مضاربو اللوازم المدرسية … مصاصو الدماء

تجار الأزمة يستغلون احتياجات الأسر مع الدخول المدرسي للمضاربة بالأثمان مع اقتراب الدخول المدرسي ينتعش سوق الكتب واللوازم المدرسية، وتبدأ المضاربات التي تكون الأسر ضحيتها الأولى والأخيرة، التي لا تجد بدا من أن تستسلم لها بغية توفير الكتب لأبنائها. المضاربة في اللوازم المدرسية يستغلها بعض الكتبيين لرفع أثمنة الكتب والدفاتر وباقي الأدوات، رغم أنه في الغالب تكون أسعارها معروفة أو حتى مطبوعة على ظهر الكتب، لكن ذلك لا يمنعهم من التلاعب فيها، خاصة في حالتين، الأولى تخص عدم وجود كتب بالقدر الكافي في السوق، والثانية في الشق المتعلق ب «الكريدي»، إذ يعمد بعض الكتبيين إلى تقديم خدمة الدفع المؤجل والتي تشكل بالنسبة للآباء طوق نجاة بالنظر إلى كثرة المصاريف التي تصاحب الدخول المدرسي. تحكي عائشة وهي أرملة وأم لابنين أحدهما يدرس في السادس ابتدائي، والثاني في القسم الرابع، أنها تعيش منذ الأسبوع الأخير لشهر غشت على واقع كابوس يلازمها، أينما حلت وارتحلت بالنظر إلى مصاريف الدخول المدرسي التي تنتظرها كل سنة، ولا تجد أمامها إلا كتبي الحي الذي يمدها بتلك اللوازم مع تأجيل الدفع أو تقسيطه على شهرين، تقول إنها تعرف جيدا أنه يغالي في الأثمان لكنها لا تستطيع مناقشته في الأمر بل إنه يفرض عليها أن تشتري كل المستلزمات بمافيها الحقيبة، إن هي أرادت أن تستفيد من الدفع المؤجل، كما أنه يرفض أن يبيعها المقررات فقط، وليست وحدها من تخضع لابتزاز وضغط الكتبي، بل أغلب سكان الحي الذين لهم دخل محدود لا يستطيع معه رب الأسرة أن يوفرها في ساعتها فيكون ضحية تجار الأزمة. التعامل بتلك الطريقة يبررها أحد الكتبيين الذين التقتهم «الصباح»، بأن العملية تخضع لقانون العرض والطلب، وليس في الأمر أي ابتزاز، على اعتبار أنه يقدم خدمة مؤجلة الدفع، تتطلب من المستفيد منها أن يقبل بالثمن الذي يحدده الكتبي، كما أن عليه أن يقتني جميع المستلزمات لأن ذلك الكتبي حسبه هو الآخر له التزامات لا تقبل أي تأخير، كما أن انتشار الباعة الجائلين الذين يمتهمون بشكل موسمي حرفة بيع الأدوات المدرسية أثر بشكل كبير على الكتبي الذي أضحى يجد نفسه عاطلا عن العمل طيلة السنة، لأن زبناءه يتنكرون له بمجرد ما يجدون سلعة أرخص، فعندما يرفع من بعض الأثمنة أو يحدد شرط ضرورة اقتناء جميع اللوازم فهو يحمي نفسه وسلعته. ولا تتوقف تبريراته عند هذا الحد ولا يقبل اتهامه بالابتزاز واستغلال الحاجة، إذ يؤكد أن من يتحمل ذلك هي الدولة التي عليها تقنين القطاع وتوفير كتب مدرسية بأثمنة مناسبة. بين الحاجة الملحة والربح غير المبرر تبقى الدولة عاجزة عن حل تلك الأزمة التي تتخبط فيها الأسر، والتي قد تدفع بعضها إلى التخلي عن تعليم أبنائها. كريمة مصلي

مضاربو اللوازم المدرسية … مصاصو الدماء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مليون محفظة... جعجعة بلا طحين

الإصابة تغيب سكومة 15 يوما

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات