رشادي: مزوار مؤهل لقيادة الأحرار

قال إن انتخاب رئيس الحزب قد يخضع للتوافق ودافع عن خصوصية المعارضة التي يمارسها فريقه النيابي دافع شفيق رشادي، رئيس الفريق النيابي للتجمع الوطني للأحرار، عن ترشيح رئيس الحزب صلاح الدين مزوار، لولاية ثانية معتبرا أن «السجل النضالي الحافل لمزوار يؤهله ليقود الحزب للمرة الثانية، إما في إطار توافقي، أو في إطار انتخاب تنافسي». وأكد رشادي في حوار خص به «الصباح» أن التجمع الوطني للأحرار كان سباقا غداة انعقاد المؤتمر الوطني الرابع في 2007 إلى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسه، مشيرا إلى أن هناك «حماسا كبيرا يطبع عمل جميع مناضلات ومناضلي الحزب، والقيادة الحزبية من أجل إنجاح المؤتمر»، ما يعكس، يقول رئيس فريق الأحرار بمجلس النواب، حالة من الوعي بأهمية هذه اللحظة التاريخية، وبالمسؤولية التي تنتظر الحزب في هذه المرحلة الدقيقة التي تعيشها بلادنا. وبخصوص الموقع الجديد للحزب داخل الساحة السياسية، قال شفيق رشادي إن المعارضة التي يمارسها الأحرار تنطلق من توجهات الحزب ومواقفه وقناعته الراسخة في حق الآخر في الوجود. حدثنا أولا عن السياق العام الوطني الذي ينعقد فيه المؤتمر الوطني المقبل لحزبكم»؟أوضح في البداية أن المؤتمر الوطني لحزبنا، هو مؤتمر عاد ينعقد في الآجال العادية المقررة له بموجب نظامه الأساسي، وهذا لا يمنع من القول أنه ينعقد في إطار سياق وطني دقيق أكتفي بالتطرق إلى شقه السياسي والاجتماعي الذي يتجلى في تداعيات الحراك العربي الذي ميز سنة 2011 وما نتج عنه من حراك مغربي استطاع المغرب بقيادة جلالة الملك أن يستوعبه ويتفاعل معه بذكاء لصالح تعميق الديمقراطية والمواطنة والحقوق وإعلاء سلطة القانون. وأول لبنة في هذا المسار كانت هي صدور دستور نوعي تقدمي ديمقراطي حداثي، أسس لإجراء انتخابات نزيهة سابقة لأوانها بتاريخ 25 نونبر 2011 تولدت عنها حكومة جديدة.وفي الحقيقة أقول لكم بأن صدور الدستور الجديد يعتبر تتويجا لمرحلة سابقة وإعلانا عن انطلاق مرحلة جديدة، ولابد من التأكيد على أن هذا الدستور بلور بذكاء الخصوصية المغربية المتشبثة بهويتها الإسلامية السمحة تحت ظل إمارة المؤمنين، والمصرة على تعدد مكونات هويتها الغنية وعلى اختيارها الديمقراطي وعلى مكتسباتها الحقوقية المنفتحة على المكتسبات الكونية، فهو سياق وطني نوعي، غير مسبوق، وواعد، ومؤتمر الحزب المقبل سيتعامل مع هذا السياق بإيجابية وجرأة وتبصر وتفاؤل. لكن لماذا اخترتم التموقع في المعارضة رغم تبوئكم الرتبة الثالثة في انتخابات 25 نونبر 2011؟لقد اخترنا موقع المعارضة لتوضيح المشهد السياسي الوطني، واعتبرنا أنه من المفيد جدا خدمة بلدنا من موقع المعارضة، سيما بعد أن منح الدستور الجديد مكانة متميزة للمعارضة البرلمانية بموجب فصله العاشر.وطبعا نحن سنمارس هذه المعارضة انطلاقا من توجهات حزبنا ومواقفه وقناعته الراسخة في حق الآخر في الوجود والنجاح ولو اختلفنا مع توجهاته ومنطلقاته. لهذا ستكون معارضتنا قوية نقدية وجريئة، لكنها بناءة ومبادرة مع تغليب المصلحة العليا للوطن في جميع الظروف والأحوال، ومن تتبع موقف حزبنا وفريقه بالبرلمان إزاء مشروع قانون المالية 2012 سيقف على ذلك بكل جلاء. وأود التأكيد في هذا الصدد على أن حزبنا يؤمن إيمانا راسخا بإتاحة الفرصة للتداول السياسي الحزبي تأسيسا على تناوب المشاريع والمقاربات والاستراتيجيات المتصلة بتدبير قضايا الشأن العام. لقد كان لحزبنا حضور مهم وفاعل في العمل الحكومي خلال العشرية الأخيرة منذ تشكيل حكومة التناوب في 2002 وحتى عهد الحكومة السابقة. وساهمنا في إطلاق عدد من الأوراش والاستراتيجيات والسياسات العمومية الناجحة، ونحن نعترف أنه اعترضتنا صعوبات وربما إخفاقات في بعض المجالات، والآن على الآخرين أن يقدموا سياستهم واستراتيجياتهم ومشاريعهم، لذلك ليس من المعقول أن نتهافت جميعا نحو المشاركة في الحكومة، فليس لنا عقدة إزاء ضرورة المشاركة الحكومية، نحن نريد مواجهة بين المشاريع والبرامج والبدائل. هذا هو المغرب الذي نريده ونعمل من أجله.أين وصلت التحضيرات المتعلقة بالمؤتمر الوطني الخامس لحزبكم؟إنها جارية على قدم وساق، فالمقر المركزي للحزب، والمنسقيات الجهوية والإقليمية عبارة عن خلايا نحل نشيطة. حيث تجتمع مختلف اللجن المتخصصة التي تشتغل ليل نهار وعلى مواضيع سياسية ومذهبية واقتصادية واجتماعية وتنظيمية...وهناك حماس كبير يطبع عمل جميع مناضلات ومناضلي الحزب، والقيادة الحزبية من أجل إنجاح المؤتمر. هناك وعي كبير بأهمية هذه اللحظة التاريخية، وبالمسؤولية التي تنتظر الحزب في هذه المرحلة الدقيقة التي تعيشها بلادنا.كيف حال الفريق النيابي الذي ترأسونه وما هو منظوركم لعمله خلال هذه الولاية التشريعية؟أريد أن أنوه من خلال جريدتكم بعمل جميع التجمعيات والتجمعيين أعضاء الفريق، وهو بالمناسبة يضم فئات عمرية مختلفة ذات مستويات تعليمية عالية. لقد ساهموا بنشاط وحماس ومسؤولية ووطنية في جميع أعمال الفريق. كان آخرها المساهمة الجماعية الناجحة في بلورة المداخلة التي ألقيتها نيابة عن الفريق أثناء مناقشة مشروع قانون المالية، كما ساهموا بفعالية في مناقشة الميزانيات الفرعية داخل اللجان الدائمة وفي الجلسات العامة.وإذا كنا قد لاحظنا بعض الغيابات خلال التصويت على مشروع ميزانية 2012 في الجلسة العامة، أريد أن أوضح هنا أن رهان التصويت على المشروع بالنسبة لفريقنا لم يكن كبيرا ما دمنا قد اتخذنا موقف الامتناع عن التصويت باعتبار أنه لا يمكن أن نصوت بالرفض على مشروع ميزانية مستنسخ في جله من مشروع أعدته الحكومة السابقة التي كان يتحمل فيها رئيس حزبنا منصب وزير الاقتصاد والمالية. أما فيما يخص منظورنا لعمل الفريق فإنني ألخصه في كلمتين «المبادرة والجرأة»، لذلك سيتقدم فريقي إن شاء الله خلال هذه الولاية التشريعية بعدة مبادرات واقتراحات، علما أننا نعتبر فريق المعارضة الأول من حيث الترتيب العددي، ولأننا نستمد قوتنا من الدستور الذي منح المعارضة البرلمانية وضعا دستوريا خاصا.وأود إخباركم في هذا الصدد بأن فريقي انتهى من إعداد مقترح قانون «بإحداث مقاولة التشغيل الذاتي- بداية» وهو يتضمن اجتهادات، للمساهمة في محاربة معضلة التشغيل سنكشف عنها في حينها. كما أن فريقي منكب على تحضير مقترح قانون جديد حول حقوق المريض نظرا للغياب التام لأي تفعيل خاص بهذا الموضوع الحيوي الذي يشغل بال الرأي العام. كما أن هناك مبادرات أخرى نعكف على تحضيرها لا يتسع المجال الآن لذكرها.ماذا عن علاقة الفريق النيابي بالحزب؟في الحقيقة يعتبر الفريقان البرلمانيان التجمعيان بمجلس النواب ومجلس المستشارين ذراعي الحزب في المجال السياسي البرلماني.ولابد من التذكير هنا بأن خصوصية النشأة التاريخية لحزبنا التي تمت داخل قبة البرلمان ومن طرف البرلمانيين التجمعيين، تجعل البرلماني التجمعي يحتل موقعا هاما بل استراتيجيا في العمل السياسي الحزبي، ونحن نعمل بتناغم تام مع القيادة الحزبية، وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي هم أعضاء في الفريق النيابي ورئيس الحزب نفسه نائب برلماني يحضر معنا باستمرار في الاجتماعات الأسبوعية للفريق، ويساهم في تعميق التواصل بين الحزب والفريق وينورنا بالمعلومات الحزبية والسياسية التي تساعد الفريق على تحمل مسؤولياته بوعي تام بالمعطيات السياسية والتوجهات الحزبية. ما هو الأفق العام والاستراتيجي الذي يشتغل في اتجاهه الفريق النيابي التجمعي؟إنه الأفق الديمقراطي الحداثي الذي تبناه الحزب والذي يندرج في إطار المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي الذي يعمل على إرسائه صاحب الجلالة أمير المؤمنين رائد النهضة الديمقراطية والمجتمعية الحداثية، وضامن الاستقرار والحقوق، ورئيس الدولة المؤتمن على الدستور وعلى دوام الدولة ووحدتها وازدهارها. رشادي: التجمع سباق إلى صناديق الاقتراع لقد كان التجمع الوطني للأحرار سباقا غداة انعقاد المؤتمر الوطني الرابع لحزبنا في 2007 إلى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسه، وسيكرس المؤتمر الخامس نفس التوجه، لكن لابد من تكييف هذا التوجه مع التعديلات الجديدة للنظام الأساسي للحزب المعروضة على أنظار المؤتمر المقبل.وكيفما كان الحال فإنه في حالة وجود مرشح واحد للرئاسة، فمن الوارد أن يصوت عليه المؤتمر بصفة توافقية. وأعتقد أن السجل النضالي الحافل للأخ صلاح الدين مزوار يؤهله ليقود الحزب للمرة الثانية، إما في إطار توافقي، أو في إطار انتخاب تنافسي.ما هو أساسي بالنسبة لنا هو أن يكون رئيس الحزب نابعا بصفة ديمقراطية من أعلى هيأة حزبية وهو المؤتمر العام وبالاحترام التام لإرادة مناضلاته ومناضليه، وبشكل يكرس وحدة الحزب وتماسكه وإشعاعه. أجرى الحوار: إحسان الحافظي

رشادي: مزوار مؤهل لقيادة الأحرار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

2009... سنة سقوط المنصوري

مـزوار: الإعـداد يـجـري بـشـكـل طـبـيـعـي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات