طاليس: وصلت غير بالضحك

طاليس ... كدت أكون إرهابيا 4 خلف ابتسامته وحسه الفكاهي، تختبئ معاناة كثيرة عاشها ومازال يتذكر تفاصيلها إلى اليوم. إنه عبد العالي لمهر، المعروف ب "طاليس"، الذي كانت بدايته بدوار السكويلة ومعاناته مع الفقر والتطرف قبل أن يدخل عالم الشهرة. إنجاز: إيمان رضيف بعض المرات ما كناش كنلقاو حتى عشرة الدراهم باش نشريو ما ناكلو شاب في مرحلة المراهقة، يعيش حالة تشرد "لا حنين لا رحيم"، كل يوم يبيت في مكان، وإذا تناول وجبة عشاء، يكون غير متأكد أنه سيدخل إلى معدته شيئا آخرا، والأهم من ذلك، أنه "متبلاش"، ولم يتعاط لأي نوع من المخدرات، وواظب على حضور دروس المسرح، باعتبار أنه المتنفس الوحيد الذي كان أمامه لإفراغ طاقته وليثبت أنه موجود... هذا جزء من حياة الفكاهي طاليس الذي استطاع أن يفرض نفسه في الساحة الفنية، وأن يضم إليه العديد من الفكاهيين الشباب ليكونوا مجموعة "إيموراجي"، تحدى مخطط والده ليكون "امقدم" يحصل على أجر شهري قار وتكوين أسرة، وعاش ويلات حياة التشرد بكل تفاصيلها. من بين المواقف المضحكة التي عاشها طاليس في تلك الفترة، نومه في "سدة" منزل صديقه "كان يقول لي نعس وما تقلبش باش دارهم ما يحسوش بيا، وما يسيقوش الخبار راني ناعس في الكوزينة". يقول طاليس إنه ظل دون منزل أو معيل، حتى التقى شخصا يدعى المشتري، كان ينظم مهرجانات بالبيضاء "طلبت منه الاشتغال معه، وهو الأمر الذي وافق عليه دون تردد، فعرفني على الفكاهي إيكو، الذي كان سيشارك أيضا في المهرجان، قادما من مراكش"، يقول طاليس قبل أن يضيف أنه منذ ذلك الحين، توطدت علاقته بإيكو، سيما أن الرجل، وضع منزلا تحت تصرفهما، استقرا فيه لمدة طويلة، قبل أن يلتحق بهما رشيد رفيق "بعض المرات ما كناش كنلقاو حتى عشرة الدراهم باش نشريو ما ناكلو عشنا ظروفا صعبة جدا، وفي وسط لا تتوفر فيه شروط العيش الكريم، الطوبات كانون كيجرو لينا المانط، وسراق الزيت فوق ريوسنا"، على حد تعبيره. ورغم كل ما عاشه طاليس تشبث بحلمه، ووضع صوب عينه هدفا، تحمل الكثير من أجل تحقيقه، ولم يفكر في العودة إلى الوراء، أو حتى الرجوع إلى زاكورة حيث ولد وعاش سنواته الأولى، ليعيش حياة "دون طعم"، ويتقبل الأمر الواقع، إلى أن وصل "غير بالضحك" على حد تعبيره، إلى حلمه، وبلغ ما كان يتمناه والذي من أجله وضع حياته في خطر وغامر وغادر حضن عائلته وتسكع في عالم المجهول، بحثا عمن يمد له يد العون والمساعدة، وينتشله من العالم الذي كان يتخبط فيه.

طاليس: وصلت غير بالضحك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كيـف تتـجاوز العـيـاء؟

إقبال على "الجبن البلدي"

مقالات ذات صلة