الأسواق الممتازة… تنوع وجودة وحرص على الصحة

تراهن على الجودة وحماية صحة المستهلك وتنويع المنتوج لاستقطاب مزيد من الزبناء النصف الثاني من كل يوم سبت محجوز في أجندة أسامة ح. فعصر كل سبت، تقريبا، يستقل سيارة أجرة متوجها إلى سوق ممتاز بحي أكدال بالرباط. أسامة طالب في السنة الثالثة بإحدى مدارس تخريج المهندسين بالعاصمة الرباط. يتوفر في غرفته، المشتركة مع طالب آخر بإقامة طلابية خاصة بمدينة العرفان، على ثلاجة من الحجم المتوسط. الإقامة، على خلاف الأحياء الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالي، لا توفر المأكل لقاطنيها. هذا العامل، علاوة على حذره المتأصل من الوجبات المقدمة بمحلات الوجبات السريعة أو «ماكلة الزنقة» بالتعبير الدارج، جعلاه يواظب، باستثناء أيام العطل التي يقضيها رفقة عائلته، على زيارة السوق الممتاز القريب من مدينة العرفان.يتسوق من هذا السوق كل شيء تقريبا، من الشكولاتة وحتى اللحم والنقانق التي يجيد طهيها، مرورا بكريمات وآلات الحلاقة وقطع الصابون والشامبو والخضروات والفواكه والأجبان والبسكويت... وأحيانا حتى الخبز. تسوق أسامة من سوق ممتاز، أو مساحة كبرى كما في لغة أهل الاقتصاد، لا يعني أنه ثري، بل يتحدر من أسرة متوسطة. والده رجل تعليم في السلك الثانوي، ووالدته ممرضة بمدينة شفشاون، لكن ما يشجعه على قصدها عصر كل يوم سبت هو أن هذه المساحات «اجتمع فيها ما تفرق في غيرها». فعوض الطواف على الدكاكين والمحلات التجارية لاقتناء كل بضاعة على حدة، فإنه يجد غالب حاجياته في سوق ممتاز، وبأسعار قد تنخفض نسبيا عن سعر السوق، وبجودة ممتازة وفي ظروف حفظ وعرض تراعي، ظاهريا، الشروط الصحية.أسامة نموذج فقط لمئات الآلاف من الأفراد والأسر التي صارت تجد في الأسواق الممتازة ضالتها. ذلك أن تنوع العرض وتقديم منتوج أو سلعة بأسعار مغرية واتباع نظام لعرض المنتوجات الحساسة وسريعة التلف، مثل اللحوم بأنواعها والخضر والفواكه...، بأساليب تضمن الحفاظ عليها طرية وطازجة أطول فترة ممكنة، هي من العوامل التي تشجع هؤلاء على التوجه إليها، حتى لو تطلب الأمر استقلال السيارة أو سيارة الأجرة للتوجه إليها، ذلك أن أغلب المساحات الكبرى، التي هي فعلا اسم على مسمى، تتخذ من أطراف وضواحي المدن مستقرا لها، بعد أن ضاقت بها جنبات المدن الكبيرة بما رحبت.وفي جولة ل»الصباح» بالسوق الذي يقصده أسامة، والواقع في أحد المحاور الرئيسية لحي أكدال، مساء السبت الماضي عاينت أمهات وآباء وأزواجا وأحيانا أسرا كاملة... تتجول بين رفوف هذا السوق الممتاز متطلعة إلى منتوجات ومواد وبضائع مرتبة بأناقة ودقة كبيرتين وكأنها لوحات هندسية مختلفة الألوان والأشكال. كل السلع وُضعت وفق هندسة تضفي عليها إغراء ومظهرا آسرا. وحدها حبات البطاطس والطماطم والفواكه مثل البرتقال متكومة على بعضها، لكنها في حال أفضل مما قد تكون عليه لدى بائع فواكه أو خضر في محل تعلوه الأوساخ والأتربة ويصول ويجول فيه الذباب.الجناح الذي يأوي أصناف الياغورت وباقي المنتجات الحليبية المصفوفة بطريقة تأسر العقول وتستأثر بالاهتمام كثيرا، ينط فيه الأطفال ويستجدون آباءهم أو أمهاتهم على اقتناء واحدة من العلب ذات الألوان الزاهية والمغرية. الأمر نفسه يحدث بجوار رفوف الحلويات والبسكويتات والشكولاتة، التي تسيل لعاب الأطفال وأحيانا حتى الكبار. «إضافة إلى الجودة وظروف التخزين الصحية هناك عامل الأسعار المعلقة إلى جانب كل منتج»، يجيب رجل، في حوالي الأربعين من العمر، عن سؤال «الصباح» حول ما يدفعه إلى تفضيل التسوق بالمساحات الكبرى. ثم يضيف، وهو يدفع عربة صغيرة وإلى جانبه طفلته الصغيرة، «تجميع منتوجات وسلع متنوعة في مكان واحد أمر يشجع الزبون على الإقبال على الأسواق الممتازة».من سهر الأسواق الممتازة على الجودة، والتي من مظاهرها النظافة، أنها توظف نساء نظافة يتعاقبن على ترك الأرضيات المغلفة زليجا أبيض تلمع نظافة، إضافة على دأب المستخدمين المتواصل على الانتباه إلى البضائع والأدوات والمواد التي يغير المتبضعون مواضعها وهم يبحثون عن ضالتهم. ويقول حميد، وهو واحد من المستخدمين بالسوق الممتاز الذي تجولنا في أركانه، إن إدارة السوق تصدر إلى كافة المستخدمين تعليمات بشكل متواصل من أجل الحرص على احترام طريقة عرض المنتوجات والسلع والسهر على النظافة وتعهد كل الأجنحة بالمراقبة المستمرة والتأكد مما إذا كان كل شيء في مكانه، وهي تعلم علم اليقين أن المزيد من الحرص على الصحة والجودة وتنويع العرض يعني المزيد من الزبائن الذين تشبعوا، ومازالوا، بثقافة الاستهلاك. محمد أرحمني

الأسواق الممتازة… تنوع وجودة وحرص على الصحة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المنتوج الاقتصادي عنصر جذب بالمساحات التجارية الكبرى

إغلاق أزيد من ألفي متجر بالبيضاء بسبب المنافسة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات