقما قياسيا، الموسم الذي سبقه حطمت فيه سبعة في جميع الفئات. وأضاف المنديلي في حوار مع «الصباح» أن الشركاء مطالبون بالعمل جنبا إلى جنب مع جامعة أم الرياضات، من أجل التنقيب عن عدائين من المستوى العالي، مشيرا إلى أن الجامعة قامت بدور مهم في توفير مناخ الممارسة. ما هي أبرز المحطات الدولية والقارية المبرمجة هذا الموسم؟ كما قلت، إن الموسم الجاري حافل بالمنافسات الدولية، وتبقى أهم مسابقة بطولة العالم لألعاب القوى، التي تحتضنها الدوحة في أكتوبر المقبل، وقبلها سنخوض منافسات بطولة العالم للعدو الريفي، وسنعمل على المشاركة فيها بكل الفئات الممكنة. وأعتقد أننا لن نركز على بطولة العالم للعدو الريفي، لأنها تأتي في بداية موسم ألعاب القوى، ولدينا العديد من المحطات الدولية والقارية التي ينبغي لنا التركيز عليها بشكل كبير، من خلال جعل بطولة العالم للعدو الريفي محطة إعدادية. ومن جملة المحطات البارزة هذا الموسم، الألعاب الإفريقية التي تحتضنها بلادنا في غشت المقبل، إذ تعد أحد أبرز التظاهرات هذا الموسم، ويتعين علينا الظهور بمستوى مشرف، بحكم أن ألعاب القوى رياضة يعول عليها في التتويج بميداليات. كما لا يمكن أن نغفل بطولة إفريقيا للفتيان، التي تدخل ضمن برنامج إعداد الخلف، وتكوين العدائين وكسب التجربة، أظن أنها أبرز المحطات المبرمجة هذا الموسم. متى تنطلق الاستعدادات لهذه المنافسات؟ الاستعدادات انطلقت بشكل فعلي منذ أسبوعين بإفران، خاصة بالنسبة إلى المسافات الطويلة ونصف الطويلة، وبالنسبة إلى عدائي المنتخب الوطني للسرعة، تنطلق الاستعدادات قريبا بالخميسات، في الوقت الذي يدخل عداؤو المسابقات التقنية بالمركز الجهوي ببنسليمان. وبما أن الموسم سيكون طويلا، فإن الاستعدادات بدورها ستأخذ بدورها وقتا طويلا، لأن جميع المنافسات تتطلب أن يكون العداؤون في حالة بدنية عالية، وأن يكون استعدادهم بطريقة صحيحة إلى آخر محطة في أكتوبر المقبل. وبالنسبة إلى البرنامج العام، أظن أن خمسة أشهر الأولى، وتحديدا الفترة الشتوية، سنركز خلالها على الجانب البدني، حتى يتمكن العداؤون من اجتياز جميع المحطات في ظروف جيدة. كيف ستتعاملون مع سوء الأحوال الجوية؟ لابد أن أخبرك أننا اتخذنا جميع الاحتياطات لأي طارئ، فبالنسبة إلى الاستعدادات بإفران، خصصنا حافلات لتنقل عدائي المنتخب الوطني إلى أزرو والحاجب وفاس، في موسم الثلوج، للحفاظ على استفادتهم من مناطق مرتفعة، التي تساعد على رفع اللياقة البدنية. ما هي المعايير التي اعتمدتموها في اختيار العدائين لتفادي الاحتجاجات؟ بالفعل، هناك العديد من العدائين الذين يحتجون على عدم اختيارهم ضمن المنتخب الوطني، لكن ألعاب القوى بسيطة جدا في تقييم مستوى العداء، إذ تعتمد على أمرين أساسيين، العداد وجهاز قياس المسافة، والعداء هو من يحسم بنفسه في اختياره بالمنتخب، بالنظر إلى الإنجاز الذي حققه. ونحن أعضاء الإدارة التقنية الوطنية نعمل على ترتيب العدائين حسب نتائجهم، لكنني أضفت معيارا آخر، وهو الجاهزية البدنية، إذ لا يعقل أن أختار عداء حقق رقما جيدا في بداية الموسم، وحافظ به على الريادة إلى نهايته، غير أنه مع اقتراب منافسة دولية لم يكن جاهزا من الناحية البدنية، لأني أفضل اختيار الجاهز على من حقق رقما جيدا. وأنا أشترط جاهزية العداء ثلاثة أسابيع على الأقل، قبل موعد التظاهرة الدولية، وهذا أمر أعتقد أنه معمول به في جميع الرياضات. هل تعتقد أن خلل ألعاب القوى يوجد في الجانب التقني؟ ما يمكن قوله، إن هذا الموضوع يطرح بإلحاح في رياضة أم الألعاب الوطنية، لكن ما يجب تأكيده، أن مناخ ألعاب القوى أفضل بكثير من السابق، لأن عبد السلام أحيزون، رئيس جامعة ألعاب القوى، ومكتبه المديري وفرا جميع التجهيزات والبنيات التحتية، لكن لا يوجد هناك خلف مقارنة بفترة التسعينات والثمانينات، وهذه مقارنة خاطئة، لأنه وقعت العديد من التغييرات، ونحن أمام جيل مغاير وتحفيزات مختلفة عن السابق، كما أن عدائي اليوم أغلبهم يدرسون، ونواجه صعوبات في تحديد برنامجهم الإعدادي، وهو أمر لم يكن مطروحا. كما أن من أبرز العوامل التي أثرت على اكتشاف المواهب، هناك بعض الرياضات التي تستهوي المغاربة، مثل كرة القدم التي تعد الرياضة الشعبية الأولى في بلادنا. أضف إلى ذلك أن الشركاء الفعليين في التنقيب عن المواهب، لم يعودوا ينتجون كما في السابق، وخير دليل على ذلك، أن الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، هي التي زودت أغلب الجامعات الرياضية بالممارسين، واليوم نراها تأخذ من الجامعات رياضييها للمشاركة في تظاهرات دولية وقارية وإقليمية. وفي هذا الصدد، أود أن أقول إن مسار الرياضي من المستوى العالي تتداخل فيه مجموعة من القطاعات، وجمعيها تتعامل بشكل منسجم، من أجل تكوين بطل من المستوى العالي، كما أن هذا الأمر يتطلب إمكانيات مالية وبشرية لإنجاحه. لماذا لا يوجد خلف بجامعة القوى؟ أعتقد أن الأمر غير صحيح، ودليلي على ذلك، أن الموسم الماضي حطم 13 رقما قياسيا وطنيا، والموسم الذي سبقه حطمت سبعة أرقام قياسية في جميع الفئات الصغرى، وهذا مؤشر يؤكد أن لدينا الخلف. لكن لابد من بعض الأمور البسيطة التي يتعين توفيرها، من أجل صقل مواهب العدائين الصاعدين، كالسماح لهم بأوقات معينة للتدرب، وتنسيق مثل هذه الأمور مع أساتذتهم. هل يوجد أبطال واعدون من غير البقالي؟ هناك مجموعة من العدائين الواعدين، وبإمكانهم أن يحققوا ألقابا وبطولات عالمية، لكن ما يجب أن يعلمه الجميع، أن تكوين عداء يتطلب مدة تتجاوز 5 سنوات. ومن بين العدائين الواعدين هناك نبيل أسامة وهشام أولاد ومصطفى سماعلي، وفي فئة الفتيان هناك أنس شاعر ومريم زروري، وبرزوا بشكل لافت في الألعاب الأولمبية للشباب ببوينس آيرس. كيف تتعاملون مع تشبث عدائي المنتخب بمدربيهم؟ أعتقد أنه لا يوجد مشكل في هذا الأمر، لأني فعلا أحبذ تمكن الإطار الوطني من تكوين عدائين، والالتحاق بالطاقم التقني للمنتخب، فنحن نرغب كثيرا في تحضير عدائين من المستوى العالي، وتدريبهم من قبل مدربيهم. ما هو رأيك في مستقبل ألعاب القوى الوطنية؟ بكل صدق، فإن جامعة القوى وفرت جميع الإمكانيات والتجهيزات ووضعت بنية تحتية مهمة، كما أنها استطاعت أن تحدث ملتقيات جيدة، وأنا أتلقى دائما اتصالات من عدائين أجانب يرغبون في المشاركة فيها. كما أن جامعة القوى يضرب بها المثل في التدبير الرياضي، والآن مطلوب من الشركاء الحقيقيين أن ينخرطوا في مشاريعها وإستراتيجيتها لتجسيد أهدافها على أرض الواقع، والتي تتمثل أساسا في تكوين أبطال عالميين، قادرين على رفع راية المغرب في المحافل الدولية. وينبغي الاهتمام أيضا بتكوين الأطر التقنية، لأن جامعة القوى والأندية المنضوية تحت لوائها في حاجة إلى عدد مهم من المدربين. في سطور الاسم الكامل: أيوب المنديلي تاريخ ومكان الازدياد: 14 نونبر 1967 المهمة: مدير تقني وطني لجامعة السلة حاصل على الماستر في التدبير والحكامة الرياضية خريج معهد مولاي رشيد لتكوين أطر الرياضة السنة الثالثة من التحضير للدكتوراه مدرب سابق للبريد الرباطي بطل المغرب سابقا في ألعاب القوى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المعرض الدولي للبناء ... النهوض بالقطاع

البرتغال: التنظيم الثلاثي تحدي القرن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات