التلفزيون يغازل الإسلاميين

إعلاميات محجبات يظهرن على الشاشة بعد سنوات من الاشتغال في الظل يبدو أن «حمى» الإسلاميين، بدأت تغزو التلفزيون المغربي، بعد أن غزت صناديق الاقتراع قبل ذلك، وأفرزت لنا حكومة شبه ملتحية، بقيادة عبد الإله بنكيران، صاحب «فتوى» منع الصحافيات المرتديات «التي شورت» من دخول قبة البرلمان، بعد أن اعترض، (وكان حينها في المعارضة) على لباس أمينة خباب، صحافية القناة الثانية، ذات جلسة برلمانية.وفي سياق رياح «الخريف» العربي التي هبت على المنطقة منذ مطلع 2011، وأوصلت الإسلاميين إلى الحكم في العديد من بلدانها، عمد تلفزيوننا، ونخص بالذكر القناتين الأولى والثانية، في المدة الأخيرة، إلى تليين سياسته بشأن ظهور المذيعات والإعلاميات المحجبات على الشاشة، بعد أن كان المشرفون عليه، قبل سنوات من اليوم، صارمين بخصوص هذه المسألة، بل وصل بهم الأمر أحيانا إلى إقصاء وممارسة التمييز في حق إعلاميات كن يتميزن بالكفاءة، ومنعن من الظهور أمام المشاهدين، لمجرد ارتدائهن الحجاب، على شاكلة ما وقع لسمية المغراوي وسعيدة بن عائشة في القناة الثانية، أو قمر آيت مالك، بالقناة الأولى، وذلك رغم عدم وجود أي قانون يمنع تشغيل المحجبات في المؤسسات الإعلامية.في المدة الأخيرة، بدأ تلفزيون العرايشي في مغازلة الإسلاميين، وبدأت بعض الأسماء تظهر على الشاشة بحجابها ليتعرف عليها المشاهدون لأول مرة طيلة مسارها المهني، على غرار صحافية محتجبة بالقناة الأولى، ظهر وجهها على الشاشة بعد انتهائها من قراءة تقرير إخباري ب»الأوف»، في إشارة واضحة إلى أن الباب أصبح مفتوحا اليوم لظهور المحتجبات. أما القناة الثانية، فقد استضافت في إحدى نشراتها الإخبارية المسائية، بالفرنسية، شابة ناشطة في صفوف حزب العدالة والتنمية، تحدثت على الشاشة وهي ترتدي حجابها، عن المسيرة التي نظمت الأسبوع الماضي ضد نظام بشار الأسد... وهي الإشارات التي تستدعي أكثر من تساؤل حول الداعي من وراء هذه السياسة الجديدة؟ هل تأتي اليوم على خلفية الرسالة التي بعثتها مجموعة من الإعلاميات المحجبات إلى مصطفى الخلفي، احتجاجا على التمييز الذين يعانونه في وسائل الإعلام الوطنية؟ أم على إثر التحذير الذي وجهه وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، المنتمي إلى العدالة والتنمية، على القائمين على الإعلام السمعي البصري العمومي، من إقصاء المحجبات، وتعهده، خلال لقاء جمعه بطلبة المعهد العالي للإعلام والاتصال، برفع كل أشكال التمييز ضدهن؟ لا يملك أحد الحق في منع إعلامية من الظهور على الشاشة أو ممارسة عملها الصحافي. ووسائل الإعلام، خاصة العمومية منها، يجب أن تكون مفتوحة أمام الجميع بشرط التوفر على الكفاءة والمهنية، وهي مسألة لا يجادل فيها اثنان، لكن أن يعمد المشرفون على التلفزيون إلى ممارسة سياسة النفاق و»لحيس الكابا» في قضايا «حساسة» نوعا ما، فذلك من شأنه أن يفتح الباب أمام فرض ممارسات أخرى قد تنزع عن بلادنا الكثير من مكتسبات الحرية والحداثة والانفتاح. نورا الفواري

التلفزيون يغازل الإسلاميين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وجوه جديدة تعيد الثقة إلى المنتخب

ندوة القضاة حول المادة 66 من قانون المسطرة الجنائية (الحلقة الثانية)

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات