سبيلا: وصول الإسلاميين إلى السلطة استحقاق تاريخي

شلقم السياسي الليبي قال في مداخلة إن مجتمعاتنا في حاجة إلى الإسلاميين. اعتبر محمد سبيلا، المفكر والباحث في مجال الفلسفة، أن العالم العربي يعيش اليوم تحولات شبه نوعية، أو مفصلية كبرى، بعد التجارب الديمقراطية الناتجة عن الربيع العربي التي أنتجت صعود التيارات الإسلامية إلى السلطة، وهي التحولات التي ينظر إليها سبيلا من زاوية الاستحقاق التاريخي. وأوضح سبيلا، في سياق مداخلته بندوة "الحركات الإسلامية والفضاء السياسي في المغرب العربي"، التي نظمتها وزارة الثقافة على هامش انعقاد الدورة 18 من المعرض الدولي للكتاب والنشر، الذي تنتهي فعالياته غدا (الأحد)، أن ما يحصل اليوم في العالم العربي يأتي في سياق دورات تاريخية تفرز نخبا وإيديولوجيات معينة، لم تبتدئ اليوم بل منذ الحركة الوطنية التي حققت الاستقلال واستعادة الدولة، لتأتي بعدها دورة الحركات التقدمية، التي اعتبر المفكر المغربي أنها استمرار بشكل من الأشكال لسابقتها، وتتقاسم معها الهدف نفسه، وهو تقسيم الثروات وتوزيعها بالعدل وإنصاف المستضعفين، لنصبح اليوم أمام دورة النخب الإسلامية التي "تعتبر بدورها امتدادا لهذه الحركات في دعوتها إلى نوع من العدل الاجتماعي"، حسب قوله.وأشار سبيلا في سياق مداخلته قائلا "عندما نتحدث عن الحركات الإسلامية، فمن المؤكد أننا نفكر في ما حدث في العالم العربي من حراك جماهيري شمل مجموعة من الدول العربية في إطار ما أصبح يعرف بالربيع العربي، والذي بدأ كنوع من الاحتجاج ضد الأنظمة السياسية القائمة وانتقل بالتدرج إلى عدوى". وأضاف "لقد بدت تلك الاحتجاجات الشعبية ضد أنظمة قمعية تسلطية متآمرة، رغم الاختلافات بين الحراكات، وكأن التاريخ العربي الحديث يسير في خط التاريخ العالمي، وأنها خطوة نحو التخلص من الاستبداد السياسي وتوجه نحو إقرار ديمقراطية أكبر وإقامة أنظمة سياسية عقلانية يتلوها توزيع ثروات وتحرر من الوصاية الأجنبية، لكن المشهد تغير في مرحلة ثانية وبدأت نتائج الثورات تظهر بدرجات متفاوتة، وظهر شيء جديد في الأفق هو انتصار الحركات الإسلامية، مما جعل التساؤلات تطرح والمخاوف تعم".وحذر سبيلا من مغبة السقوط في إصدار الأحكام المسبقة على وصول الإسلاميين إلى السلطة، "إذا كان العرب فعلا يؤمنون بالديمقراطية وثقافتها، وليس فقط بآلياتها ووسائليتها".من جهته، تحدث عبد الرحمن شلقم، السياسي الليبي ومندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة، خلال الندوة نفسها، عن "موضوعة الإسلام"، التي قال عنها إنها تحمل خلطا ومغالطات خطيرة لدى الكثيرين. وأضاف "نحن نريد الإسلاميين وفي حاجة إليهم لبث جرعة دينية مطلوبة في مجتمعاتنا العربية الإسلامية"، ضاربا المثل بالأحزاب المسيحية التي حكمت في إيطاليا وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، وجعلت من أولوياتها الاهتمام بالأيتام والأرامل والعاطلين.وقال شلقم "نحن نريد الإسلام وليس الشريعة، لأن التدبر غير التفسير والتأويل والشرح. لا يمكن أن أقول للمواطن اليوم الإسلام هو الحل، في حين أن لديه مشكلة في مجاري المياه مثلا. هل سأحلها له بالليل إذا عسعس...؟ ثم هل الدولة تصلي أو تزكي أو تصوم أو تحج؟ يجب أن ننكب حاليا على التعليم ونؤسس لسيادة القانون إذا كنا نريد أن نتقدم".وختم شلقم مداخلته بالقول "نحن في حاجة إلى الإسلاميين. إنه إكراه. لكننا لا نريد حزبا إيديولوجيا. أوربا أقامت ديمقراطيتها عبر التركيز على القضاء والتعليم والقانون وبناء الوطن. ونحن بدورنا نريد أن تتحول عبارة ولقد كرمنا بني آدم، التي وردت في القرآن، إلى سياسة حقيقية". نورا الفواري

سبيلا: وصول الإسلاميين إلى السلطة استحقاق تاريخي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مسار: الطيب الصديقي ... المهووس النصي

الثورات لا تتشابه... سوريا ليست اليمن !

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

الثورات لا تتشابه... سوريا ليست اليمن !