مساعدو القضاء… مهن تمتحن العدالة

محامون وعدول وأطباء وخبراء يشكلون حجر الزاوية في إصلاح القضاء يشبه دور المهن المساعدة للقضاء كفتي الميزان، إذا فسدت إحداهما اختلت العدالة، فهي نبض المجتمع تُدافع عنه، وتضمن حقوق أفراده، دون مساس بالمحاكمة العادلة.وعادة يستعين القضاة عند أدائهم مهامهم، في كثير من الأحيان، بالعديد من أصحاب الاختصاص الذين ينتمون إلى مهن مختلفة يخضع كل منها إلى جملة من المبادئ ضبطتها قوانين خاصة. كما يستعين المتقاضون ببعض أصحاب المهن ذات الصبغة القانونية أو الفنية لإثبات حقوقهم أو القيام بالإجراءات القانونية أمام المحاكم. ويرى حقوقيون أن قطاع العدل والحريات يشكل اليوم مرفقا عموميا أضحى بحكم الدستور الجديد يخضع لمعايير الجودة والشفافية والمحاسبة والمسؤولية، فإذا كانت السلطة القضائية مستقلة عن السلطتين التشريعية والتنفيذية، فإن مساعدي العدالة وأسرة القضاء من محامين وخبراء وأطباء ومهندسين وتقنيين وكتبة الضبط وموثقين وعدول ومفوضين قضائيين ومساعدين اجتماعيين وضابطة قضائية، هم المحور الأساسي داخل القطاع.وتتعدد مهام مساعدي القضاء، فكتابة الضبط أحد أهم مكونات منظومة العدالة، لأنها تقوم بأدوار كبرى، ابتداء من انعقاد الجلسات وأثناءها وفي كل المراحل، إلى حين صدور الحكم وتبليغه وتنفيذه وصيرورته نهائيا غير قابل لأي طعن، فأعوان التبليغ مكلفون بإيصال الاستدعاءات والإنذارات والأحكام إلى الأطراف المتقاضية، والشيء نفسه بالنسبة إلى أعوان التنفيذ والعريفة التابعين إلى المحكمة والذين يخصص لهم تعويض هزيل، لا يتعدى مبلغ خمسة عشر درهما في اليوم ودون أي وسيلة نقل، ناهيك عن المفوضين القضائيين الذين يقومون بوظائف التبليغ والتنفيذ، وهم قطاع خاص تابع لوزارة العدل ويتوفرون على مقرات لعملهم خارج المحاكم تحت مسؤوليتهم وعهدتهم، وجاؤوا لمساعدة أعوان التبليغ والتنفيذ التابعين للمحكمة، لكنهم اصطدموا بجسامة المسؤولية أمام هزالة التعويضات المخصصة لهم، ذلك أن تبيلغ الاستدعاءات والإنذارات والأحكام يكون بتعويض هزيل يتراوح بين 3 دراهم في الاستدعاءات الجنحية و50 درهما في الباقي.وتتمثل خطورة مسؤولية مساعدي القضاء عندما يصدر عنهم خطأ، إذ يعرضون على المجالس التأديبية من أجل التوبيخ والاستفسار والتوقيف عن العمل لمدد مختلفة وأحيانا يقدمون أمام العدالة، وتصل العقوبات، أحيانا، إلى عشر سنوات سجنا. خالد العطاوي

مساعدو القضاء… مهن تمتحن العدالة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشهادة الطبية... محاباة تزج بالأبرياء في السجن

مؤسسة الفكر العربي تطلق حملة "بالعربي"

مقالات ذات صلة