عروض مشجعة لوكالات الأسفار خلال عطلة الشتاء

أسر تلزم بيوتها أو تكتفي بزيارات الأقارب والأهل في هذا الفصل البارد والقارس، تتضاءل الوجهات التي تستقطب الباحثين عن قضاء عطلة فصل الشتاء، التي تتزامن مع انتهاء الفصول الأولى للمستويات الدراسية. فالكثير من الأسر المتوسطة وذات الدخل المحدود، تستعيض عن العطلة في المنتجعات الساحلية بالمكوث في المنزل أو الاكتفاء بتبادل الزيارات أو قضاء العطلة عند الأهل والأقارب.يقول عبد الصمد، موظف بولاية الرباط، إن جل أسفاره تكون في فصل الصيف، أما في فصل الشتاء، فيقلص إمكانيات السفر، ويضيف أنه يجعلها قاصرة على بعض المرتفعات الجبلية أو المناطق التي تتوفر بها مؤهلات سياحة قروية، علما أن عبد الصمد من الناس الذين يقضون عطلتهم الصيفية على شواطئ الرمال الذهبية.أما في فصل الشتاء، والذي يتزامن مع العطلة المدرسية لمنتصف السنة الدراسية لأطفاله الثلاثة، فإن البرنامج لا يزيد عن جولات في بعض المنتزهات بالرباط أو في ضواحيها، وحتى هذه الجولات، فإنها تؤجل إلى عطلة نهاية الأسبوع بحكم أن جل موظفي الإدارات العمومية لا يستفيدون من عطلتهم السنوية إلا في فصل الصيف. ويضيف عبد الصمد أن اثنين من أبنائه (أحدهما عمره 15 سنة والثاني عمره 12 سنة) يتوجهان، إلى ضواحي الجديدة، حيث يوجد أخوالهما وجدهما لأمهما ليقضيا عطلتهما التي تقارب نصف شهر. وهذا حال الكثير من الأسر، فعلاوة على ضعف ذات اليد، فإن الأسر المغربية لا تتوفر لديها عروض متنوعة، ذلك أن وكالات الأسفار تطرح عروض تركز على الوجهات الخارجية مثل تونس أو مصر أو تركيا أو إيطاليا أو إسبانيا وحتى جزر الموريس... أو بعض الوجهات المحلية مثل مراكش وأكادير.وتنظم الكثير من وكالات الأسفار رحلات إلى هذه الوجهات بعروض مغرية ومشجعة سواء من حيث الخدمات أو الأسعار، إذ تطرح إحدى وكالا الأسفار عرضا نحو مراكش تصل قيمته إلى حوالي 4500 درهم للشخص الواحد، ولمدة تصل إلى 7 ليالي في واحد من فنادق المدينة الحمراء المصنفة، وتصل هذه العروض إلى أكثر من ستة آلاف درهم وللمدة ذاتها وبالمدينة ذاتها، وكذلك لشخص واحد، إلا أن هذا العرض يتضمن مجموعة من الخدمات مثل الوجبات الثلاث وخدمات الملهى الليلي بالفندق المحتضن وخدمات حانته.وتشكل المرتفعات الجبلية في فصل الشتاء فضاءات لها القدرة على جذب هواة السياحة الجبلية وممارسي رياضات التزحلق على الجليد، إذ تشكل جبال الأطلس المتوسط قطبا جاذبا نظرا للثلوج التي تغطي قممها، ومن الوجهات التي يقصدها هواة هذا الصنف من السياحة بكثرة هناك أوكيمدن نواحي مراكش وميشلفن وأزرو وإفران، وهي وجهات تتوفر على الظروف والتجهيزات التي تساعد على ممارسة التزلج.ويلاحظ أن وكالات الأسفار نادرا ما تلتفت إلى هذه الوجهات أو تضعها ضمن برنامج رحالاتها، ذلك أنها تكتفي بالوجهات المعروفة كمراكش إضافة إلى أكادير، حيث يقتصر برنامج الرحلة على الإقامة في أحد الفنادق المصنفة مع بضع جولات في أرجاء هاتين المدينتين. كما يلاحظ أن نسبة قليلة من الأسر المغربية تهتم بالسياحة الجبلية في فصل الشتاء، وهذا ربما من الأمور التي لم تشجع المهتمين بتنظيم رحالات الأسفار على طرح الوجهات الجبلية بكثرة ضمن عروضهم.ومن الوجهات السياحية التي تطرحها وكالات الأسفار كذلك هناك أكادير، إذ تترواح أسعار هذه الوجهة بين 4600 درهم، متضمنة لكل الرسوم، وحوالي ستة آلاف درهم. وهذا بالنسبة إلى الوجهات المحلية، أما الوجهات الإقليمية والدولية فإنها تبدأ من تونس وتمتد إلى شرق آسيا، وأمريكا الجنوبية (جمهورية المارتينيك)، فضلا على عدد من بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، وبالنسبة إلى هذه العروض فإنها تشمل كذلك الرحلات الجوية، إذ تقدم غالبية وكالات الأسفار عروضا بتخفيضات تتجاوز 50 في المائة، وخاصة بالنسبة إلى وجهات تونس ومصر وتركيا وإسبانيا. وفي سياق متصل، تتحدث الكثير من وكالات الأسفار الأوربية بإيجابية واضحة عن فصل الشتاء بالمغرب، إذ تقول واحدة من الوكالات الفرنسية المشهورة إن «فصل الشتاء بالمغرب له طابع مساعد على ممارسة رياضات ثلجية من قبيل التزحلق على الثلج وتسلق قمم جبال الأطلس، حيث يعم الجليد ويسود البرد الشديد»، كما أن هذه الوكالات تنصح زبائنها بالواجهة الساحلية للمملكة، خاصة الشريط الممتد بين طنجة والدار البيضاء، حيث تظل درجات الحرارة، على العموم، في مستويات يمكن تحملها.إلى ذلك، يتضح أن برودة فصل الشتاء القارسة، تؤثر سلبا على فرص السياحة وقضاء العطل، على خلاف فصل الصيف الذي يتيح إمكانات أوفر وفرصا أكثر لقضاء العطلة الصيفية وفي فضاءات متعددة، سواء في البر أو على رمال الشواطئ، كما أنه يتزامن مع حصول أغلبية الموظفين، خاصة في القطاع العام، على عطلاتهم السنوية. محمد أرحمني

عروض مشجعة لوكالات الأسفار خلال عطلة الشتاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تطوان نقطة جذب قوية للسياح المغاربة شتاء

السلطات المحلية توقف أوراش بناء بمرتيل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات