بورتري: مـزوار… الـنـيـران الـصـديـقـة

لم يكن يعتقد أغلب اللاعبين والمسيرين والمدربين أن حملهم للشارة السوداء احتجاجا على قرار فرض الضرائب على الأندية، هو بسبب قرار أصدره زميل لهم في الحرفة، كان يتقاضى دراهم معدودات حين كان يمارس رياضته المفضلة.فالقرار أصدره وزير المالية السابق صلاح الدين مزوار الذي كان لاعبا للمنتخب الوطني لكرة السلة ومديرا إداريا للرجاء الرياضي في نهاية الثمانينات. مزوار انطلق من ضرورة فرض هذه الضريبة، لأن المجال الرياضي تغير كثيرا والأندية، خصوصا الممارسة فيها لكرة القدم، أصبحت تروج الملايير ولا يعقل أن تظل بعيدة عن أعين مصالح الضرائب.من جانبهم يرى الرياضيون خاصة ممارسي كرة القدم أنه لا يمكن تطبيق هذا الإجراء في الوقت الراهن ، لأن الأندية مثقلة بالديون٬ واللاعبين مازالوا في مرحلة انتقالية بعد اعتماد نظام الاحتراف في الموسم الرياضي الحالي (2011-2012) وتطبيق هذه الضريبة يتطلب إعادة هيكلة عميقة للأندية التي يخشى أن تجد نفسها أمام مشاكل تدبيرية.مزوار، مزج مساره الأكاديمي (شهادة عليا من جامعة فونتينبلو الفرنسية، ثم على دبلوم الدراسات المعمقة في العلوم الاقتصادية من جامعة العلوم الاجتماعية بغرونوبل بفرنسا؛ بعد أن كان نال دبلوم السلك العالي في التدبير من المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالدار البيضاء)، بخبرة ميدانية طويلة بدأها بمهمة بالقسم الإداري في وكالتي توزيع الماء والكهرباء بالرباط وطنجة، حيث قاد المصالح الإدارية لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يتبعها بالتدبير المالي لمقاولة فرنسية-تونسية، ويلتحق بمكتب استغلال الموانئ، حيث وضع لبنات مديرية العمل الاجتماعي، وفي مستهل عقد التسعينات، التحق بمجموعة إسبانية تنشط في قطاع النسيج، وسرعان ما عين مديرا لأحد فروعها بمدينة سطات، قبل أن يصبح مديرا تجاريا للمجموعة في المغرب وإفريقيا والشرق الأوسط. فكانت تلك بوابة الرجل على الأسواق الدولية والامتداد العالمي للمقاولات الصناعية، عشية إنشاء منظمة التجارة العالمية، قبل أن يتقلد حقيبة الصناعة والتجارة في حكومة جطو، وبعدها وزيرا للمالية في حكومة عباس الفاسي.وعندما قرر مزوار فرض الضريبة على الرياضيين، كان متأكدا من أنها ستثير الكثير من اللغط، خصوصا من طرف أندية كرة القدم، لأنه يدرك جيدا، بالنظر إلى السنوات التي قضاها في إدارة الرجاء الرياضي، مدى العشوائية التي تسير بها الأندية المغربية، وأنها بحاجة إلى إعادة هيكلة وتصور جديد من أجل إنجاح الاحتراف الذي تتحدث عنه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.ويعتبر العديدون أن هذه النيران الصديقة التي أصابتهم من رياضي سابق مثلهم، عانى هو الآخر مشاكل جمة خلال مساره الرياضي، ستكون بدايتها صعبة رغم موافقة الأندية على مضض على أدائها، فيما يعتقد البعض الآخر، أن الوزير السابق الذي كان مفخرة الرياضيين رفقة عبد القادر لشهب، سفير المغرب في روسيا، أخطأ عندما قرر أن يظلم فئة ظل هو الآخر يفتخر بالانتماء إليها. أحمد نعيم

بورتري: مـزوار… الـنـيـران الـصـديـقـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فضيحة الدجاج الفاسد بالسجون تصل البرلمان

أنـديـة كـرة الـقـدم تـلـتـقـي أوزيـن غـدا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات